لو لم أحبك
لما دخلت كروم العشق
ولا ولجت حضن النجوم
وقباب الغيوم
من أوسع محرابٍ و باب..
لولم أحبك
لما أطبقت شفاهي
على زبد البحر
وسلاف الخمر
ورقصت فوق الماء
وكثّفت الندى من السراب..
لو لم أحبك
لكان الشعرُ مأزوماً كأنا
والأغنيات مقطّعة الأوتار فارغة المنى
وحديث الصمت في العيون
مجرد هروب من خواء واغتراب..
لو لم أحبك
لهجعت عصافير الحقول في دمي
وتململت شرانق الوقت في فمي
وتعبّدت دروب حنيني بالملالة والعتاب..
لولم أحبك
لما وجدت جواباً لاسباب وجودي
ولاعرفت ثوراتي وكسر قيودي
ولا تعلّمت الإبحار في العيون
ولا جمعت الحِلمَ و الجنون
ولا رفعت للأمل قباب..
لو لم أحبك
لماعزفت على قيثارة الغائبين
ولا لونت الحروف كروضة للحالمين
ولا شرّعت نهب العمر
رغم تكاثر القهر وأشكال السباب..
لو لم أحبك
لفارقتني أناي يا أنا
وتعطلت رسائلنا المحفوفة بالعنا
وتحطّبت شجيرات العمر
بيد قدرنا الفوضوي الحطّاب..
أسبابٌ وأسبابٌ تٌدخلنا لجة الحب
ولا نعلم كيف ولماذا ومن أين
بدأت حكايتنا الجميلة العليلة
ورحلتنا القصيرة أم الطويلة
ولا نُسأل في الحب عن أسباب…
فلا تسأليني لماذا أحبك
ولا تجاوبيني لما أحببتني
أسئلةٌ وأسئلةٌ كثيرةٌ
تدور في صدورنا
لا نجيد طرحها
ونحيد عن التفكير
في مضمونها أو شرحها
لكننا نعيشها بفرحها وجرحها
وخلف الأفق كم يهجع
وكم يستفيق جواب.