لَبِسْتُ رداءَ أحرُفِهـــا وِشاحــا
……. ولم أحْفِلْ بِمَنْ أعرى وَشـاحــا
ولَسْتُ بهـــــا عَليمًــا غير أنِّي
……. شَربتُ رَحيقَهـا عَذبًا صُراحــا
رَقَيْتُ بُروجَهــا فخراً وعشقــاً
……. فجَلَّى سِحرُهــــا فيَّ الصَّباحــا
ولي مِنْ سِرِّهــــا سِرُّ انْبعــاثي
……. وأنْبَتَ ماؤهــــــا فيَّ الأقاحــــا
عَصَرْتُ بَيانَهــا وَجْهـاً فَوَجْهـاً
……. وصارت في دِنانِ الرُّوحِ راحا
لأنْهَلَ مِنْ مَشاربهــــــا صَبوحا
……. فأُطرِبَ في أماسِيهــــا الصِّباحا
وأسْقي مِنْ نَدى المعنى النَّدامى
……. فأجْعَلُ وَجْهَ هَرْمَسِهِــــــمْ لَياحا
وإنْ قَطَبَتْ عُيــونُ الَّليل أُجْري
……. بها لحناً يُصَيِّرُهـــــــــا فُقاحـــا
فما في الكونِ مِنْ لُغَةٍ سِواهــــا
……. تُحيلُ النَّحْسَ حُسْنـاً وانْشِراحــا
وَدُوداً لم تَزَلْ حِبَّــاً وَلُــــــــوداً
……. وكَمْ ملأتْ عَرائِسُهـا الصِّحاحا
مُخّلَّصَةً إذا الأنســــــاب تاهتْ
……. وما حَمَلَتْ من الكَلِـــمِ الذُّراحـا
وإنْ سارتْ لُغاتُ الأرضِ زَحْفاً
……. تراهـــــا في سما الدُّنيا جَناحـــا
هي الأوتــارُ إنْ ضُرِبَتْ فُرادى
……. حَكَتْ أنغامُهـــــا الغيدَ المِلاحــا
تَرِقُّ طِباعُ عاشِقِهــــــــــا فَتُلفي
……. لَديهِ الشَّــــــــــدوَ سَلْسالاً قَراحا
لِقاحاً إنْ أرَدْتَ بهــا اصطِباحــاً
……. وتَمْنَحُ وِرْدَها صِرفـــــــاً قُحاحا
وقد وُلِدَتْ حَصـــــاناً مُنْذُ كانت
……. وما قَبِلتْ بمعجمهــــــا السِّفاحــا
بني أمِّي، أعِزُّوهـــــــــا، ورَبِّي
……. إذا ضـــاعتْ فلا تَرجو الفَلاحـا
ولا تَغْــــدو كَمَنْ بـــاعَتْ نَخيلاً
……. لِتجْني دونَهُ السَّقْطَ النُّســــــاحـا
هيَ الحِرزُ الذي حِفَـظَ المعـالي
……. وأعطى كَفَّــةَ العُربِ الرَّجاحــا
بهـــا خُصَّ البيانُ فكــان فَجراً
……. أزالَ نِداؤهُ الظُّلَـــــــــمَ الرُّزاحا