.
عمان _ آفاق حرة
عقدت مبادرة نون للكتاب ورابطة الكتاب الأردنيين جلسة نقاشية في مقر الرابطة في عمّان، حي اللويبدة، مساء يوم السبت الموافق ٢٠٢٣/١٢/٠٢ حول أشكال المقاومة في الرواية العربية والعالمية.
بدأت المناقشة بكلمة ألقتها القاصة سمر السيد تحدثت فيها عن أدب المقاومة الذي يُعنى بالتصدي لكل أشكال الظلم محلية كانت أو خارجية استعمارية، ثم قدمت نبذة عن أبرز المحطات الثقافية في سيرة الأستاذ الناقد موسى أبو رياش. بعد ذلك قدم أبو رياش ورقة بحثية في هذا الموضوع تطرق فيها إلى ثلاث روايات، كانت الأولى “صمت البحر” للفرنسي (جان برولر) والتي كانت المقاومة فيها ذات طبيعة سلمية تتمثل بالصمت وعدم التواصل مع العدو النازي، في إشارة إلى المقاطة ورفض التطبيع، ودلالة إلى الهدوء الذي يسبق العاصفة. الرواية الثانية كانت “دبابة تحت شجرة عيد الميلاد” لإبراهيم نصر الله وكانت المقاومة فيها ذات طابع سلمي اقتصادي، حيث قاطع الفلسطينيون في مدينة بيت ساحور منتجات العدو واكتفوا ذاتيا وربوا الأبقار لتجنب شراء حليب العدو. الرواية الثالثة”عائد إلى حيفا” للشهيد غسان كنفاني والتي أكدت على ضرورة المقاومة المسلحة كخيار لا غنى عنه للتحرير.
انتقل الحديث بعد ذلك للسيد طارق عودة الذي تحدث عن روايتين عالجتا موضوع الكفاح المسلح وهما: “فتاة في حالة حرب” للكاتبة (سارة نوفيتش) والتي فصّلت في الحرب الصربية الأوكرانية، ورواية “البشرات” للكاتب (إبراهيم أحمد عيسى) التي تحدثت عن ثورة المورسكيين في الأندلس.
وعن رواية “باب الشمس” لإلياس خوري أكد السيد سعيد حمد الله هديب أن الرواية قدمت نموذج المقاومة المسلحة والسلمية في آن واحد، وتجلت المقاومة السلمية في رفض التهجير والعودة للوطن، وفي الانجاب لضمان مواصلة المقاومة وإحراز التفوق الديموغرافي.
.
أما السيدة نسرين عبدالله فتحدثت عن رواية “أزواد” لأحمد أبو سليم والتي أكدت على شكلي المقاومة المسلحة والسلمية معا، فكل يقاوم من موقعه، المقاتل بسلاحه، الكاتب بقلمه، الفنان بفنه، وهكذا دواليك.
كما وأشار الأستاذ منذر اللالا إلى روايات أيمن العتوم: “ستة” و “اسمه أحمد” و “يوم مشهود” التي عالجت جميعها موضوع المقاومة المسلحة.
وفي مداخلة مفصلة أكد الدكتور والكاتب أسامة المجالي على أن المقاومة المسلحة كانت الثيمة الرئيسة في رواية إبراهيم نصر الله “أعراس آمنة” والتي دارت أحداثها في غزة تلك الأحداث التي تحاكي ما يجري اليوم.
القاصة سمر السيد تحدثت بدورها عن روايتي “١٩٨٤” و “مزرعة الحيوان” للكاتب (جورج أورويل)، حيث أظهرت الرواية الأولى المقاومة السلمية لنظام استبدادي عن طريق القراءة ونشر الوعي، وسلطت الثانية الضوء على المقاومة المسلحة وانتصارها ثم فضحت الخيانة التي سرقت الثورة وحولتها إلى نظام استبدادي جديد.
وأخيرا عرض الناقد أسيد الحوتري روايتين هنديتين الأولى”في انتظار المهاتما” للكاتب (ر. ك. نارايان)، ورواية “كانتثابورا” للكاتب (رجا راؤو). عالجت كلتا الروايتان ثيمة المقاومة السلمية التي تبناها (المهاتما غاندي) والتي كانت أدواتها: المغزل الذي يشير إلى المقاطعة الاقتصادية للمحتل الأنجليزي، والحقيقة التي تشير إلى المقاطعة الثقافية للعدو، و(أهمسا) التي تمثل كل أشكال المقاومة السلمية من مظاهرات، وإضرابات، ومسيرات، وعصيان مدني، إلخ. وأخيرا الحب الذي يجمع كل أفراد الشعب الهندي ويوحدهم في وجه المحتل.
خَلُص النقاش إلى أن المقاومة أشبه بطائر لا يحلق إلا بجناحين: جناح سلمي وآخر مسلح.
.
في نهاية المناقشة تم التوجه بالشكر لكل من شارك وساهم في إنجاح هذه الفعالية وعلى رأسهم رابطة الكتاب الأردنيين.