هُناكَ زَيتونةٌ ظَمأَى
تَسيلُ دمًا حُرًّا ..
ونَعجَزُ عَن تَضميدِها سَاقَا..!
أَغصانُها نائِحاتٌ
لا ثِمارَ بها ولا ظِلالَ ..
أَلَيسَ الظِلُّ أَوراقَا..؟
“قالَت لأَترابِها:” لَن أَنثَني أَبَدًا
وإِن تَشِبُّوا بِيَ النِّيرانَ إِحراقَا
لا نَخلةً رَفَعَت رأسًا لنُصرَتِها
أَوْ أَنَّ تِينًا إليها حَنَّ واشتَاقَا
وأَنكرَتها حُقولٌ حولَها وبَساتِينٌ
وما حَفِظَت عَهدًا ومِيثَاقَا
مَرَّت بُكاءً على الأيَّامِ وانتَظَرَت
حتَّى تَجَلَّت صلاةُ الله آفَاقَا
وحاوَلَت أَنْ تُربِّي
ما تيَسَّرَ مِن أَبنائِها
وتُوارِي الحُزنَ أَعمَاقَا
وحَرَّكَت دَمعةً صِدِّيقَةً وَجَعًا
وفَسَّرَت مَوتَها اليَومِيَّ أَحدَاقَا
فبَعدَها لَمْ تَنُحْ إلَّا لِغَيمَتِها
ولَم تُلامِسْ يَداهَا الجَدبَ إِطلاقَا
لذِلكَ اليَومَ
وَعدُ الأرضِ يَصدُقُها
والمُستحِيلُ بحَجمِ الصُّبحِ إِشرَاقَا
فلتُسقِطِ الآنَ بالطُّو.فَانِ
أَشرِعَةَ البَاغِي
وتُرْدِ بِهِ – يا رَبُّ – إِغرَاقَا