بعد عِشرة دامت ثلاثة عقود، حضّر الزوج حقيبة سفره وأبلغ زوجته أنه سيسافر فى اليوم التالي إلى وجهة بعيدة، وأن الرحلة هذه المرة ستكون خطِرة و قد تدوم طويلا. إبتئست الزوجة كثيرا وأمضت ليلة بيضاء لم يغمَض فيها لها جفن .
في الغد، وهي تُعانقه قبل رحيله. قال برصانة: زوجتي العزيزة. الموت حق…. إنْ أنَ لم أعد قبل سنة، فاعلمي أن مكروها قد أصابني، وٱعتبري نفسك أرملة…..
إنهارت الزوجة وأجهشت بالبكاء وعقّبت: لا تقل ذلك زوجي العزيز. فأنا لا أتصور حياتي بدونك. سأنتظرك ما بقي من عمري…
ضمّها إلى صدره بحنان وقَبّل جبهتَها ثم ناولها مفتاحا صغيرا لصندوقٍ يُخبئه في دولابه وقال : بعد عام ، إذا اُستأيستِ من عودتي, ستجدين بداخل الصندوق رسم ملكية المنزل بٱسمك و مبلغا مهما يعولك لأعوام، ورسالةَ وداعٍ أبوحُ لك فيها بالسر الذي طالما أرّقك، وراودْتِني عنه لسنين.
غادر البيت وهو يُغالب العَبَراتِ من أثر الوداع الرهيب ومضى شاردا بخطى متثاقلة. لكنه قبل أن يُدرك آخر الحي، فاجأه صوت زوجته العالي وهي تناديه فٱنتزعه من شروده.
إلتفت وراءه فوجدها تلهثُ وهي تـسلِّمه مِفتاحه. قال فزِعا… ماذا هنالك زوجتي العزيزة بحق السماء؟…
جاوبته وهي تُحاول ٱسترجاع أنفاسها. زوجي العزيز، أظن أنك تركت لي المفتاح الخطأ
قصة تلقائية جميلة، بأسلوب سلس و جد معبر.