أينَ الكَرَامَــةُ بَعدَ الضَّيْمِ يـا عَـرَبُ
ومَـنْ لَـنَــا بَعدَ لُطْـفِ اللهِ مُـنْـتَـدَبُ
قَــد ضَــلَّ قَـــوْمٌ رَأَوْا في الـمُلْكِ سِرَّهُـمُ
أنَّ الـحَـيَــاةَ هِـيَ الـتِّيـجَـــانُ والـنَّشَـبُ
سُبحَـانَكَ اللهُ تـُعطِـي الـمُلْكَ تَـجـرِبــةً
لِـكُـلِّ وَغْـــدٍ ، وللأبـْطَـــالِ لا تـَهَــبُ
أنتَ الـحَكِــيــمُ وإِنْ تـَطغَـى عُـقُــولُــهُــمُ
ونـَحــنُ دَومــًا مَــعَ اللأواءِ نـَحْتَسِبُ
جَارَتْ علَينَـا كِـلابُ الأرضِ نَـابِـحَـةً
والأرضُ تـَحـتَ حِصَارِ العَسْفِ تَضطَرِبُ
والرِّيحُ تـَعْــوِي ، يَـزِيــدٌ عَــرْشُـهُ دِعَــةٌ
وكَـرْبِــلاءُ بِهَــا الأحشَـاءُ تَـلْــتَــهِــبُ
هَـذِي الخِيـانـَــةُ مِــنْ قَـابِـيــلَ نَـعْــرِفُـهَــا
هَـابِـيــلُ لَــمْ يـُجْــدِهِ الإِنكَـارُ والغَضَبُ
كَـيْـفَ الـيَــقِـــينُ بِقَـلْـبٍ خَـانـَهُ ثِـقَــةٌ
فَـحَـاصَـرَ القَلْبَ غَـدْرٌ شَأنـُهُ الكَـلَبُ
تَعَضُّ لَـحْــمَ بُـنَــيَّـاتِ الـحُسَينِ يـَــدٌ
فِيهَــا الغُـلُـــولُ وطَعْـمُ الزِّيفِ والـجَـرَبُ
بِـأيِّ عَـقْــلٍ يَصِيرُ الـحُلْــمُ طَاغِـيَــةً
يَـجُــزُّ رَأسًـا مِــنَ الإِيـمَــانِ تَـلْـتَــهِــبُ
هَـذَا ابنُ بِنتِ رَسُولِ اللهِ تَـأكُـلُـــهُ
سُيُــوفُ نَــذْلٍ ، وكَــفُّ المجْــدِ تـُخْتَضَبُ
آهٍ فَلَسْطِينُ إِنَّ الطَّــفَّ يـُشْبِهُهَــا
فكَـمْ أُبِيــدَ رِجَـالٌ زَانـَهُــمْ نَسَبُ
هُـمُ الرُّؤوسُ إِذ الأجسَادُ أُمَّـتُـنَــا
فهَـلْ يـُسَاوِي بِرأسِ طَاهِـرٍ ذَنـَبُ
آهٍ على الأرضِ إِذ نـَهْـــرُ الـدِّمَـاءِ بِهَـا
والـرِّيـقُ ظَمْــآنُ ، والعَـبَّـاسُ يـُنْــتَهَبُ
أَوْصَالُـهُ كُـلُّ عُضْــوٍ صَارَ مُقْتَطَـعــًا
وبِنتُ بِنتِ رَسُولِ اللهِ تُسْتَلَبُ
صَبِيُّ فَاطَـمَــةَ الزَّهــرَاءَ مِـنْ حَسَنٍ
مُـجَنْــدَلٌ بِسِهَــامٍ هَــدَّهُ النَّصَبُ