تعزّ عزّزها الرحمانُ في ظُلَلٍ
قُدْسيَّةٍ قام فيها النّاسكُ الفَطِنُ
تدنو ويدنو النّدى رِفْقًا يغازلها
لطفًا يباركها اللهُ واليمنُ
واسْتَعْذَبَتْها أغانِ الكبرياء ضُحًى
والبدرُ شعشعها والحورُ والحَسَنُ
واستقرأتها لسانُ الترجمان رؤى
عن حميريتها الاولى إذا لسنوا
وعن درائج بالاقمار نازلةً
تخُطُّ أنفسَها بالاحرف السُّنَنُ
وأبْجَد الأب أهدى الانبياء خُطى
لذي القروح ، وذي القرنين .. مقترَنُ
حتى تلاقى فمُ الجوزاء في زحلٍ
وراح خلفهما المرّيخُ يَمْتَهِنُ
ثلاثةٌ في يمين الارض ضربتهم
على الشمائل بئس الخاسئُ البَطِنُ
وفرّ من برقِها الجِنّ الجَنِين هَوَى
زعيقُه ، واخْتَفَتْ غوغاءُ مَن شَطَنُوا
حيث اسْتراحَت عروسُ الفجرِ وَاسْتَرَقَتْ
جمالَ صورتِها العُشّاقُ والمُدُنُ
تشكّل السُّحْبُ عقدًّا حولَ قلعتِها
كما تشكّلَ حول الفتيةِ الزَّمَنُ