آفاق حرة = تونس ( تونس العاصمة )
كتبت : نجاة إدهــــان
بمناسبة عيد المرأة الوطني الموافق ل13 أوت من كلّ عام احتفت جمعيّة الكاتبات المغاربيّات بمشاركة النّادي الثّقافي الطّاهر الحدّاد بالدّكتورة ألفة يوسف، وقد كان اختيار الضّيفة مقصودا لوعي الجمعيّة بما تعيشه تونس من تحوّلات ومن حاجة إلى تفكير متوازن يجنّبها التّراجع أو الانهيار وقد حرصت الجمعيّة على إقامة اللّقاء رغم انعدام الموارد وتكفّل أعضائها بكلّ المصاريف.
اُفتُتح اللّقاء السيّد محمّد المهدي المستوري مدير النّادي الثقافي الطاهر الحدّاد ثمّ هنّأت الكاتبة فاطمة بن محمود المرأة التونسيّة مثمّنة دورها ومثبتة إيمان الجمعيّة بنساء الوطن ورموزه النّسائيّة ومنهنّ الدّكتورة ألفة يوسف ثمّ قدّم الكاتب نصر سامي الضّيفة فتطرّق إلى مسيرتها العلميّة وإلى غزير إنتاجها وإثر ذلك قدّمت الجمعيّة ممثّلة في رئيستها فاطمة بن محمود وكاتبتها العامّة نجاة إدهان هديّة رمزيّة اعترافا للضّيفة بمكانتها وجهودها الفكريّة.
أثناء اللّقاء قدّمت الكاتبة نجاة إدهان مداخلة بعنوان “أيّ حاجة إلى قراءة النصّ الدينيّ اليوم: ألفة يوسف نموذجا” وكان مدار المداخلة على طبيعة قراءات النصّ الدينيّ من جهة وطبيعة الواقع من جهة أخرى وقد أشارت الكاتبة إلى أنّها ستحاول التّفكير مع ألفة يوسف في سمات المرحلة التي تعيشها تونس ولِم تُطرح مسألة الهويّة في اللّحظة الرّاهنة محلّلة جملة من التّدوينات التي كتبتها ألفة يوسف المتعلّقة بواقع المرأة وبعض ما جاء في القرآن منتهية إلى أنّ الله تعالى كرّم بني آدم دون تمييز وأنّ الانتصار للإسلام يكون بإظهار تقديره للإنسان عامّة لا بتفضيل مخلوق على آخر وأنّ بعض الأحكام اجتماعيٌّ لا علاقة له بالدّين بل هو وليد تراكمات تمتدّ إلى الفترة الجاهليّة.
أمّا المقاربة الثّانية فقدّمتها الكاتبة فاطمة بن محمود وعنوانها: “مشروع ألفة يوسف الفكري بين الهدم والبناء قراءة في التّفاعلات المختلفة” صدّرتها بمكانة الضّيفة خارج الوطن واعترافهم بجرأتها الفكريّة لتتحوّل بعد ذلك إلى تبيّن طبيعة ردود الأفعال بين فئة مثقّفة ارتأت الصّمت وتيّار دينيّ اختار الرّفض دون مواجهة فكريّة مباشرة ثمّ خلصت إلى أنّنا نحتاج إلى مناقشة مشروع الضّيفة الفكريّ حتّى نؤسّس خطّا تنويريّا قائما على القناعة لا على التّسليم أو الرّفض دون تفكير ذاتيّ.
عقّبت الضّيفة على المداخلتين فحيّت جرأة الطّرح في المداخلة الأولى ودقّة المتابعة في المداخلة الثّانية ثمّ فُتح باب النّقاش للحضور الغفير الذي كانت أسئلة علامة تفكير ووعي بضرورة التّفاعل مع الواقع ومتحوّلاته ثمّ خُتم اللّقاء بإجابات الضّيفة التي عبّرت عن سعادتها بالاهتمام بما تفكّر فيه وقالت إنّها لم تقصد أن تؤسّس مشروعا “لم أقصد أن يكون لي مشروع، لم أقصد أن أكون شيئا (…) كلّ ما كتبته ناتج عن صراعات واجهتني كامرأة مسلمة في هذا المجتمع وفي كلّ مرحلة في حياتي كنت أحلّها بطريقة مرّة بالتّأويل اللّسانيّ ومرّة بالتّحليل النّفسي..” دون أن تغفل وعيها بصدى أفكارها خارج الوطن وتفاعل النّاس معها في مصر والمغرب وفرنسا وإسبانيا وغيرها من الدّول.
انتهى اللّقاء بكثير من الودّ المتبادل بين الدّكتورة ألفة يوسف والحاضرين وأعضاء الجمعيّة كانت الصّور التّلقائيّة أكبر دليل عليه.