إن للخلق في ماهية البدء سببا
كيف المنقبُّ في اللجج يرمي العتبا
أبقراطُ وسقراطُ وحكمةُ أرسطو
مسارٌ مُتبعٌ إن صدقَ العَالِمُ أو كذبا
من أزاحَ القشةَ من زاويةِ عينيه
حَسرَ فيه المعرفةَ وخَلعَ عنه العجبا
وأمضى ليالي العمر إرتحالُهُ ينحو
المعرفةَ يَمضي بالحلم مُغتربا
في عالم يرتَهبُ له العقلُ
والمستكشفُ ينوءُ ويغوصُ مرتهبا
ما زال الفجرُ يحلو شروقه يشغلُ
بالَ الفقيه ويعظمُ إن غربا
وينهض فكرُ شاعر مخمورا ينثرُ
أبياتَهُ ويبقى بذاته منتصِبا
يبحثُ عن أبدية الكون برحالِه
لا يستكينُ في المدى يَدأبُ تَعِبا
لا يكنُّ وما جارى الحياةَ طوعا
يتألمُ الوعيُ كلما الخمرةَ شَربا
لو تنهضُ النفسُ وهي حرةٌ
رفيقةُ الأسى ولم ترَ غيرَ الغضبا
الأنواحُ خَوالدٌ والأزلُ مَديدُ يَتشفَّى
منَّا العمرُ والحلمُ لن ينضبا
الشاعرجو أبي الحسِن