،
فقط ،
من نكهتها
تتدفق جميع بحار الأرض في ما بينها .
سرعان ما تتدفق .
ثم تتبخر
في
كوب .
يا لي !
ويا لها !
في ما مضى ، كنت بحارا .
ثم صرت ، حين عميت و سقطت أسناني ،
صانع شباك .
ثم بائع أسماك .
وفي الأخير ، فقدت كل شيء ،
ما عدا حاسة الشم :
صارت أقوى .
كل هذا من الماضي .
وأما الآن ، فما عدت أتردد على قريةالصيادين .
صرت أنسى كثيرا .
و صرت
– كلما تذكرت البحر –
أفتش:
في ملابسي ،
وفي عيون الناس ،
وفي ما أكتب ،
عن أثر القهوة التي شربت ذات مرة
في سرير بلقيس .
كم سهوت !
و كم تذكرت !
ولكن ، في كل مرة :
رياح هائجة،
و أمواج لعوب .
هل أنا بعقلي ؟
أم أنا قارب أعمى ، ذهب إلى ما وراء البحار ،
بشحنة ثقيلة من القهوة ؟
ذهب . ولن يؤوب !
…