قراءة في رواية الشريد/ بقلم أحمد العربي

لصحيفة آفاق حرة

 

قراءة في رواية: الشريد.

الكاتب: جعفر الوردي.

الناشر: كتاب سراي – اسطنبول.

ط١، ٢٠١٨م، ورقية.

 

عن دار كتاب سراي في اسطنبول صدرت رواية الشريد للكاتب جعفر الوردي.

بقلم. أحمد العربي. سوريا

هذا اول عمل أقرأه للكاتب، ورواية الشريد يصفها الكاتب في مطلع روايته بأنها: رواية فكر. في الرواية صوتين الشريد و آخر يحضر بجواره كأنه ظلّه او لنقل ذاته الاخرى. الشريد يعيش في اسطنبول؛ لماذا في اسطنبول لا نعرف؟. لا نعرف من أين أتى؟ نعرف أنه يبيع السميد والشاي التركي المشهور في تركيا. السميد والشاي أكثر المأكولات والمشروبات الشعبية تصادفك في كل شارع وناصية في اسطنبول وتركيا عموما.

الشريد مسكون بالاسئلة وبالاحكام المطلقة حول كل شيء. حول الإنسان الذي يراه انانيا ومصلحيا وذاتيا، مسكون بأسئلة الوجود، الإنسان في الحياة والكون وعلاقته مع الطبيعة والآخر. مرة أخرى يرى الإنسان بوجهه السيء الضار بنفسه والمضر بمحيطه. يغوص عميقا بأسئلة الوجود: الله والبحث عن المعنى وضرورة الإجابة عن تساؤلات الإنسان ، وأن لا جواب نهائي وقطعي، وكلما زاد التبحر في البحث والشك واليقين كلما تاه الإنسان أكثر، من أين أتينا كبشر ؟، وإلى أين نسير؟، وما مصيرنا ، توقف عند الكون واتساعه وعمق امتداده في الزمن، ملايين السنين الضوئية ، والإنسان الصغير جدا والقصير العمر والحضور في تاريخ الكون، مع ذلك يعيش الإنسان غروره ، كلما عرف الإنسان الكون أدرك صغره و محدوديته.

فكّر الشريد في الوجود الإنساني، الإنسان وظلمه وحياته الممتلئة بالشر، وقليل من الدور الخيّر.

هكذا تدور الرواية في ذات الحلقة من التساؤلات الذاتية والتأملات الفلسفية والوجودية، لتصل أخيرا الى مطالب ذات طابع معمم عن قبول الذات وقبول الحياة والتعمق في الوجود، إلى درجة تنتصر لشكل من أشكال التصوف دون أن تسميه بالمباشر.

في تحليل الرواية نقول:

٠ الرواية تكاد أن تكون نصا مفتوحا لسرد ذاتيّ على شكل هواجس وتساؤلات، ومع أن الرواية عموما مفتوحة على كل الاحتمالات في سردها وغايتها، لكن تبقى مطالبة أن تقول ما توضّح نصّها لقارئها، وإلا كانت مجرد سرد أقرب للنص السردي أو التأمل الفلسفي أو البوح الذاتي. لا زمان في الرواية، لا تاريخ للشريد، لا أفق لحياته، لا معلومات عن أي شيء يعنيه، لا يصل للقارئ في الرواية ما يجد مساحة تفاعل بين الرواية كرسالة والقارئ كمتلقي لهذه الرسالة.

كان الاولى أن يقرأ الكاتب الرواية من خلال عين القارئ ليعرف أي مأزق وضعنا – نحن القرّاء – فيه …

بكل حال لكل مجتهد نصيب، ونحن السوريين لدينا من خبرات ما حصل معنا في العقود الماضية وخاصة بعد ثورة ٢٠١١م على نظام الاستبداد ما يجعل إمكانية ولادات روائية تغوص عميقا بما عشناه وينجز أعظم الأعمال الروائية والادبية.

 

 

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!