يصحو على القلق المتاخم للقرى
السمراء لا أمناً ولا استقرارا
ولذاك يأنس بالدجى وهسيسه
الساري وإن لاح النهار توارى
ويزيد بالزمن القديم تعلقاً
ويود لو أن يرجع الأعمارا..
ويود لو يعدو كما هو حين
شدّ الحبل في حلق المجاز وسارا
ويخيفني بالجبت والطاغوت إن
آنست من وادي الحقيقة نارا!
وأنا الذي أنبته بقصيدتي
حتى نمى
.
.
.
فتسلق الأسوارا
وكما يقول أبٌ لطفلٍ قال لي:
لا تمنح الظل الجديد جدارا
لا تنخدع بالضوء، خذ هذا
الوقوف بلا مبالاةٍ كأي سجارا!
واجتاز بالمعنى البعيد خطوطه
مذ أن تناثر في المدى أفكارا
للكاشفي أسرار رفعتهم، لمن
تاهوا على وجه السما أقمارا:
من رحلة كانت على دراجةٍ
كيف انتهت درباً إلى غيفارا؟
من شعلة الثوار وهي تشق
صمت الليل وهو يناصر الثوارا
كيف الخلاص الآن منه وقد
أمت حياته مذ عاش فيّ مرارا؟
لم أسترح منه ولا مني استراح
ونحن فيما نحن فيه أسارى!
متعثرين بصمتنا ونفوسنا
في فك رابطة الحيا تتمارى!
متعثرين بمنظر الوطن الذي
أضحى طلول العابرين الدارا
لن يكمل المشوار يا ابنة مهجتي
فتحدّثي كي نكمل المشوارا
فقد انتهى مذ لم تعد أنفاسه
المرعى ولم يتسلق الأشجارا
والروح لا ازدردت منافيه ولا
لفظته من بطن البلاد فطارا..
لا توقفي عنه الدوار المرتدي
السفن القديمة، ثبتيه دوارا..
وتراكمي بالماء ملء عيونه
الحزنى عليَّ.. وهيئي الإبحار
فلربما يطفو.. فأخرج منه بعد
إليكِ أحمل خاتماً وسوارا