بِخلافِ ما قالَ الكتابُ عنِ السَّرابِ
وما تساقطَ منْ يراعٍ
في مهبِّ الضفَّتينِ
وما تمرَّدَ منْ أصابعِنا معَ الذِّكرى وأمسكَ بالترابْ
بخلافِ قهقهةِ السِّنينِ
وما تنامتْ في الليالي منْ وساويسٍ
وقُدَّتْ منْ تلابيبٍ
وأجهشَ في المنافي منْ غيابْ
بخلافِ ما تركَ المُغنِّي منْ نشيدٍ
تحتَ نافذةِ الحنينِ
وما ستُحصيهِ الخُرافةُ منْ فراغٍ بعدنا
أو ما سينبتُ للرَّبابةِ منْ عذابْ..
خبَّأتُ ظِلِّي في الغروبِ بلا ضُّحىً
وتركتُ وجهيَ عارياً
مُتشبِّثاً في حزنِهِ
فكأنَّهُ والوقتُ يلفِظُ ما تبقَّى
منْ وجوهِ الآفلينَ
وما تأسْطَرَ منْ جليدٍ
يا شتاءَ العمرِ
ذابْ ..
وكأنَّ ثَقْباً ما بقلبي
ظلَّ يكبَرُ دونَ قصدٍ
بينَ أروقةِ القصيدةِ
كيفَ صارَ الثَّقبُ بابْ؟
وأظلُّ أسألُ ..
كيفَ صارَ الثَّقبُ بابْ؟
أو كيفَ أرسمُ هوَّةً
منْ دونِ أنْ تدري؟
وأركضُ خلفَ أيَّامي كذاكِرةٍ،
وأنسى أنَّ لي شبحاً تحدَّاني،
وأنَّ عليَّ أنْ أنجو،
وأشربَ نخبَ كلِّ قصيدةٍ ظمأي
ونخبَ كلِّ متاهةٍ فيها سرابْ؟!