غابت بلاد
وكأنما كل المسافات التي فرت
تعاقبني
فارسم على الريح التعب
وطنا
يعاقر
ميتة أو دم
بيتا
بحجم التيه مغترب
وقنديلا
يصب النور في النار
ويروي قصة الموتى
وما سكت المدى عنه
ودمعاتي
واشعاري
وكل بيان
“بانت بلاد”
فهل تأتي إلى المشرق
مدائنه
واسفار البدايات
وسبحا من بطولات
وهل يعفو
عن القتلى
وعن تلك المسافات التي فرت
وعن سرب اليمامات
وعن جدي
وقنديل
يجوب السهل والوادي
لعله يسرق النار
ويهبط دون أن “يشقى”
إلى بلد
قراها البئر والقمر
وقصر لم يزل يمنح
سنين العز للخيم
وللموؤدة الحبلى
بأحلام بلا وطن
وأخبار بلا بهتان
“غابت بلاد”
فهل سيئت وجوه الصبح قاطبة
وهل ماتت بيوت الرفض والعزة
فلا بطل
ولا راية
ولا أحلام في الأفق
تعيد الدم للعرق
ولا الخيالة انتفضت
ولا الصخر
ولا الخيل
ولا الظربان
“ماتت بلاد”
فقل لي الآن من أنت
ومن غش
ومن خان
ومن شق المدى وجعا
على بلد
بلا بلد
وعن موت بلا ذنب
ولا أكفان
اجيبك عن موائدنا
وعن بيت بلا مأوى
وعن عيد بلا وجه
وعن صلواتنا الثكلى
وعن ترنيمة الظلم
وعن كفارة الأوطان