على أسوارِ قلبها يقفُ مترصداً
ليلاً نهاراً يطلقُ نباله الشِعْريَّةِ
ويرسلُ سهاماً عديدةً يترنَّمُ بها
شادياً ولحناً رائعَ الايقاعِ .
لعينيكِ حبيبتي فقط يطيبُ
السلامُ ويحلو لأجلكِ طيبَ الكلامِ .
أنتِ سرُ الهوى ولونُ الغوى
وزهرُ الأقاحِ وإشراقةُ الصباحِ
وبلسمُ الروحِ وبسمةُ الضوءِ
فوقَ المروجِ وضوعُ الجمالِ .
أنتِ .. أنتِ يا كل ..كل المنى
يانفحةَ العطر في أنفاس الزهر
وسحرَ الروابي ويا بوحَ نسيم
الربيع للورد والشجر والأنامِ .
وياقطرَ الندى على شفاه الفجرِ .
قاصداً فتحَ ثغرةً في أسوارها
المنيعةِ ليرفعَ رايةَ الفوزِ ويعلنَ
انتصاراً يُضِيفَه لسلسلةِ إنتصاراتِ
يزهو ويختال فرحاً من غير جناحِ .
فكتبتَ تقولُ له : الحبُ يا شاعري
ليس قصيدةً شعريةً نغزو بها
قلوباً بريئةً ونرسمُ قوافياً عذبةً
ونبدعُ أبياتاً ساحرةً تزدان ببيانِ .
نتصيدُ ظباءً رائعةَ الحسنِ
وغزلانِ ونشيد قصوراً من رمال
أعمدتها مجردُ لغوٍ وكلامِ .
ولا لعبةً نلهو بها ونرميها بعد
مدةٍ أو نزوةً عابرةً محالٌ
أن يكونَ هذا محالِ .
الحبُ شعورٌ صادقٌ غامرٌ
ولحنٌ سماويٌ تشدو الأقدار به
ويتراقصُ على نغماته قلبان .
ولهفةٌ حرى تمسُ شغافَ قلوبنا
وحلماً يُسكِرُ أرواحَنا ونظنُ أنَّ
الوصولَ إليه محضُ خيالٍ وسرابِ
ورؤى سحريةً لا تطيبُ
بدونه حياةٌ ولا يحلو لعاشق
بعد النوى مقاماً ولا جفنه يهنأ
بنومٍ بعد طول سهادِ .
وجرحٌ غائرٌ بأعماقنا لا يرجى
له شفاءً ولايداوي جرحه طبيبٌ
ولا يخشى فيه عناءَ الملامِ .
فتريثْ قليلاً ياشاعري ودعكْ
من ذلك لا فائدةً تُرجى
ولا غنيمةً تطالها ولا وصال .
سترْتَدُّ سهامكُ وتصابُ بها
أغنيةً شدتَ بها الحكمةُ
وردَدَتَ صداها الأيامُ
في فم الزمانِ .