الهم الأفريقي في الرواية والأدب/إعداد/زكية أحمد عيسي

لم يختلف أحد من المستفرقين والأفريقيين حول نشأة الشعر والدراما المسرحية في أفريقيا خارج مجال العربية من حيث عراقتهما.
يقول الباحث الناقد أ-ر-داثورني:
(الرواية في أفريقيا هي الشكل الفني الأدبي الوحيد الذي دخل عن طريق الإستعارة الخالصة-وفرض-فوق هذا-علي تطور النموزج المحلي-فالدراما والشعر من جهة أخري كانا لا يتجزاءان من التراث الأفريقي وكانا يؤديان وظيفتهما داخل التقاليد الشفاهية ، ويساهمان في المناسبات والإحتفالات .هذه الوظيفة التي لم تتح للرواية في المجتمع غير المتعلم-فلم تكن ثمة حاجة تشبعها.وليس من المدهش إذن ان تلقي الرواية الإهتمام الشديد من الأدباء الجدد عند دخول التعليم.
فالرواية بطبيعتها تؤسس أرضآ ذات إتصال وإستجابة شخصين، وتفعل ذلك- الي حد ما-بصورة ملموسة.
وقد قامت في أفريقيا بتكملة الرؤية الفنية للعالم،بل أدمجت هذه الرؤية -بمعني أكبر وأهم-جماليات التقاليد الشفاهية التي لم تنتم إليها علي الإطلاق.
ونتج عن المفهوم الأوربي لها -بعد أن طوره التفسير الأفريقي المحلي-ما يسمي باسم الرواية الأفريقية. وكان تطورها عن طريق الممارسة ،إبتداء من التعبير المباشر المسطح الفج إلي التجربة المتقنة.’١’
وقد قال المستفرق الأمريكي بارتولد بوني الذي قدم حلآ وسطآ لخلاف قضية أن القصة الأفريقية المعاصرة غربية أساسآ أو أفريقية قال مقدمآ حلآ وسطآ للخلاف
(إن الرواية غربية علي وجه الإصطلاح ولكن إذا كتبها أفريقي تصبح أفريقية علي وجه الإصطلاح أيضآ).
وفي التقسيم والتصنيف تصنف الرواية الي قسمين
١/الرواية العربية
٢/الرواية غير العربية’٢’
وذلك بحسب تقسيم أفريقيا الي أجزاء جغرافية من ناحية شمال/جنوب/شرق/غرب.
ومن الهموم التي تناولها الأدب الأفريقي
(1)الهم التاريخي
وقد يكون التاريخ مقدمآ بصورة كلية كما في روايات نجيب محفوظ وروايات تشينو أتشيبي في(الأشياء تتداعي).أو جزئي كما في روايات حمور زيادة (شوق الدرويش)التي تناولت الثورة المهدية. وكما في كتابات الزين بانقا التي تناولت تجارة الرقيق في العصور السابقة في السودان. وكما في روايات يوسف إدريس في تناوله لحرب السويس.ومحمد شكري الذي تناول تاريخ المواخير والبغاء ببلده.

(2)الهم الثوري
وقد شغل كثيرآ من الكتاب أمثال نجوجي واثيونجي وهو من أبرز الروائين في شرق أفريقيا. كما شغل كل من الزين بانقا وعبد العزيز بركة ساكن وصنع الله إبراهيم في روايته(وردة) وزينب بليل في(زهرة الصبار)و هؤلاء في شمال أفريقيا. وقد نجد إتفاقآ بأن الثورة تكون ضد الآخر الظالم.

(3)هم التبشير في أفريقيا وظلم الرجل الأبيض للرجل الأسود (الإستعمار)والكتابة عن الأسلاف
وقد تناول هذه القضية الكاتب تشينو أتشيبي(ولد عام 1930 في أحدي قري شرق أفريقيا) حيث كتب عن شعب الأيبو الذي ينتمي له -وقد كان جده من أوائل النيجيريين الذين تحولوا الي المسيحية. وهو يقول عن نفسه: (يرضيني غاية الرضا أن تقتصر رواياتي “ولا سيما التي تدور عن الماضي” علي تعليم قرائها أن ماضيهم بكل ما فيه من جوانب نقص لم يكن ليلة طويلة من الوحشية).وقد أطلق علي نفسه “عابد الأسلاف”.
كما نجد إستيلا قايتانو من أنصار الأسلاف.وقد تناول كثيرآ من الكتاب هم الإستعمار في قصصهم ورواياتهم.

(4)الهم السياسي
ومن المفترض أن يعتبر هذا هو الهم الأكبر ولكن حتي لا يصاب القارئ بالملل ولا تتحول الرواية الي هم سياسي فلا تجد قبول من القارئ فلم يعد الهم السياسي هو الأول في هذا المضمار.وممكن لأن السياسة تعتبر من الثالوث المحرم التحدث عنه(الدين/السياسة/الجنس) فتحاشاها الكتاب ،نتيجة للإعتقالات المتكررة لبعضهم وحظر كثيرآ من المطبوعات الروائية التي تتناول السياسة في مضمونها. ومع ذلك لآن الإبداع يعني التحليق عاليآ في فضاءات الحياة الواسعة نجد كثيرآ من الكتاب يتناولون السياسة بكل شجاعة رغم معرفتهم بالعواقب المتوقعة.
ومن الكتاب الذين كتبوا عن الهم السياسي الكاتب نجيب محفوظ والكاتب السنغالي سمبين عثمان،والكاتب المشهور في شرق أفريقيا نجوجي واثيونجي(ولد في كينيا ببلدة صغيرة عام1938) ودرس خارج البلاد وأعتقل بسبب كتاباته السياسية عام1977 لمدة عام.
ويعتبر واثيونجي وسمبين عثمان هما صاحبا رؤية مشتركة حيث يري كلاهما في الإستعمار بمدارسه وإرسالياته وشركاته سر تخلف أفريقيا ويجدان أن علاج هذا التخلف في الأخذ بالنظام الإشتراكي.
وتناول الهم السياسي كل منعبد العزيز بركة ساكن كما تناوله أمير تاج السر في رواياته.والآن نجد موضوع …

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!