وصحوتُ ألفيتُ الفؤادَ يصبُّ قهـ
ـوتَه رؤىً ويذوبُ في أكوابِها
ويذبُّ عن وجهي النعاسَ معابثاً
ويقول لي- متلذذاً بحبابِها –
: قمْ، فانْتَبَهْتُ، وقهوةٌ رقراقةٌ
ذابت شموسٌ في صدى تسكابِها
سَكَبَتْ على روحي ضياءً عاطراً
ينثالُ ما غنّى حفيفُ ثيابِها
ونظرتُ قد شفَّتْ حوائطُ حُجْرتي
نضَّت نوافذَها، سَهَتْ عن بابِها
هي فرحةٌ تنداحُ، تكبرُ، تزدَهي
فإذا سألْتَ القلبَ عن أسبابِها
سيجيبُ بالصَّمتِ اللذيذِ وبسمةٍ
ويتوهُ في المعنى وفي إعرابِها
نَضِجَتْ شجيراتُ المُنى وتَعَجّلَتْ
والخمرُ لم تصبِر على أعنابِها
فسَكِرْتُ، غادرتُ الفِراشَ مُجَنّحَاً
وعلِمتُ أني اليومَ موعودٌ بِها