العنصرية في رواية العجوز والوسام . بقلم محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة

 

العنصرية المُتأجّجة

في رواية العجوز والوسام

(إضاءة)

بقلم. الروائي محمد فتحي. سوريا

 

 

مدخل:

تختلف الحالة النفسيّة لكلّ أديب حينما يبدأ بالكتابة في حدث ما، سواء كان قصصيًّا أو روائيًا. كذلك من خلال كتابته تظهر هويته ومرجعيته الفكريّة والاجتماعيّة.

وفي مضمار الأدب الأفريقيّ نغوص في العادات والتقاليد والاعتقادات القائمة بأكثرها على الأساطير.

وفي رواية “العجوز والوسام” لمؤلفِّها “فرديناند أويونو”، وهو دبلوماسي وأديب من “الكاميرون” عام 1956، ونشرت في “فرنسا”، وترجمها “ممدوح عدوان” إلى العربيّة. تتضح فكرة الصراع بين فكرتين متنافرتين متصادمتين، فكرة الأوروبي الأشقر والأبيض، القادم كمحتلٍّ ومستعمر إلى أفريقيا السّوداء، سيطر بالحديد والنار على الأفارقة السود.

صراع متأجج لك يتوقّف، صراع الأقوياء والضعفاء، صراع إرادة الحياة مع أعداء الحياة، صراع الحق والباطل.

 

فكرة  الرواية:

جاءت الرواية مقسّمة على ثلاثة فصول.

توزعت محاورها لمعالجة ثلاث قضايا مهمة بتفصيلاتها:

أولاً: “ميكا” بطل الرواية العجوز الذي يتم استدعاؤه من قريته الوادعة إلى مقر الحاكم في المدينة المجاورة لإبلاغه بأن الحاكم العسكري الأبيض سيمنحه وساماً.

ثانياً: توجه “ميكا” للمشاركة في الحفل الذي أقيم في المركز الأفريقي،

ثالثاً: عودة “ميكا” إلى قريته التي دمرت بعض أكواخها عاصفة هوجاء، لكن كوخ “ميكا” ما يزال واقفاً، ويرتمي على فراشه شبه ميت. واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن رواية “العجوز والوسام” تقدم تلك اللحظة التي استيقظ بها الرجل الأفريقي من سباته وعاد إلى نفسه موقناً أن لا مكان للمستعمر على أرضه، وكما صارع عجوز همنغواي البحر وصرعه، كذلك استيقظ الأفريقي الأسود على حقيقة الحرية رغم المعاناة والمذلة التي خضع لها، وتنتهي الرواية بيقين واضح أن لا مكان للمستعمر على أرض “ميكا وزوجته كيلارا”. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018.

 

*المناقشة:

بالتوقف لاستجلاء هذه النقطة الأهم. أن عنوان الرواية، وهو العتبة التي يلج القارئ من خلالها إلى رحاب (العجوز والوسام)؛ فالعنوان يشي ليشكف سرّها. فالكلمة الأولى “العجوز” أي أنه في مراحله العمر الأخيرة. وهو شيخ ضعيف مستَنزَف القوى، لا حول له ولا قوة، في ظل بلد أفريقي مُحتلٍّ احتلالًا مباشرًا، بحكم عسكريّ لا يتوانى ولا يتورّع عن القتل والحرق والتدمير، واستعباد البشر بقسوة لا تنتمي للإنسانيّة أبدًا، وحشية الاستعمار البغيض.

وفي منحًى آخر يشي عنوان الرّواية بتعالقات تتشابه في بعض جوانبها مع رواية “آرنست همنغواي” الشّهيرة (العجوز والبحر)، والعجوز عند “همنجواي” مختلف عن العجوز هنا في رواية “أويونو” مختلفٌ تمامًا؛ إنّه ليس قويّاً، هو عجوزٌ ساذجٌ ضعيفٌ مقهورٌ في مجتمعٍ ضعيفٍ مقهور، لم يخض معركةً ليخسرها ويُهزَم فيها، إنما هو مهزوم على كافّة الأصعدة، من دون أن يظهر خصم له كان وحيدًا على الحلبة، ولم تظهر وتبدو إلّا الهزيمة بمعانيها الواسعة بلا قيود، كان يعتقد ويؤمن أنه يخوض معركة ناجحة لكنه يكتشف انه يصطدم بعالم غريب. ومما وصف به مترجم الرواية. الكاتب السوري “ممدوح عدوان“: (وقد يوحي عنوام الرواية بأنها تنحو نحو رواية همنجواي الشهيرة “العجوز والبحر”، ولكن العجوز هنا مختلف، إنه لبي قويا. هو عجوز ضعيف مقهور في مجتمع ضعيف مقهور، وهو يخوض معركة ويهزم فيها دون أن يظهر خصوم على الحلبة.. ولا نرى إلا الهزيمة بمعناها الفردي والعام) ص8.

ويحاول العجوز وأهل قريته، وكذلك المؤلّف، التشبّث بما بقي في الذّاكرة عن أنفسهم، وعاداتهم، وأساليب تعبيرهم، وردود أفعالهم، ولكنّهم يدركون يوميّاً، وبحادثة العجوز، “أنّ البِيض لمْ يتركوا لنا شيئاً”.

فالرواية استطردت توغّلًا في رسم العلاقات الاجتماعية في لوحات بألوان القهر والظلم.  لأنّها اعتمدت طريقة الاستطرادات النّفسيّة، و الذّهنيّة، وفي أخرى على استعادة تيّار الوعي الاجتماعيّ، من خلال  الحركة الداخلية للنص الروائي المكتظّ بحركة النّاس فيه؛ ممّا انعكس عليه بحيويّة، جعلت النص تفاعليًا بامتداداته في نفس القارئ، مرة يثير فيه مشاعر الحزن والشفقة، ومرة يشعل الغضب والنقمة، ويثير الكراهيّة الساكنة لكل ما هو أوروبي، لأنه في طبيعية تكوينه متوحش، يقتل ويشرب الدماء.

فالكاتب الذي درس في فرنسا، ومن ثم عاد لها ليكون في عداد السلك الدبلوماسي لبلده الكاميرون؛ ذكي بما فيه الكفاية ليقود الحدث البسيطٌ في مجتمع التّمييز العنصريّ الذي يتحكّم فيه البِيض، وعندما تنتهي من قراءة الرّواية ستكون قد تعرّفت إلى أرياف هذا المجتمع، ولكن ما هو أكثر أهميّة هو أنّك ستكون قد تعرّفت إلى أسلوب تعبيرٍ مختلفٍ، الأسلوب الذي يلجأ إليه الشّعب، في هذا المكان بالذّات، للتّعبير عن فرحه، وحزنه، وغضبه، وخيبته، والأكثر أهميّةً من هذا كلّه أسلوب تعبير الكاتب المنسجم تماماً مع أسلوب تعبير الشّعب. فهو “يحكي” الرّواية بأسلوب متابعتهم.

الفصلين الأخيرين (الثاني والثالث) من الرّواية، فيهما تتجلى مأساة أهل القرية، لمواساة أنفسهم، وتضميد جراحاتهم العديدة خاصّة النّفسيّة منها، بطريقتهم البسيطة المُسطّحة، فلا يمكن التكهن بمدايات أحزانهم، وأنت تعاين لا مبالاتهم النهوض بأنفسهم، هذا بحدّ ذاته مدعاة لحزن القارئ، أو في بعض الأحايين ينقلب عليهم، ليشمت بهم ويستهين بهم. لأنهم ارتضوا ذلك لأنفسهم ومن تلقاء أنفسهم. وتظهر فكرة جلية “القابلية للاستعمار” على رأي المفكر “مالك بن نبي”.

كلّ ذلك جاء بأسلوب سرديّ ساحر، كأن الكاتب أراد منا الجلوس معه، لمعاينة الواقع بأحزانه وآلامه، وبالتالي تنفجر النقمة في قلوبنا على المستعمر “الفرنسي” الغازي للكاميرون. فقد عانى أجدادنا في سوريا ولبنان من الاستعمار ذاته.

 

*فضاء الشخصيات:

– “ميكا” الشخصية المركزية في الرواية كانت المحمل الرئيس للحدث الروائي بأكمله، وننها تفرعت خيوط لتربط باقي الشخصيات بها، وهي شخصية فقيرة وبسيطة وساذجة تعيش في قرية من قرى الكاميرون، بعيدة عن المركز للمدينة مقر الحاكم العسكري، ومن يمارس سلطاته من خلال العسكريين والجنود البيض، وعدد من المدنيين المستعمرين الذي يديرون أعمالا تجارية وزراعية، ويقومون بتصدير منتجاتهم إلى أوربا عمومًا، وفرنسا على وجه الخصوص.

“ميكا” يعيش مع زوجته “كيلارا” بعدما فَقَدا ابنيْهما في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حرب استعمارية تقود البلاد للدمار والإخضاع بالقوة. ربّما يكون ولديهما قد ماتا وهما يقاتلان أبناء جلدتهم، خدمة لدولة الاستعمار.

“ميكا”  بطبيعة تكوينه طيّب، بقد وهب أراضيه للكنيسة وللبيض.  بينما هو عاش في كوخ بائس من اطراف القرية. اعتقادًا منه أنه الإنسان المسيحي الذي يضحي بماله وولده من أجل رضا الرب، وهو يطمح لتكريس نفسه قديسًا بطلب رضا الكنيسة ورجل الكنيسة هناك الأب “فاندر ماير”. الزمان يتحطم على عتبات الوعي، في وقت كان يطلب “ميكا” لا يسعى للخلاص هو وأبناء جلدته، بينما هو محاصر بتعاليم الكنيسة التي لم تخدم الدين المسيحي، بينما هي جزء استعماري تحت غطاء الدين.

ميكا” نموذج الشخصية الرئيسة التي قادت الحدث من بداية الرواية إلى نهايتها، وكل الحدث الروائي اربتط به، وانبثق من خلاله، وهو ارتبط به. ومن خلاله أيضًا انبثقت الشخصيات الثانويَّة، لتأثيث السّردَ بمعقوليّة تساوقت مع سير الحدث بتسلسل منطقيٍّ، ومحاولة مُحاكاة الواقع الاجتماعيّ، وحيثيَّاته.

 

فكرة العنصرية: هي رسالة الرواية:

لا شكّ أن الكاتب سجّل ودوّن حالة اجتماعية غير متكافئة، ما بين الأبيض القوي المتفرد بكافة صفات السيد الذي يملك القوة والسلطة، ويفرضها على أهل البلاد المستضعفين المنتهَكين المقموعين المسلوبين لكل أسباب الحياة الكريمة. وفي هذه الطائفة من العبارات المنتقاة من الرواية. يستشفّ القارئ علاقة الكراهة التبادليّة ما بين البيض والسّود. ومشاعر العنصرية المتأججة بالقول والفعل، وعقدة تفوق الأبيض، وشعور الدونية الملازم للإنسان الأسود مقابل الأبيض.

*عندما استدعي ميكا من قبل الحاكم العسكري لتقليده الوسام جزاء مواقفه. هز هذا الخبر أهل القرية قبله، فاستعد على أتم وجه؛ فصنع له الخياط  بدلة جديدة بمواصفات طلبها بنفسه. زوجته “كيلارا” كانت توصيه قبل ذهابه لتسلّم الوسام: (يجب أن لا تُظهر مشاعركَ أمام الرٍجل الأبيض. أنتَ تعرف أنْهم على استعداد؛ لتنفيس غضبهم في عجوز محترم مثلكَ).ص15.

* يقول أحدهم: (ذهبت لبيع الكاكاو لليونايين الذين يسرقوننا دائما).ص42.

*(أتعرفون أولئك الجنود الذين. جاؤوا من الغابون، إنهم سود مثل قفا القِدر، ورؤوسهم مثل خصي الخواريف، وأسنانهم كأسنان المنشار) ص42.

* (أظن أنها المرأة الوحيدة من ناحيتنا هذه، التي تزوجت من شخص غريب عن المدينة. ستصير الآن مرأة بيضاء، بعد أن يأخذ زوجها الوسام) ص44.

* (ميكا. سيكون الأفريقي الوحيد الذي سيمرّ أمام مذتب الحاكم العسكري، دون أن يرفع قبعته) ص48.

* فوكونوني شخص أوروبي: (كان يعيش مع امرأة أفريقية، تعوّد أن يُخبّئها في المخزن في القبو، عندما يأتيه ضيوف بيض) ص55.

* (أزيحت الستارة؛ وتقدم أفريقي يمسك بقبعته، ثم انحنى. وقال بابتسامة عريضة: “المشروبات يا سيدي المشروبات فقط..”)ص 56.

* (الحمالون يتمايلون يمنة ويسرة تحت أشعة الشمس التي كانت تصب على ظهورهم رصاصًا مصهورًا) ص57.

*(وما يزعجني فعلا هو أن أرى أبيض يمشي أمامي على هذا الطريق، وردفاه ظاهران، يخطر لي أحيانا أن أذهب إليه، وأقول له: سيدي، لم لا نتفضل وتُطوّل سترتك)ص58.

* (المركز عبارة عن كوخ من الحديد المموج، أمر الحاكم بطرشه باللون الأبيض لإخفاء اللون الذي كان عليه. ووضعت فيه الكراسي من أجل البيص على المنصة التي غطيت بقماشة حمراء) ص57.

* (بعد الحرب العالمية الثانية. كل شيء في ذلك الحين كان اسمه ديغول، وكانت صور الجنرال تملأ الأكواخ، لقد سميت بنات باسم ديغول، مثلما أطلق الاسم على صبيان) ص67.

* (كان البيض متشابهين كالبقر الوحشي، لهم جميعا الوجوه نفسها) ص93.

* (آه من هؤلاء البيض. لا شيء مستقيم عندهم. يركضون عندما يسيرون ثم يتحولون إلى سلاحف إذا وعدوك بشيء) ص98.

* (كانت كيلارا تراقب زوجها، وهو يتلقى الوسام بعينين بللهما الفرح. وعندما صافح الرجل الأبيض يد ميكا؛ أحست أن قلبها قد توقف عن الخفقان)ص101.

* قال بعض المشاغبين: (اعتقد أنه كان عليهم أن يغطوه بالأوسمة. هذا كان سيعجبه أكثر، تصور أنه فقد أرضه وأولاده من أجل هذا) ص102.

* سمعت ميكا كلام هذا الشاب: (رأت زوجها ورأسه تحت الشمس يلمع، وعو يبتسم ببلاهة لزعيم البيض. شيء ما حدث في أعماقهالم تستطع أن تفهمه. بدا لها ميكا كشخص لم يسبق لها أن رأته من قبل. أيمكن آن يكون ذلك الرجل زوجها؟ الرجل الذي يضحك هناك لا تربطها به أية علاقة. خافت من نفسها. فركت عينيها، وتطلعت مرة أخرى إلى ميكا.  وانفرجت زاويتا فمها عن تكشيرة ازدراء) ص102.

* (كان الأب فاندرماير، عندما نهر ميكا، وقد أردك بعد فوات الأوان بأنه قد سمح لمخالبه بالظهور، وسأل نفسه ما إذا كان ميكا قد لاحظ ذلك) ص105.

* (وجه الأب فاندرماير الدعوة إلى ميكا للركوب في مؤخرة شاحنته، على الرغم من أنه لؤس معه أحد في المقدمة، وجلس ميكا على صندوق خمر العشاء الرباني، وخلع حذاءه) ص105.

* رأي كيلارا الأخير بزوجها ميكا: (هل هناك أم أو زوجة أشد تعاسة مني؟ ظننت نفسي قد تزوجت رجلا، رجلا حقيقيا.. ولكنني، بدلا من ذلك، تزوجت كيسا مليئا بالقذر. آه، يا أولادي، با أولادي المساكين، بيعوا كما بيع المسيح من قبل يهوذا.. على الأقل يهوذا فعلها من أجل المال. أما الرجل الذي نام نعي، لأحمل منه بكما؛ فلم يحصل على سعر ملائم لبذرته. أنتما، يا صغيريّ، لم يكن ثمنكما إلا وسامًا، هل هناك زوجة أو أم أشد تعاسة مني؟) ص107.

*(كيف يمكن لعبد أن يسألنا: أي نوع نن البشر نحن؟ هل كان يريد منا أن لا نظل كما نحن، مثلما فعل هو لمجرد أننا أمام البيض)ص117.

*(استطاع أن يرى وجهي الشرطيين ببذلتهما فوقه، وهما يصيحان: “انهض أيها الخنزير! أين أوراقك؟) ص128.

 

 

الجمل المفتاحية في الرواية:

أثناء القراءة تأتي جمل تجبر القارئ للتوقف عندها، بما تحمل من دلالات بعيدة، ذات مرامٍ يمكن من استقراء حالة أو حالات تتشابه وتتشارك نفس المعطيات، فكأن قوانين القول تنطبق عليها جميعا، وبالتالي هي جمل موحية، لأنها تحمل مفاتيح الحكمة، وتقدمه بأمانة لفتح العيون والعقول على أشياء ربما تغافلت عنها العقول، لأسباب ظاهرة وباطنة.

  • يخوض معركة، ويهزم فيها دون أن يظهر خصمه على الحلبة/ ص8. المترجم.
  • لا نرى إلا الهزيمة بمعناها الفردي والعام/ص8. المترجم.
  • أنت ضعيف كضعف الحواريين على جبل الزيتون/ص13.
  • اجلبي لي الطعام. لا يستطيع المرء المثول أمام رجل أبيض، ومعدته خاوية/ ص14.
  • الصياد الماهر كالمومس تستطيع أن تستدل عليه من بُعْد ميل/ص16.
  • إذا ذهب إلى هناك، وهو يبدو مثل امرأة عجوز، لن يجد من يُكلّمه/ص17.
  • وصار العرق أكثر ندرة من دموع الكلاب/ص18.
  • الفم الذي رضع، لا يمكن أن ينسى طعم الحليب/من موعظة الأب فاندرمير/ص19.
  • خاطب الأب فاندرمير: “يا أبت لقد أطفأت ظمئي دون أن تكون بي حاجة”. وكان هذا يثير دهشة الأب فاندرمير، الذي كان يقول له: “يا أخي. ليس إطفاء الظمأ خطيئة. وليس عليك أن تكون أكثر صرامة من قوانين الرب وقوانين الكنيسة”/ص20
  • مثلما هبطت الشمس، هبطت آمال كلارا، لقد ظهرت الظلال، وعبرت القرية طيور المساء، وبدأت كيلارا تفقد الأمل/ص25.
  • العجائز يمرضون صباحا، فيموتون مساء/ص26.
  • فا اغناطيوس بابتسامة عريضة:” نحن أعضاء الإرساليات مثل البوم، كلما قلنا لكم ما سيحدث. يصرخ الجميع: إنه السحر” /ص32.
  • إذا تكلمت الأشباح هطل المطر ليلا. وإذا طلبت منك أن تخفض صوتك، فهذا لأن هناك عدوا/ص 41.
  • الطفل ثمرة غريبة. التربة لا تُفرّق كثيرا/ص71.
  • وما الذي يمكن أن يحدث في الغابة؟ قال انجامبا:”الأخبار هنا، وهنا أيضًا.. لا يحدث أي شيء/ص78.
  • عالمه وعالم الآخرين الذين اعتبروا أشباحا عند مجيئهم إلى هذه الأرض. لم الآن مع أناسه، ولم يكن مع الآخرين/ص93.
  • وسأنتظر حتى لو أنه يأت إلى الليل. حتى لو لو لم يأت إلى الغد. حتى لو لم يأت إلا بعد عام، أو حتى نهاية الدنيا/ص95.
  • كانت تلك ملاحظة غادرة بددت كل حماس كيلارا. عندها فقط عرفت أن حزنها ما يزال كبيرا، وأنه ما من شيء يمكن أن يعادل فقدانها لولديها، فكّت منديلها ودفعته في فمها لكي لا تبكي/ص102.
  • أدرك بعد فوات الأوان، بأنه كيف سمح لمخالبه بالظهور/ص105
  • حين تخرجون من هذه المستشفيات تخرج أقدامكم قبلكم/ص118
  • لم يتذكر كيف صار هكذا مستلقيا على قفاه في هذا الفراغ، ويداه في الظلمة لا تسعفانه بالتمسك بأي شيء/ ص123.
  • الشمبانزيليس أخا للغوريللا/ص155.
  • التجاعيد امتياز الشيخوخة/ص157.
  • الدموع لا تفيد الموتى/ص157.
  • الحرباء تمشي على قدمين/ص158.

 

الخاتمة:

رواية “العجوز والوسام” لا شكّ أنها حلقة واحدة من سلسة كبيرة من المهانة وانتهاك الكرامة الإنساني، من قبل استعمار أوروبي متوحش، يبنى ثرواته ورفاه مجتمعاته على حساب دم وعرق الشعوب الضعيفة، الإنسان  هو الخاسر الأول، سواء كان الإنسان الأفريقي أو العربي، فجميعنا في الضعف سواء، تشابهت ظروف الاحتلال والقهر الاستعماري، وما زالت.

كذلك نقطة مهمة جاءت عليها الرواية، وهي نشوء علاقات الكراهة التبادلية بين القوي والضعيف، كما أنها ذات أبعاد إنسانية مؤثرة، بم عرضت من أساليب الاستعمار في استخدام القوة المفرطة في إخضاع الشعوب، ونهب مقدراتها وقرواتها. واستلاب كرامتها. واختتمت الرواية بمشهدية مؤثرة عن الرجل “ميكا”، الذي ضحى بأمواله من أجل الرب والكنيسة، وأبنائه من أجل فرنسا؛ فما أن غادر الاحتفال عائداً لقريته حتى ضبطته دورية من الشرطة البيض؛ فأشبعته ضرباً ورفساً، بحجة انه دخل مكانا ًيمنع التواجد فيه. خسر نفسه وزوجته وأبناءه، وعاد إلى قريته بدون الوسام الذي منحوه له. وكانت الصحوة من جديد، على أمل التغيير المستقبليّ للأفضل.

 

عمان – الأردن

23/ 5/ 2022

 

 

 

 

 

 

 

 

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!