آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
(لماذا المقطفُ الداني)*
على أقدامِ سلمانا؟
وعودةُ مجدِنا العالي
على أعقابِ إيرانا؟
وحضنُ بلادِنا يحتاجُ
أحضانًا وأوطانا؟
لماذا كلَّما اشتقنا
بغيرِ قلوبِنا بَانا؟
وإن لُذْنا بسعدٍ غيرِ سعدِ الأرضِ أشقانا؟
وإن ثُرنا وقاتلنا
بغيرِ سلاحِنا خانا؟
لماذا نقتني لحوارِنا صوتًا وآذانا؟
لماذا نبتغي للجرحِ جرَّاحًا وأنَّانا؟
لماذا دمعُنا أضحى
لهم بحرًا وشطآنا؟
.لأنَّ نبوغَ بلقيسٍ
جرى حقلًا ووديانا
لأنَّ لسانَها مَن أفصحَ التَّلميحَ قرآنا
لأنَّ صدى (الملوك إذا..)
غدا حربًا وإعلانا
لأنَّ البُّنَ أصبحَ يُسكرُ الشيطانَ إيمانا
فتوجها بتاجِ غرورِهِ زورًا وبُهتانا
ونكَّرَ عرشَها ليصيرَ
سلمانٌ سُليمانا
تَزَوَّجَها لنعشقَها
وأبعدَها ليلقانا
.فلا تدري أتقطعُ
بعضَها للبعضِ قُربانا
أيرسلُ قلبُها لدِمائهِ
في الحربِ شِريانا
أتأوي في حنايا الحبِّ مطعونًا وطعَّانا
أتسقي الظامئينَ بما استطاعَ الدَّمعُ أمزانا
أتحضنُ عرشَها المشطورَ
أبناءً وبُنيانا
لذا بعثت هِرَقلَ يُعيدُنا.. ودعت لباذانا
ليرجعَ موتُنا المنسيُّ حيًّا ليسَ ينسانا
ليرقُصَ كلُّ مجنونٍ على النيرانِ أزمانا
إلى أن تجتَلِيهِ تُبَّعًا.. يَزَنًا.. وقحطانا
إلى أن ترفعي يا دالياتِ الحزنِ إنسانا
يُبَشِّرُ بانتصارٍ لن يريهِ اللهُ ما كانا.
* الشطر المقوس للراحل عبدالله البردوني
