تعلمينَ رَدَى العِنـادِ يُحارِبُ
جَدَّ غُرابُ البَينِ والأذى سارِفُ
مَـن يَلحَظُ مــا تُعابُ بِـهِ الدُّنيا
والعُمرُ في لَحظاتِ الخَفقِ هارِبُ
جارَيتُكِ واستَفاقَ بـيَ الأمَـلُ
وما عَلِمتُ ما تُخفيهِ المكارِبُ
قَــد يَبعُــدُ الزَمَـنُ عِثــارَ لَيـلٍ
وتُدمي ضُعفَ قَلبِكِ المَغارِبُ
أختَمِـرُ اللَّيـلَ وسَكَنَـةَ العَتــمِ
كبــا السَّمَرُ لاطَمَتهُ المَشارِبُ
سيلُ الدُّنى غيَّرَ في المَغارِفِ
ومــا قارَبَتْ حُزنَـهُ المَقارِبُ
تَسمَّرتُ وجَوانِبُ البُعـدِ تَبدو
وكيفَ يَنجو مِن الأقدارِ الهارِبُ
قاهَرتِ القَلبَ ولا أنباضَ تَدفُقُ
والسنونُ تَحتَ الفَيناتِ غوارِبُ
لازمتُ عَــدَمَ تَوافُقِ الأدهــارِ
فالصِّدقُ لواقِعِ الحالِ مُوارِبُ
أمضي مُتحامِلاً أشُقُّ الصِّعابَ
لَطَّخَتِ النَّفسَ غُبنــاً المـآربُ
تَصَلَّبَ في الصَّدرِ ما يَستَحيلُ
ولاذَعَتنا مِن عَينيكِ المَحارِبُ