لي رجاءْ ..
قبلَ أنْ تقرَأَ شِعري ، البِسِ النظّارةَ التي خَصّصتَها
كي تقرأَ العربيّةِ الفُصحى ، وخُذْ قِسطاً منَ الخفقانِ
للقلبِ الذي سيكونُ نخْبَكَ حينَ يبتدِأُ الغِناءْ !
عُدْ بِروحِكَ نحو أوَّلِها
دعْ عنكَ وِزْرَكَ ، وارْتدي قُفّازَةَ الشّجنِ المُعتّقِ
فالقصيدةُ حين تلمسُها الأصابعُ
تستَحيلُ الى ثُغاءْ !!
عُدْ بذاكِرَةِ المَرايا نحوَ وجْهِكَ واستَرِقْ بعْضَ الذُّهولِ
منَ الشُّقوقِ الحامِلاتِ هباءَنا وطناً يَنِزُّ من البكاءْ !
عُدْ بريئاً منْ ضِيائكَ ، ربطة العنقِ اللئيمةِ ، عِطرَكَ المُؤذي لأنفِكَ ، ساعةَ الوقتِ المُذهّبة العقاربِ
والحذاءْ !
عُدْ كامِلَ الفوضى .. وأَفْرِغْ منْ يدَيْكَ حضارةَ الموتى الّذين تسابقوا كي يشربوا عَطَشَ الكؤوسِ الفارغاتِ دماً
والوقتُ ماءْ !!
كُنْ جميلاً .. صافيَ الألوانِ مُغْتسِلاً بقافيةٍ منَ الحِنّاءِ
معجوناً بدمْعِ الأنبياءْ ..
كُنْ مُستعداً للرّجوعِ ، كنَجمةٍ ظلّتْ طريقَ البيتِ فانْتَبذتْ حقولَ التّائِهينَ كغيمةٍ تُلغي مواعيدَ الأحبّةِ حينَ تسرِقُ وقتَهُمْ وترُدُّهُم مطراً يُنَقِّرُ فوقَ شبّاك اللقاءْ !
لي رجاءْ ..
كيْ تقرأ الدّنيا .. وشِعري
خُذْ جُرعَتَينِ منَ المساءْ !!
فأنا أمارسُ أحرُفي كيْ أستعينَ على فمي بقصيدتي
لا أكتُبُ الشِّعر المُعطّر كي تُقبّلَهُ النّساءْ !