عصيُّ الدمع إلا في رحابك.
أنثر الدموع بين يديك بلا وجلٍ.
شوقاً
وحباً
وحنيناً
وللكمدِ دمعٌ آخر
لا تحزني ـ أيتها الوردة البائسة العابسة في أوج الربيع ـ حين تتشظى عيناي ألما، تُمطر غيمتها عنّابا ، وينزف القلب دَمَا أسودا ، تموت الحياة في شغاف الحدائق، وتنبت الحقول البؤس.
لا تحزني
في قلبي المثقوب جُرحٌ يعجزُ الأطباءُ عن وقف نزيفه .
دعيه ينزف .
إن كفك المرتجفة التي تشبه القطن في مهب النسيم ، لا تقوى عن رتق الجرح.
لا داعي للتفكير في أوجاعي ، إنها بحجم الكرة الأرضية .
توقفي عن البكاء ، فدمعك لن يخمد نيران الألم ، أو يطفئ الوجع المشتعل في صدري كغابة محترقة.
اطمئني ، الحياة المليئة بالمواجع لن تتوقف .
ارتدي نقابك كيفما تشائين ، وابتسمي ، فمواجعي لا دواء لها في الشفاه المموهة بأحمر حواء، أو تضمدها أبجدياتك الخجولة .
طعنات الزمن تتكرر ، ولم يبق في جسدي النحيل موضعاً ، إلا وبه طعنة سيفٍ ، أو رمح من صنع الأحبة ، لا العدو.
أيوّد الأحبة قتلي في أعراف القبيلة ، وقواميس العشيرة ، وتخليص ساحات الحب من أوجاعي ، وأبجدياتي الزاخرة بالألم.
قوانين الحياة قاسية.
مُنهِكةٌ جدا.
مُجحفةٌ جدا.
تُعطي ما لا نهوى ، وتحرمنا ما نرغب.
أي عدالة تلك؟
التي تمنعك من احتضان أمانيك ، لتحلق بها عاليا ، أو ترقص بها رقصة الهلوان في الهواء الطلق دون قيود.
أي قسوة تلك ؟
أن يُحرم عليك المتطفلون على القانون النظر إلى القمر مبتسما ولو نظرة عابرة .
أي قسوة ؟
أن تستمتع بدفء الشمس
أن تغمرك تلك الوردة بنسائمها العبقة .
أن تتغزل بما لا ترى.
أن تحب ما ليس تملك.
عُد إلى رشدك .
الأجدر بك ألا تغني للأمل أغنيةً جنونية.
ألا تعيش السعادة في جوف بشرٍ مجبول على النسيان
ما زلت مسرفاً في حلمك .
مسرفاً في خيالك ، ولم يكن بساطه الأحمدي بين يديك .
أغمض عينيك لعلها لا تُفتح بَعَد.
ذلك الحلم ربما تراهُ في الأحلام .
هو لن يتحقق أبدا ، ولن تجد له تفسيرا غير الانتحار .