للمرّةِ الألفِ سأُسامحكمْ
فتحتم ْ بابَ حنيني وغبتمْ..
للمرّة ِ الألف
ِ سأطوي دموعي في عينيَّ
مخافةَ أن تتكسّرَ وجوهَكم
على مرآةِ قلبي ؛
سأُؤَجلها حتّى لقائنا…
مرٌّ طعمُ الدمعِ في غيابكم
وعند عودتكم يكتسي طعمَ الفرحْ..
عندها يكون صغاركم قد خطفوا الزّمنَ ؛
وكَبِروا على عَجَلٍ في الغيابِ
ونكونُ قد كبُرنا على مَهَلٍ في الحنينِ …وكبُرتمْ….
* * *
للمرّةِ الألف سأُسامحكم
وأنتم هناك َتراودني وجوهكمْ
فأسألُ عنكم أضغاثَ غيماتٍ شَردْنَ من البلادِ حينما يقشّرُ تشرينُ الدِّفءَ رويداً..رويداً ..
عن شجرة ِ الفصولِ…
وأسألُ عنكمْ دولري حقولِ القمحِ التي حصدتْها نيران ُ حقدِ الطّغاةِ
قبلَ مناجِلكمْ..
* * *
للمرّةِ الألفِ سأُسامحكمْ
لن أدعو عليكم بالوطنِ
لأني أخافُ على أرواحكم
مِنْ أعراضِ الحنينْ…
لكنّي أخافُ إذا ماطالَ غيابكِم
أن تعتادوا الشوارعَ والأرصفةَ والأشجارَ هناكَ..
أنْ يتورّطَ أولادكم في عشقِ نساءٍ لايُشبهنَ قريتنا….
أنْ تُمسي أسلاكُ الهاتفِ تربطنا
بدلاً من أوردةِ الدّم…
لذا….سأدعو من كلِّ غيابي عليكم بالشّوقِ..
سأُطيِّرُ صوبكم عينيَّ يماماً لتراكمُ
واطمئنّوا ؛
هيَ لن تتِيهَ عن مجاهلِ غيابكم في الشَّتاتِ؛
فشوقيَ زاجلٌ
وحزني طويل ْ…
* * *
شوقي لكم تربّى في المنافي
وفي المنافي تصيرُ البلاد ُقريبةً منَ القلبِ أكثرَ
أقربَ من حدود ِ الذّاكرة..
ويصيرُ الشّوقُ دوّامةً
والذّكرياتُ مقصلةْ…
عندها بوسْعِ شوقيَ أن يدعو عليكم
بالعودةِ العاجلةْ…
سأُسامحكمْ
سأُسامحكمْ
فتحتم بابَ حنيني
وغبتمْ….