ليلٌ حالكٌ
……….
١
ليلٌ طويلٌ حالكٌ وأرقٌ
أقلامٌ ، محبرةٌ تبكي الورقَ
ضفيرتي وجفني اختصَما لديكَ
كلٌ يرجو سبقاً
جررْتُها، أدنو المقصَّ
رعشُ أناملَ، بردٌ صعقَ
غفوتُ أو خُيِّلَ لي
حزُّ قصيدتي_ عنقُ ضفيرتي_
عناقُ ما أعتنقَ
ليلٌ تطاولَ(أرخى السُّدولَ)
ضفيرةٌ سوداءُ
سوادُ ليلٍ ماصدقَ
هل بفجرٍ للصَّباحِ
أم صباحٌ بفجرٍ للفلقِ..؟
٢
من خلفِ خِصاصِ البابِ، في بيتِنا الطِّينيِّ لمحتُ أبا جهلٍ ينتظرُ
يرقبُ الخبرَ السَّعيدَ، يهزُّ ذيلَ عصاهُ، بزهوِ المُنتصرِ
في الأمسِ قصَّ ضفائرَ أمِّي وهي نائمةٌ،
منذ ألفٍ وهي بجمرٍ تستعرُ
مالضَّيرُ أذاً أذ رحتُ أعدِمُها
أفوِّتُ الفرصةَ عليهِ
أستعيرُ شعراً صناعياً بلون القمحِ
فضفيرتي سوداءُ، لتواكبَ أطوارَ العصرِ
ملَّتْ أمشاطي،
أمشاطُ العمرِ ،أسنانٌ تنكسرُ
أذكرُ مرَّةً قالت لنا معلمةُ القراءة:
الضفائرُ السوداءُ لاتصلحُ دثاراً للحاءِ الشجرِ المندثرِ
أو كما قالت صديقتي يوماً وهي تجرُّها بمزاحٍ
(ستُقصُّ إن طالَ الزَّمانُ أو قَصُرَ)
٣
من يُعيرُني السكينَ
عينُ المِقصِّ عُميَتْ
سأهديهِ شيئاً من خصَلاتِها، سأدفنُ بقاياها، أعيضهُ منها كلَّما نمَت
من يعيرُني السكينَ، وعداً لن أبوحَ لأحدٍ، أُخرِسُها كلَّما تكلَّمتْ
وعداً أنحرُها قرباناً لحاملِ السكينِ
عينُ البصيرةِ أرْمدَتْ
من يعيرُني إيّاها، أوفي بوعودي، وعود الضفائرَ صادقةً كلَّما وعَدتْ
أذكرُ مرةً أخذتُ شيئاً من أطرافِها توسَّلتْ بالمقصِّ،،،،، بكَتْ
تركتُها من ذاك، حتى على خصري تطاولتْ..!
٤
كنتُ معصوبةَ العينين يداي للخلفِ مطوقتانِ بضفيرتي، بغرفةِ التحقيقِ
طلبوا ان أُصفِّقَ، من خلفي سمعتُ التصفيقَ
سألني رجلٌ بصوتِ امرأةٍ، ماهي أسباب التفريقِ؟
لم أدركْ مايجري، حقاً كلُّ شيئٍ مظلمٍ في غرفةِ التحقيقِ
فتَّشوا جيوبي، أخرجوا منها الكثيرَ من حروفِ العلَّةِ
حمداً لله تركوا لي شيئاً من حروفِ التَّرقيقِ
سألوني مرةً أخرى عن أسبابِ التفريقِ
كيفَ أُعدِمتْ ضفيرتي؟
هل بمقصٍّ أعمى
أم بسكينٍ أُعدَّتْ للتفريق؟
٥
في فمِ الأجابةِ يتوهُ السؤالُ عن السؤالِ
ففي رئةِ الضفائرَ اعشوشبَ الدُّخانُ يكحُّ السعالُ
تكحُّ قيحاً ساعاتٍ ثقالٍ ثقالٍ
يا ترى هل جزيةُ العمرِ، دفعُ زكاةِ الأنوثةِ، إعدامُ الجمالِ؟
إن لم يستقمْ (شرف قبيلتي) إلا بوأدِ ضفيرتي
أيُّ قولٍ حينها يُجدي
أعذروني جداً، أطلتُ المقالَ
نحرتُها لستُ نادمةً، لاتكرِّروا السؤالَ..؟
ضفيرةٌ للبيعِ
…………
كم سعرُكِ؟
لاأدري…
ليس لديَّ أختٌ أكبرَ منِّي
لأعلمَ سعرَ البيعِ..
وأختي الصُّغرى مازالتْ تحبو
بفطامِ التَّرضيعِ..
لماذا تسألُ..؟
لا لشيءٍ
لديَّ مالٌ كثيرٌ أُنفِقهُ بدعوى التَّشنيعِ.
قفْ:
نسيتُ أخبارَك عن شيءٍ أخبرَني به أبي يوماً،
النساءُ هنا بلا ثمنٍ يُذكرُ
مجاناً :أمرُ التفريقِ
مجاناً:أمرُ التجميعِ
هل كنتَ تقصدُ، كم مهرُك
لا
لديَّ زوجاتٌ أربعُ
ومن طبعي لا أُخالفُ سننَ التَّشريعِ
لابأس إن كان نكاحُ(التمتيع)
جيد يا أنت َ
ما رأيك بأمرٍ آخرَ
أبيعُك ضفيرتي، هي طويلةٌ جداً
أبي لايقوى على أثمانِ المشطِ،
أمي ملَّت من أثوابِ التَّرقيعِ
هل تشريها؟
ليس بثمنٍ يُذكرُ
فقط:
بختمٍ أحمرَ أعبرُ فيهِ قطارَ العمرِ السَّريعِ
قد ملَّت يداي من التوديعِ
ضفيرةٌ سوداءُ، بلونِ الوطنٍ الفاحمِ
بسخاِم آبارِ التَّوسيعِ
ضفيرةٌ حبلى..
تكفي حياكاً لأثوابٍ ثكالى
نساءُ الوطنِ الفجيعِ
تكفي دِثاراً لعراةِ البردِ عند خيامِ بردٍ وصقيعٍ
أو دعك منها إن كنتَ لا تقوى
أبيعُك
رئتي اليُسرى، أمرُ اليُمنى يكفي لدخانِ العمرِ، وسنيّ حصارِ التَّجويعِ
لن أرهقَك بالسِّعرِ
أوجدْ لي رزقاً، لو عاملةً في معملٍِ للتشميع،
أمي تجيدُ ضربَ حِقنِ الأونسلين
أبي جداً ضليعٌ بتسكينِ الألامِ
يؤمنُ جداً بدعوى التطبيعِ..
مابك ياهذا؟
لما هذا الصمتُ.
وأنت كنتَ مصرٍاً
نعم أبيعك..
كم تدفعُ ثمناً؟
لساقِ عمِّي المبتورةِ
هي مازالت هناك
عند مشفى الغامِ التَّقطيعِ
وكم تدفعُ..؟
إطاراتٍ للصُّورِ
المعلقة على أعمدةِ النُّورِ
حين استبدلْتم فوانيسَها
كي نخفَى ونضيعُ
وكم تدفعُ ثمناً..؟
لكراريسَ الدَّرسِ
طباشيرَ السَّبوراتِ
رناتِ النواقيسَ
أعناقِ الطَّلعِ..
بياضِ النَّوارسَ..
دوائرَ التثليثِ، التَّربيعِ
إن كنتَ تملكُ ثمناً
لكلِّ هذا..
أبصمُ لك بالعشرةِ
فضفيرتي جاهليةٌ
لا تجيدُ التَّوقيعَ!!