حالُنا..!/ بقلم:نسيبة أحمد

 

#- عزيزي:
أعلمُ أن الوقت تأخر، وأنك ربما مرهق جدًا ولم يعد لك القدرة على قراءة كلماتي الجافة،والتي ستكون موجعة- بعض الشيء- لكن تحمّل فالموضوع يحتاجك والله ..

حان الآن موعدُ كشف الحقائق المؤلمة حسب التوقيت المحلي لإنسانٍ أفاق من غيبوبتهِ حديثًا!

الموضوع وَكُلَّهُ أن حُبّ (العائلات الإلكترونية) طغى على حُبِّ عائلاتنا الحقيقة ، وهذا خَطِر..!

لنتخيل معًا ..
أن مشكلةً ما حدثت بمنزل ، فذهب الأخ يحدث أخته( الإلكترونية)، وذهبت الأخت تحدث أخاها( الألكتروني) وقام الوالدان بفعل شيء يشابهما..

تفكك..
الوالد تناسى أن لهُ زوجًا أحقُ بالعطفِ عليه من أخرى..
والأخت تناست أن لها سندًا لا يميل كأخيها..
والأخ تناسى أن له أختًا تفيضُ حبًا لمن حبب نفسه إليها ..

وما أضعفُ الإنسان عندما يأمن !
يعود كالطفلِ تمامًا ؛
يودُّ حضانًا
يودُّ دفئًا
يودُّ كتفًا يتكئ عليه
وهذا ما تفتقر إليه ( العائلاتِ الإلكترونية ) الهاربة من عائلاتها أساسًا

أتعلم ما أحقر نقطة!
عندما تتخاصم مع أخيك الإلكتروني خصامًا حادًا ،فتكون نهايتك بضغطة زرٍ والتأكيد بخطوة ( حظر).

للعائلات الإلكترونية ضوابط من استخف وأفتى لنفسه وأباح غَرِق؛ وغرقهُ ضيق صدرٍ ،وحرمان سعادةٍ، وما أسوأُ هذا!!

يا سيدي:
لو أشبعت زوجك كلامًا جميلاً لما رأيتها تتوسلُ الحُبّ من غيرك..
وأنت لو أثنيت على أختكَ وأخبرتها أنها جميلة من حينٍ لآخر – حتى لو كان كذبًا- لأكفيتها جرم الحديث مع غيرك..

ومع ذلك، فإني لا أبرر الحرام
فالحرام حراام طال الزمن أم قصر..

وإليكم قوله تعالى:
(..وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ..)

نزلت في نساء المؤمنين والصاحبة الكرام، ومن هم ،ومن نحن!!!

رغم طاهرة قلوبهم إلا أن الله حذرهم ؛لأنه يعلم أن النفس ميّالة!

عزيزي:
لتعلم أني أستقصد ذاتي بخطابي قبلك،ولستُ أكثر منك نضجًا

غايتي أن أنوهك..
أن مجتمعنا يغرق أمام أعيننا ونحن لم نستطع اصلاح أنفسنا بعد!!
لكن إلى متى ؟؟!

صدقني:
أنت مجتمع فإن تغيرت تغيّر المجتمع..