نفتخر دوماً بنساء سوريات انحى المستحيل أمام إصرارهن ، ليكن القدوة لكل إمرأة بأن كل شيء ممكن أن يتحقق عندما تتوفر العزيمة والحكمة والإرادة والإدارة الجيدة للوقت ، وأنه رغم كل الظروف الصعبة استطعن أن يثبتن أن الأنثى قادرة على أن تكون أم و مربية وربة منزل و إنسانة فاعلة في المجتمع العلمي و الاجتماعي والعسكري والمدني وتؤدي كل الأدوار باحترافية عالية و بوقت واحد دون أن يؤثر ذلك على أنوثتها فهي في كل دور تكون الدور وفي كل مجال تقوم بالعمل المطلوب على أكمل وجه .
السيدة الدكتورة اللواء باسمة الشاطر أنموذجاً :
باسمة الشاطر” مواليد مدينة دمشق 1959، ابنة الشهيد العميد صالح الشاطر والذي استشهد عام 1978 أثناء تأديته لواجبه الرسمي اثر انفجار جهاز ملغم ، و تم إطلاق اسمه على مدرسة إعدادية في منطقة ركن الدين بدمشق تخليداً لذكراه وتضحيته في سبيل الوطن .
لم يكن الزواج المبكر عائقاً أمام حلمها الكبير، حيث أنها تزوجت في عمر يقارب ١٤ عاماً وأكملت تعليمها في بيت الزوجية ، وكان شرطها قبل الزفاف أن تكمل تعليمها لإيمانها العميق بأن العلم هو الطريق الذي يجب أن تسير فيه ، رغم صعوبة المسؤوليات وضخامتها مع كونها أم في عمر صغير استمرت السير بخطى واثقة نحو حلمها الكبير وأصبحت طبيبة أسنان ، ثم تقدمت لكلية الشرطة في بداية الثمانينات و تم قبول طلبها لتكون أول إمرأة سورية تنزل إلى الشارع برتبة ملازم أول .
أنجبت السيدة باسمة أربعة أولاد وأصبحت جدة لستة أحفاد لكن ذلك زادها إصراراً وعزيمة على الوصول إلى هدفها وتابعت عملها وكفاحها وأصبحت أول امرأة سورية تصل إلى رتبة ” لواء ” في الجيش العربي السوري ، وأول سيدة سورية تتولى “إدارة الخدمات الطبية في وزارة الداخلية” ، وبعد التقاعد لم ينتهي الطموح حيث أنها استطاعت أن تكسب ثقة الكثيرين وأصبحت عضواً في مجلس الشعب في الدورة الأخيرة.
وبهذا استطاعت السيدة باسمة على مدى السنوات والظروف أن تثبت لكل السوريات أن المستحيل يكمن فقط في عقول العاجزين ، وأن كل إمرأة بمقدورها أن تكون ملهمة وقادرة وفاعلة إذا توفر لديها العزيمة والإصرار .