ناقشت مساء الخميس 10/10/2019 ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني في مدينة القدس ديوان الشاعر الفلسطيني فراس حج محمد “ما يشبه الرثاء”، الصادر مطلع هذا العام عن دار طباق، ويقع في حوالي 190 صفحة من القطع المتوسط.
استهل الحديث عن الديوان الكاتب والروائي جميل السلحوت، مشيدا بلغة الكتاب، مستهجنا ما ثار من لغط حول بعض ما جاء في الكتاب من ألفاظ وصفت بأنها “خادشة للحياء”، مبينا أن الشاعر حج محمد لم يكن خارجا عن سياق الثقافة العربية والإسلامية التي غصت كتبها الموصوفة بأمهات الكتب بالكثير الكثير من القصص والحكايات والأشعار الصريحة.
في حين رأت الروائية ديمة السمان أن الشاعر بعمله هذا كان ممتلكا للغة، ويشكلها باقتدار، ولكنه حرم المدارس ورفوف مكتباتها من أن يتوفر فيها كتاب شعر جيد؛ نظرا لبعض ما احتوته بعض قصائده من ألفاظ لا تليق بالبيئة التربوية، لاسيما وأن الشاعر يعمل مشرفا تربويا.
ورأى الكاتب إبراهيم جوهر أن هذا الديوان، لا يقرأ كما تقرأ الجريدة، فهو يحتاج إلى قارئ مثقف غير عجول ليدرك أبعاد الصورة التي تزخر بها قصائد الديوان، منتقدا تركيز البعض على ما يعتبرونه سلبيات، وينسون الديوان وما اشتمل عليه من قضايا وأفكار، مطلقا على هذه الظاهرة نظرية “المربع الناقص”، بحيث “ننسى الجمال وقاموس الأحزان والاغتراب والشّكوى، ننسى ما يجب أن يوقفنا لنتساءل وننظر إلى المربّع النّاقص! أو قل: إلى الثّلول في وجه العروس”.
ومن جانبه قال محمد عويسات إن الشاعر كان مغرقا في الرمزية والاستعارة والعبارات غير المفهومة التي أدت إلى وجود الصورة الشعرية الباهتة الخالية من العاطفة كما في قصيدة “المدينة لا تموت”، وليس هذا فقط، حسب وجهة نظر عويسات بل كان هناك تجاوز للمعقول في التناص مع قصة سيدنا يوسف في قصيدة بعنوان: “لم يكن أحد بريئاً”.
ولم تخرج أوراق كل من عبد الله دعيس وعز الدين أبو ميزر وأبو عمر القراعين وهدى عثمان أبو غوش عن محور القيم الأخلاقية والدينية التي يجب أن يتخلق بها الشاعر والأديب وألا يخرج عن قيم مجتمعه، ويحافظ عليها.
ومن الجدير بالذكر أن الكاتبة نزهة أبو غوش كانت قد أعلنت عبر منشور لها على الفيسبوك عن مقاطعتها الندوة يوم مناقشة الديوان اعتمادا على ما جاء من لفظ صريح ورد في قصيدة “وجع السؤال… تعب الحقيقة”، وأيدتها أخريات في هذه الدعوة، مع أن الأخريات قد تراجعن عن المقاطعة، أصرت نزهة أبو غوش على عدم الحضور.
وقد لقيت دعوة أبو غوش ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض بين أوساط المثقفين على الفيسبوك، فقد استهجن بعض الكتاب ما قامت به، معتبرين ذلك حجرا على الكاتب وتقييدا لحرية الكتابة، في حين لقيت دعوتها رواجا عند البعض الآخر الذين رأوا أن الأدب يجب أن يخلو من الألفاظ الخادشة للحياء وينفر منها الذوق السليم من وجهة نظرهم.