شرفٌ كبيرٌ/بقلم:عامر السعيدي

شرفٌ كبيرٌ أنْ تكون معلِّما
وتكون للأحرار بعدك ملهما

يا حامل الدنيا على كتفيك لا
قلِقاً على الدنيا ولا مستسلما

تعطي الصباح المدرسيَّ حمامةً
وإذا ادلهمَّ الليل كنت الأنجما

في كل مدرسةٍ رسولٌ قلبُهُ
قوسٌ وسهمٌ للإله إذا رمى

قلم البداية منذ أول نقطةٍ
في اللوح كان على سواهُ مقدّما

حين انحنى رأس الرئيس لساقطٍ
وقف المعلمٌ لا الجنود ولا الدُّمى

الواقف الجبّار فرط شموخهِ
ناداهُ كِبْرُ النخل يا خال السما

هو جنة الأطفال في روضاتهم
فإذا الكفاح دعاهُ صار جهنّما

ولقد رأيت الجيش في مستنقعٍ
تلهو به الديدان حين استسلما

تركوا الكرامة للرياح فصانها
الأستاذ في عينيهِ كي نتعلّما

لم ينكشفْ كالجند للأعداء لم
يحملْ على الكتف النحيلة مجرما

أخذ المعلم قلبهُ ومحى بهِ
عار الركوع.. محى الهواء المُعتما

فتح الكتاب على الخلود فلم يزلْ
رغم الأنوف هو الكتاب الأعظما

لم ينكفىء في البيت حين تخثّرتْ
أرواحنا رفع السلاح وأقدما

ضمّ البلاد إليهِ.. شم ترابها
وسقاهُ من فرط الوفاء لها دما

أعطى جهات الأرض بُعداً خامساً
لتراهُ حين يسُّلُّ عينيها العمى

الله كم قد شدَّ آذاناً إلى
أنْ شدَّ أُذن الموت حين بهِ ٱحتمى

يوم الفداء فدى البلاد بكلها
ومضى خفيفاً كالغمام إذا همى

علم البلاد عليهِ.. كان صديقهُ
من أول الطابور.. كانا توأما

من أول الطابور حتى ضمّهُ
علمُ البلاد بهِ شهيدا مفعما

دمُهُ الطهور أعد درساً كاملا
للسائرين على الطريق دماً دما

ما قال للطلاب كونوا بعدنا
جرحاً ولكنْ قال كونوا بلسما

كونوا زهوراً في نوافذ أهلكم
لا واقعاً بالطارئين ملغّما

كونوا سياجاً للبلاد فإنها
أمٌّ يعزُّ عليّ أنْ تتألما

لا تعبدوا الأحزاب أو أصنامهم
فبهذهِ الأصنام لا يُحمى الحمى

لا يدخل الأغراب من أخطائكم
فخيانة الأوطان ليست مغنما

لو لقمةً لتعيش من يد خائنٍ
دعها ومت مثل الرجال مُكرّما

لا تخلع الباب الأخير فخلفهُ
لا عاصماً تلقى ولا مستعصما

سترون مأجورين يأكل بعضهم
بعضاً ويتّحدون كي نتقسّما

سترون بعد الدرس هذا واقعاً
لزجاً وشعباً بالمتاهة مغرما

سترون وجها للخرافة ناعماً
جداً ووجهاً بالخليج معمّما

هو ليس ثأر كليب أكتبه هنا
لكنهُ وطنٌ نموت ليسلما

أنا لست شيخ قبيلةٍ أو ناشطاً
أو كاتباً بالآخرين مُسمّما

أنا واحدٌ منكم أخاف على غدي
وعلى شعاع الفجر أن يتحطّما

علمتُ أهلي الحب حين تركتهم
ما مات من حَبَّ البلاد وعلّما

أيلوم أشباهُ الرجال مناضلاً
لم يدّخر لرثاء جثتهِ فما

رفعتْهُ نخوتهُ فعاش معلِّماً
حُرَّاً ومات كما يشاء معلّما

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!