كان يا ما كان في كل زمان | بقلم الأديبة القاصة: غيثة البلغيتي
1#كانت ليلة هادئة بكل المقايس ، يخترقها عواء ذئاب مفترسة ، ونباح كلاب ضالة….. والسماء كانت قد لبست عباءتها السوداء .. وفي هذه الأثناء .. كانت حذرة متسارعة الخطوات مخافة الذئاب البشرية…. تخطوا نحو المجهول … لا تكاد تلمح إلا ظلاً ، ثارة يظهر وثارة بختفي تحت أجنحة الضلام التي يخترقها نور البرق ،.. ودوي الرعد فقط من يكسر صمت تلك الليلة الممطرة ، .. وفجأة .. إختفى الإثنان.. صاح الديك معلنا فجرا جديدا. تسللت أشعة الشمس الدافئة من النافذة.. لتزيل سواد الليل المشؤوم ، لكن أستزيل السواد عن فؤادها ،نائمة كأنها جسد سلبت منه الروح ، او كوردة في منزل مهجور ، لم تسقى لفترة من الزمن مجرد جثة هامدة نزعت منها الروح فذبلت تمشي صامتة لا تنبس بكلمة لكن بداخلها.. ضجة تكاد تخرجها عن السيطرة،أفكار تصتدم بأخرى فتتشتت، فلا تكاد تجمعها حتى تتشتت مرة ثانية ،.. وكان السؤال الذي يتردد في ذهنها ، “أين أنا ؟ “ سمعت صرير باب يفتح بخفة ، وقرع خطوات متجهة نحوها .. إستدارت بشيء من الخوف والتوتر، والصمت سيد الموقف .. وبعد مدة تخطت ذلك الهاجس .. سألتة في وجل ” مم..مممن… من أنت ؟” أجابها بنبرة رجولية ” أنا من سيسألك هذا السؤال ..؟ “ عجزت عن ترتيب الأفكار ، حاولت تذكر ولو القليل من ليلة البارحة .. لكن بلا جدوى،، وجدت الدموع الطريق لعينيها ، كانت سبيلها الوحيد لتتخلص من كل تلك الآلام التي تنهش جسدها الهزيل ، .. حاولت مرة أخرى أن تستجمع ما تبقى من طاقتها لتعيد السؤال مرة أخرى بطريقة مختلفة :” لمن هذا المنزل ..؟ ” واردفت قائلة :” ومذا حصل ليلة البارحة وانا فاقدة الوعي..؟ “ هي لا تتذكر إلا شيئا واحدا فقط ، وهو أنها كانت تسير تحت المطر بخطوات كلها خوف ، وذالك الظل الذي كان على مقربة منها الذي يبعث الوجل …
#الجزء2 عالم فارغ وبارد … لا تستطيع الحراك .. تجمدت أناملها من شدة البرد فعجزت عن الحركة ، وهي ممدة تحت سماء ملبدة بالغيوم … توسخ ثوبها الأبيض فجأة لتعلن عن أمطار غزيرة .. أهي أمطار خير أم نحس … بقيت على حالها لمدة وجيزة ، .. فإستجمعت قواها لتقف ولكنها فشلت ، خارت كل قواها ,,,, وبعد أن إستسلمت ,, مدت لها يد لتعينها ,, , كانت تنظر لتلك اليد وگأنها تعرف صاحبها منذ زمن طويل .. لم تتجرأ على لمسها ، لكنها اكتفت بإبتسامة يملأها الحزن والأسى.. هي في دوامة من الأفكار المبعثرة ، جلست تحت المطر لعل الماء يخمد اللهيب داخلها ، أو يزيل عنها تعب وعياء السنين الطوال ساعات وهي تحت وقع المطر ،.. التي تبث الطمأنينة في النفس ، لترسم البسمة على الوجوه ، … ولكن الصرح الذي يوجد بينها و بين الإبتسامة ، صرح ضخم و قوي … في هذه الأثناء كان أحدهم يراقبها من بعيد .. دون رد فعل ، فهو يعرف أنها عنيدة ولن تتزحزح عن مكانها … ولكن كان يحز في نفسه ما حل بها ، والضحكة ضلت الطريق الى وجهها البريئ… أعجب بها منذ الوهلة الأولى ، ورغم أنه لم يكن إحتكاك كبير بينهما .. لأنها تتحاشى النظر إليه وهو كذلك، إلا أن مشاعر القلب ليس للعقل سلطان عليها ،.،….
#الجزء3 ومع طلوع فجر جديد ، فتحت عينيها المتعبتين من فرط السهر تتأمل الغرفة وكأن شيئا ما غير مألوف فيها ، توجت نحو النافدة بتتقال أزالت الستار الأبيض وفتحت النافدة ليدخل نسيم الصباح مع قطرات من مطر ورائحة الأشجار الممتزجة برائحة الأرض الأم ، تزيل الكآبة حتما عن النفوس ، كانت ترتدي تنورتها البيضاء وهي كحورية بشعرها المنسدل الأسود على كتفيها وبسمة إخترقت شفتيها ، جلست أمام النافدة لدقائق طويلة , لم تشعر بمرور الوقت وهي أمام ذلك المنظر البديع ولكن شيئا ما كان يجدبها لذلك المنضر ، وهو ذلك الشاب الذي إستوفى كل معالم الرجولة ،أحس عثمان بأن أحدهم يراقبه من بعيد فإلتفت ليجد أمل تطل من النافدة ، لكنها أشاحت بنظرها عنه لكي لا تبوح عيناها بحقيقة أحاسيسها تزحزحت من مكانها لكي لا يساوره شك ،وذهبت لإعداد الفطور ، لكنها وجدته معدا فوق المائدة ، إنتهت وغسلت الأواني وتوجهت صوب الصخرة مرة أخرى ، لعل شيئا ما هو ما يجعلها تحب وتستمتع بالجلوس فوق تلك الصخرة المفلطحة الزلقة ، تجلس هناك لتعيد سيناريوهات الأيام ومعاناتها ، دائما هنالك من يراقبها من بعيد دون ملل ولا كلل … يستمر الإهتمام بأدق التفاصيل يستمر ذلك الأمعان في تلك المنحوتة، ليثمر إرتباطا ليس بعده فكاك ولا فراق ، ولكن يأبى كل منهما أن يبوح ، لمخاوفه ، من المجهول من رد فعل الآخر .من وبالرغم من ذلك فان تصرفاتها مازالت على حالها إذ أصبح التجاهل والتجهم يسيطر على خعلاقتها . يا لهما من غبيان بل أحمقان ، كل منهما متيم بالآخر إلى حد الجنون لكن لا أحد يستطيع البوح وليس لهما الشجاعة في ذلك . مر شهر على مكوثها هناك ، لم يسبق لها أن سمعته يتدمر من طول إقامتها بل كان يحزن كلما سألته عما إذا كانت تسبب له أي إزعاج او ماشابه وقد كانت تتماطل كذلك …
شارك هذا الموضhttps://web.facebook.com/afaqhorra/aboutوع:https://www.pinterest.com/?autologin=true