الممحاة (1) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة:
________________

الممحاة (1)

خاطرة محمد فتحي المقداد

زمانًا طويلًا، ومنذ عهد طفولتي، وبداية دخولي المدرسة، ابتدأتُ تعلُّم الكتابة بقلم الرّصاص ذي الأشكال والألوان البهيجة، وأحبّها على وجه الخصوص من يحمل في عَقِبِه ممحاة لسهولة مسح أخطائنا الكثيرة المُتكرّرة؛ فلا منجى ولا مناص لكلمة أو جملة أو سطر منها.
كان هناك مع بعض الأولاد أقلام حبر غليظة الحجم في أعلاها أربع كبسات بألوان أربعة، وكم كان امتلاك هذا القلم من الأمنيات لندرته عند البائعين، قبل انتشار محلات مُتخصّصة ببيع القرطاسيّة ومستلزمات المدارس، وهي ما تعارفنا عليه بعد ذلك باسم (مكتبات)، رغم أنّ أرففها لا تحتوي على أيّ كتاب.
ومازال هذا دارجًا على الألسنة مع خطأ استخدامه بنفس الدلالة، بالتأمّل نجد أنّ هذا المجال تفرّع في اتّجاهات متنافرة متقاربة؛ فمحلات بيع مستلزمات المدارس والطلّاب، وأخرى تخصٍصت بييع الكتب فقط، وأخرى بكتابة الاستدعاءات، وأدوات التصوير (الفوتوكوبي) للمعاملات والأوراق، وغيرها اتّخذ شكل ما بعد خدمات الطباعة في تجليد وتذهيب أغلفة الكتب.
***
…. يتبع….

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!