.حوار مع الشاعر العربي الكبير :ناصر رمضان عبد الحميد
بمناسبة تأسيسة ملتقى الشعراء العرب
تتجول في رياض قصائده
فتدهشك بروعة نظمها
وحرفة إيجازها التي تستوقفك
لقراءات متتالية
لتنهل من عذوبة نطقه
مايطرب الروح
وينبض له الفؤاد..
يقول في الشعر مايثير فضول القارئ للتحليق عالياً حيث يراه بمنظاره شامخاً كما تفضل بقوله:
الشعر كالطائر،لا يحلق الا عالياً شامخاً،يسمو عن سفاسف الأمور.
ثم تناديك قصيدة لا تتجاوز السطر الواحد لآفاق شاسعه من الإحساس والإلهام حيث قوله:
(توقيت العمل القلبي
حين يمر طيفك
ينسيني نفسي..)
شاعر قلّ نظيره في عصرنا الحالي حيث ازدحام المستشعرين والمستكتبين فبمثله تليق الألقاب وبنبض قلمه يحق للشعر أن يتباهى ..
حضرة الشاعر والناقد والمحرر الأستاذ الشاعر ناصر رمضان
في حوار شيق اعداد وتقديم :لينا ناصر
•اهلا وسهلا استاذ ناصر شرف كبير لي محاورة حضرتك ، دعنا أولاً نبدأ بنبذة تعريفية عن حضرتك تفضل.باختصار شديد
•ناصر رمضان عبد الحمذد
شاعر وكاتب صحفي وناقد
_عضو اتحاد كتاب مصر
_عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية
_سكرتير رابطة الأدب الحديث
_عضو مؤسس بنادي أدب الجيزة
_عضو أتلية القاهرة
صدر لي :
_المجموعة الكاملة شعر
في خمسة أجزاء وتضم :سبعة عشر ديوانا
ولي إصدارات أخرى منها :
_فقه الحياة :تنمية بشرية
_علمني الحب :نصوص أدبية
_أوراق الخريف :نقد
_في المطار :رواية
كم ترجمت إشعاري إلى معظم لغات العالم
وترجم ديواني (بي حيرة الصياد) إلى اللغة الفرنسية
طبع دار ايديلفير باريس
ترجمة :منى دوغان جمال الدين
وترجم ديواني (أنت إمرأة فوق العادة) إلي اللغة الإيطالية
ترجمة :تغريد بو مرعي
نشر شعري في جميع الجرائد والمجلات والمواقع المصرية والعربية والدولية. كتب عني أكثر من ناقد وكرمتني أكثر من جهه.
حصل ديواني :(طيفك بين الرصاص) على المركز الأول على مستوى الجيزة وشمال الصعيد وطبع بوازة الثقافة
محرر باكتر من موقع وأكثر من جريدة ورقية
ترجم لي :معجم شعراء العرب
إعداد المغربية :فاطمة بوهراكة
_معجم الشعراء والكتاب العرب
الأردن
إعداد :محمد صوالحة
محمد فتحي المقداد
مسيرة باذخه وعناوين مدهشة تثير فضول القارئ لسبر أغوارها بشغف .
**دعنا ننطلق من هنا ،على أي شيء يعتمد الاستاذ ناصر باختيار عنوان دواوينه ،هل من خطة معينة لذلك؟
_اختيار العنوان غير متعمد فهو مثل النص إبداع موازي يأتي على إلهام دون وعد باللقاء
_وكل عناوينك إبداع ..
لقد سمحت لنفسي بالتجول في جنائن حروفك ومقابلاتك ولفتني جداً أسلوبك السهل الصعب أو السهل الممتنع في الوقت عينه ،حيث أن مفرداتك ليست بهذا التعقيد ولكن التعقيد يكمن في أسلوبك الفريد في حبكة المفردات وحياكة القصيدة..
**وهنا أتساءل ، كيف تولد القصيدة في مخيلتك؟
•القصيدة تمر بمراحل عديدة أولها الفكرة التي تسيطر على الشاعر وتملء عليه حياته فلا يستطيع الفكاك منها إلا باخراجها للنور، يتبع ذلك من البداية ثقافة لغوية مستبطنة، ونوع من أنواع التطهير، فالشعر تطهير بالأساس كما قال أرسطو، فأنا مثلا حين أريد أن أرد الجميل لشخص ما له على فضل، أعطيه هدية أو كلمة شكر أو إبتسامة، الشعر، مختلف عن ذلك لأنه هدية الإنسان لنفسه، لما يحياه من حب وعذابات وما تمر به الحياة من متقلبات، فهو ذاتي أولا وإجتماعي ثانيا، بمعنى معبر عن الشاعر وعن الكون والمبدع الحقيقي من يستطيع المزج بينهما..
**وأرى أننا أمام مبدع حقيقي لا سيّما وحضرتك تلميذ الأزهر وكما سبق وتفضلت في إحدى لقاءاتك بأن تلميذ الأزهر سيحب الشعر ويكتبه بشكل تلقائي فكيف إن كان يحمل الموهبة والخيال والثقافة ، أما عنك شخصياً ،فقد ذكرت أنك خلال وجودك في الأزهر توقفت عن كتابة الشعر ،ولكن لا بد من أنه ترك شيئا لديك ،فما الأثر الذي تركه الأزهر على مسيرتك وحروفك ؟
الأزهر يعطي ثقافة أدبية ولغوية قل نظيرها في معظم جامعات العالم، لكن التخصص أحيانا يعيق إكمال الموهبة، لكن الاستعداد والحب للشعر جعلني اكمل المسيرة، وربما هو أمر مجبول عليه الإنسان وميسر له، وأنا في الأساس مثقف ولدي منذ الصغر مكتبة كان يضاف إليها من الكتب والدواوين الشعرية كل عام مما جعلها الآن (شقة) كاملة، ومعظمها دواوين شعرية ولأني اقرأ الشعر يوميا كالطعام والشراب واتغنى به، أصبحت شاعرا…
وكما قيل إنما جعل الكلام من الكلام والموهبة الحقيقة لا يعيقها شي ء
•”كالطعام والشراب ” طبعا أصبحت الآن شبه واضحه تلك التقنية وذاك الشغف بالشعر ، بصراحة لا ا
أعلم هل أهنئك على هذا أم أهنئ الشعر وذلك الأنسب لأنك تنصفه بجدارة ..
أستاذ ناصر ،الشاعر بطبيعته مرهف الإحساس ،وقد تبكيه كلمة ويسعده حرف ،
** هل من موقف معين استحق أن تكتبه بدموعك ؟
•نعم هناك موقف معين كتبته بدموعي ، وهو باختصار أنني حرمت من حنان وعطف الأب فأبي كان منفصلا عن والدتي، وكان قاسيا حد الجفاء ورغم الثراء الذي كان يعيش فيه، إلا أنه حرمنا من كل شي ء ربما من باب (العند) مع أهل والدتي، لكن النتيجة لي كطفل ليست مادة وإنما حنان وحب، حرمت منهما، ودارات الأيام وأنا أدرس بالجامعة فتعرضت لأزمة ما، ولجأت إليه فتخلى عني، ثم تدور الأيام ويذهب إلى ربه، (رحمه الله عليه) ، وأصبح شاعرا وأقيم بالقاهرة، وتعرضت لأزمة مشابهة تماما كالتي مرت علي بحياة والدي فلجأت لصديق رجل أعمال _وبالمناسبة الأزمة ليست مالية _فلما لجأت إليه وقف معي وحلت الأزمة بفضل تدخله، وعند خروجي من منزله، حدث معي نوع من استدعاء الذاكرة لنفس الموقف حين لجأت لأبي وتخلى عني، أو كما يقال بلغة السينما( فلاش باك) وهنا دون شعور إذا بدموعي كالمطر
وصرت ابحث عن ورقة وقلم ومن شدة الدموع لم أعرف ماذا أكتب
وجاءت قصيدة (نون)
ونشرت بديواني الثاني
مرايا الرحيل
نون وسأكتب إحساسي
والشعر قرين
الإحساسِ
نون وسأكتب ما أشعر
والشعر بقلبي يتفجر
والدمع يسابق أوزاني
والقلب حنان يتفطر
وأعود لعهد أنساه
لوحته خجلى والمنظر
وأبي مشغول ينساني
في وسط الخوف ولا يشعر
يلقاني يعرض في صلف
ويشيح الوجه ولا يبصر
وأعود لأمي أسالها :
هل قلب هذا أم خنجر
أسفة لتذكير حضرتك بهذا الموقف ..
•يقال أن الطفل لا يستطيع نسيان مايحزنه أبدا حتى لو مر على ذلك زمن طويل .
**دعنا ننتقل من أجواء الذكريات الحزينة لأجواء أكثر فرح وبهجة ،مثلاً لنحتفل بانطلاقة مجموعتك الجديدة ،فهو لشرف عظيم لنا أن يكون حديثك الأول عنها هنا في رحاب المرافئ ، طبعاً هناك دوافع وأهداف ونحن كلنا شغف لسماع ذلك من حضرتك، وأيضا حدثنا عن فكرة أنشاء ملتقى الشعراء العرب ؟.
•اشكرك جاءت فكرة. المجموعة الكاملة، أثناء فترة الحجر الصحي بسب جائحة (كورنا)
وكما قلت في مقدمة الجزء الأول، أن الفكرة كانت تداعبني لكنني كنت اصدّها صدّاً، ذلك أن طباعة الإعمال الكاملة للشاعر تغلق الباب الذي ما زال مفتوحا، وتضيق الواسع.
ورغم ذلك وجدت نفسي مدفوعا للطباعة لأسباب كثيرة منها :
_الفراغ الذي كان لدي أثناء الحجر، ولم يكن لدي القدرة على الإبداع.
_إعادة طباعة بعض الدواوين التي نفدت.
_إلى آخر ما قلته بمقدمة المجموعة، بمعنى استثمار الوقت
وكان عندي تسعة دوواين مطبوعة، وثمانية دواوين قيد الطبع، وهي حصيلة رحلتي مع الشعر على مدار ربع قرن تقريبا، فجمعت كل هذه الدواوين في خمسة أجزاء.
أما فكره إنشاء ملتقى الشعراء العرب جاءت حين طلبت مني صديقتي المغربية حليمة تلي أن أُحل ضيفا على المركز العربي بباريس وأن أختار مجموعة من الشعراء والشاعرات، وبالفعل اخترت مجموعة من الشاعرات بالوطن العربي، وأثناء اللقاء، جاءت الفكرة وعرضت على الجميع بحضور الشاعر الصديق: يحيى الشيخ رئيس المركز العربي بباريس ، الذي رحب بالفكرة وشجعها، وبعد الأنتهاء من اللقاء جلست وأعددت ورقة عمل، ثم قمت بعرض الفكرة على مجموعة من الشعراء والشاعرات، فوافقوا على الفور، وبدأنا بعمل مجموعة على الواتس، ثم ناقشنا فيها كل شي، ثم انبثق عنها مجموعة عبر الفيس، ثم اتفقنا على إشهارها رسيما وأعددنا اللائحة، واتفقنا على عمل دار نشر، وموقع، الخ
ومن حسن حظي أن معي مجلس إدارة من أكفأ وانبل من عرفت وتعاملت، بداية من النائبة الشاعرة، سوزان عون، _استقالت بعد ذلك وتم انتخاب الشاعر :إيلي جبر بدلا عنها _والسكرتيرة وأمينة السر الشاعرة :غادة الحسيني، والشاعرة المغربية :بلقيس بابو وهي شعلة نشاط، والشاعرة السورية :نور النعمة وهي مخلصة للعمل حد العجب، والشاعرة اللبنانية جميلة حمود بقلبها الطيب وكرمها الواسع، والشاعرالجميل :إيلي جبر، وتم اختيار الشاعر يحيى الشيخ رئيسا شرفيا لاني كنت وعدته بذلك، واتمنى ان لا اكون نسيت احد، كما وقفت معنا بالبداية الشاعرة اللبنانية رانيا مرعي لكن لظروفها لم تكمل فلها كل الاحترام، وكذالك الشاعرة البحرينية منار السماك لها كل الاحترام، والأفكار كثيرة والطموح بلا حد شريطة الإخلاص والعمل بروح الفريق
وأن نقدم للثقافة ما يفيد هذا الجيل فالازمة بالأساس أزمة وعي وثقافة.
وللحقيقة مرت الولادة بظروف متعثرة وصعبة، لكن بالعزيمة والإصرار نكمل المشوار، وحاليا انضم إلينا من العراق، الإعلامي: جمال عابد، والشاعر العراقي والمترجم :. جاسم محمد حسن، والإعلامية الدكتورة :أريج النابلسي، والشاعرة اللبنانية :عبير عربيد
فاكتمل نصاب مجلس الإدارة، وقمنا بعمل مجموعة على (الفيس) وطلبت من أعضاء مجلس الإدارة عم إضافة مدعي الشعر، وإنما المكان للشعراء الحقيقين، وبالفعل تم اختيار نخبة من الشعراء والشاعرات من الوطن العربي، اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :
الشاعر اللبناني :محمد مرعي
والشاعر المصري :محمد حافظ
والشاعرة السورية :ناهده شبيب
والقائمة تصول بالشعراء الذين يفخر بهم الملتقى.
• وهكذا تكون خطوات الملتقى واثقة وتكون الإدارة ملكة فجميع من ذكرت أساتذة ذوي كفاءة عالية وخبرة وثقافة واسعه أتمنى لكم التوفيق ولتكن خطوة مباركة بأذن الله..
** وبالحديث عن المجموعات ،برأيك مع هذا الازدحام الفوضوي من حيث النشر والانقراض الشبه تام للقراء طبعا إلا من رحم ربي ، هل من سبل فعالة لتوجيه الأقلام الحقيقية وتشجيعها ،والعمل على الحد من انتشار الاقلام المبتذلة والغير كفوءة؟
_الإقبال على القراءة قل من حيث الكيفية وليس من حيث الكم فالناس ربما صارت تقرأ على النت، وقضية التشجيع للحقيقة لا أحد يشجع، إلا فيما ندر، والتشجيع الحقيقي ليس بالنشر أو الطباعة أو الانتشار، وإنما أن أخذ بيدك على عالم الشعر والموسيقى وأضع يدك على مواطن الضعف لتتقوى، فالحال الآن تشجيع من باب المجاملات، وليس تشجيعا حقيقا، فشوقي ونراز معنا بشعرهما إلى الآن ولم يكن لديهم ما لدينا من أدوات متاحة بالنشر والانتشار، فالدعاية والطباعة والتسويق للشي ليس هو الأساس، الإبداع والموهبه، ثم تصبح (السوشيال ميديا) عاملا مساعدا،
_لكن للأسف لقد وضعت الإصبع على الجرح ،فجميعنا أحيانا نقوم بالتشجيع والدعم من باب المجاملات ،صحيح أن نزار وشوقي وجميع العمالقة مازالوا معنا ولكننا نفتقر لقرّاء شوقي ونزار حيث كانت النصيحة من القلب للقلب والنقد وسيلة محبة وتصحيح لا تشهير وانتقاص كما هو شائع الان..
والحديث يطول،لذا لا بد من اختصاره الان لوقفة مع استراحة من حروفك ،ماالذي تختاره لنا من حروفك علماً أن اختصاراتك بليغة الأثر وعميقة المعنى..
_سأختار قصيدتي
(زمن الشعر)
مالي وللشِّعرِ ينساني وأنساهُ… ويرقُصُ الحرفُ في كفِّي فأخشاهُ
ما كنتُ للعهدِ يوماً خائناً أبداً… والطَّيرُ يشهدُ كم بالحُبِّ غنَّاهُ
ولا كسَرتُ سهامَ الوجدِ عن عَمَدٍ … والشِّعرُ يعشقُ من بالرُّوحِ يلقاهُ
ولا صَحَوتُ بدون الضَّادِ أعشقُها … والضَّادُ تمنحُني ما كنتُ أهواهُ
وأنثُرُ الدُّرَّ بين النَّاسِ مكرُمةً …. والحُرُّ يعشقُ من يبغونَ لُقياهُ
وأجملُ الشِّعرِ ما يأتي بلا عَنَتٍ … وأجملُ الحُبِّ من بالعقلِ نهواهُ
وفرحةُ المرءِ ﻻ تأتي بلا عملٍ ..ودمعةُ العينِ للمحزونِ مأواهُ
لي فيكَ يا شِعرُ أبياتٌ أردِّدُها …فيضٌ من الحُبِّ بين الخلقِ مسعاهُ
وأجملُ الحرفِ ما يأتي على مَهَلٍ .. وأجملُ الوصلِ من بالوصلِ نرعاهُ
عهدُ المحبَّةِ في الأشعارِ مَسكَنُهُ.. وأجملُ الحُبِّ ما تُضنيكَ شكواهُ
وأجملُ الشِّعرِ حين الشَّوقَ يُلهبُهُ… حتَّى تغنَّى على مُضناهُ ذِكراهُ
لا تحسبوا الشِّعرَ أوزاناً نُردِّدُها … لكنَّما هو وحيٌ ما عرفناهُ
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من لغةٍ …. وليسَ يُدركُ سِرَّ الحرفِ من شاهوا
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من شجنٍ …فليسَ للمرءِ فيه ما ترجَّاهُ
وآيةُ العِلمِ فيهِ أنَّهُ نغمٌ … وآيةُ السِّحرِ فيهِ ما جهِلناهُ
الشِّعرُ يعرفُ من بالحُبِّ يكتُبُهُ… وراهبُ الشِّعرِ صارَ الشِّعرُ موﻻهُ
وراهبُ الشِّعرِ ﻻ يبغي بهِ بدلاً … يكفيهِ بيتٌ من الأوزانِ يحياهُ
يكفيهِ حرفٌ من الأوجاعِ يُنشِدُهُ. إذا رأى طيفَهُ المحبوبَ واساهُ
وجمرةُ الضَّادِ في الثُّوارِ يُشعلُها.. من قلبِهِ وعيونُ النَّاسِ ترعاهُ
على العُتاةِ وحينَ البأسِ يُلهبُهُ … سوطاً من النَّارِ ﻻ تخفى شظاياهُ
عهدُ البلاغةِ في الأشعارِ ما نضُبتْ …وكيفَ ينضُبُ من بالنُّور مُحياهُ
فنُّ القلوبِ عظيمُ الشَّأنِ ما عظُمت ..شمسٌ عليهِ ولا عِلمٌ تخطَّاهُ
فلا الرِّوايةُ رغمَ السَّردِ تخفَتْهُ…ولا الحِكايةُ رغمَ القَصَّ تنساهُ
لو تسألِ العِشقَ أينَ الآهُ غافيةٌ …يُجيبُك العِشقُ أنَّ الشِّعر مجراهُ
الشِّعرُ نورٌ حَبَاهُ اللهُ مكرُمةً …للمرءِ تُذكرُ من أحلى مزاياهُ
وأسعدُ النَّاسِ من يحيا بلا طمعٍ .. ولا تغيبُ عن الأحبابِ ذِكراهُ
الشِّعرُ يسكُنُ من بالنُّورِ مَسكَنُهُ …والعاشقون وإن شَطُّوا ضحاياهُ
الشِّعرُ يملِكُ عرشَ القلبِ في دِعَةٍ.. والعارفون وإن تاهوا رعاياهُ.
_ما شاء الله
حقا إنني كنت على حق حين قلت أهنئ الشعر فيك وهذا دليل قاطع ،فحرفك هنا غيث ينسكب بعذوبة على ثرى الصفحات العطشى والحروف المرهقة من تداولها المبتذل ..
دام لنا هذا الهطول الباذخ ..
والآن سأنتقل لمجموعة أسئلة طرحها بعض الحضور الكرام .السؤال الأول من الأستاذ
شاكر البدري
**ماهي المقارنة التي أعتمدها شاعرنا بين كتابات الأمس واليوم وهل القصيدة الطويلة ذات المعاني والمواضيع العديدة هي أجمل أم القصيرة التي تحاكي معنىً واحدا؟
_الجمال في القصيدة أو النص ليس بعدد الأبيات وإنما بقدرة الشاعر علي الأدهاش، والأمتاع فالشعر فن الأمتاع مشافهه، على عكس الخطابة فهي فن الإقناع، فالشاعر الحقيقي من يمتعني ويدهشني من حيث الصورة واللغة والموسيقى وليس من حيث حجم النص، وعصرنا لا يتحمل النص الطويل، ومن هنا أقبل الناس على فن الومضة نظرا لكسل الجيل الحالي، وقضية طول النص أو قصره يتدخل فيه أيضا موضوع النص فربما هناك نصا يفسده القصر والعكس، فأنت مثلا أمام قصيدة (لا تصالح) لأمل دنقل، رغم طولها إلا أنك مشدودا لسماعها حتى النهاية وهكذا فالأمر متعلق بالإجادة والمتعة والأدهاش والنص يكتب نفسه طولا وقصرا، جمالا، وامتاعا، وطيا ونشرا
_فعلا ولكن برأيي ليس كل قلم يجيد كتابة الومضة فهي رغم حجمها الصغير تحتاج تقنية عالية وكفاءة واحتراف لتكون مكتملة المعالم ،وحضرتك دون شك تجيدها بجدارة دون مبالغة فمن يقرأ لديك بعض القصائد ذات السطر الواحد باتساع لا حدود له من حيث المعنى…ننتقل لسؤال آخر من الأستاذ إبراهيم حجازى
** من هم أهم الشعراء القدامى بالنسبه لك ، وإلى أي مدرسة شعرية تنتمي، وما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها؟
_نعم فن الومضة صعب لأنه يحتاج الي دمج المعاني وتكثيف اللغة وطرح الفكرة بطريقة تتماشى مع ما تريد أن توصله، وتحتاج ثقافة عاليه، لأنه كلما اتسعت الثقافة قلت العبارة على عكس ما يفهم الناس ويرددون أنه كلما اتسعت الثقافة أصبحت الثرثرة وهو خطأ
أما أهم الشعراء القدامى من وجهه نظري المتنبي، وفي مكتبتي كما قلت سابقا أكثر من طبعة لديوانه، ومازلت احفظ له الكثير منذ الصغر، وأنتمي إلى جماعة أبولو التي أسسها أحمد زكي ابو شادي وحاليا أنا سكرتير الرابطة وما زالت قائمة إلى الآن رغم تغيير الاسم، اما الجوائز فحصلت على جوائز كثيرة ليس مجال الحديث عنها الآن، أذكر منها: جائزة وزارة الثقافة لحصولي علي المركز الأول على مستوى
الجيزة وشمال الصعيد عن ديواني (طيفك بين الرصاص)
وتم طبع الديوان على نفقة وزارة الثقافة
_مبارك لحضرتك ،طبعا كلها باستحقاق ،مع أمنياتنا لك بدوام النجاح والارتقاء..
أما السؤال الآن من الأستاذة هيفاء البخيت كيف للكاتب بالفطره والموهبه أن يُثري شعره لغةً وبلاغةً ، كلنا نعرف أن القراءة تثري لكن سؤالي
أي نوع من الكتب ؟
•القراءة هي الأساس لكن إثراء الشاعر لغويا وأدببا لا بد له من عدة أمور :
أولها :مطالعة دواوين الشعر وخاصة دواوين الشعر المعاصر مثل نزار وعمر أبو ريشه وبدوي الجبل، والسياب، والجواهري، ومحمود درويش، ومحمود حسن إسماعيل، ومن مدرسة الأحياء البارودي ومن مدرسة التجديد شوقي وحافظ ومحمود غنيم وهكذا
ثانيا :كتب الأدب التي تهتم باللغة الأدبية كالرافعي ومنصور فهمي واليازجي والقائمة تطول، وهذا اسميه أنا ثقافة الشاعر، فاللغة ثقافة تستبطن، وتخرج مع النص محلقة ومن هنا كان ابن جني يقول عن المتنبي إنه معلمه في اللغة، وحكا لنا محمود درويش أنه يقرأ دائما في كتاب لسان العرب، ويحكى عن أحمد شوقي أنه كان يحفظ لسان العرب لابن منظور…
•ماشاء الله موسوعة شعرية وثقافية أستاذ ناصر، هذه الأسماء سيجعلها الكثيرون من متابعينا الآن نصب أعينهم وأولهم أنا ، فالثقافة كالماء لا حياة بدونها..
** والسؤال الان من الاستاذ قيس الفراتي ماذا تفضل جنابك الكريم لمجلة كالتي مثل مجلتنا الالكترونيه هل تبقى مستقله تعمل بدون غطاء ام الدخول تحت جناح ملتقى ادبي رسمي او اتحاد ادباء او نقابي
•يا صديقي الجميل المهم تعمل المجلة ولا تتوقف فالنجاح من وجهه نظري استمرار أما إذا تيسر أن تنضوي تحت كيان أو جهة ما داعمة فلا مانع من العمل النقابي أو تحت كيان الدولة المهم الاستمرار والعمل بروح الفريق والإخلاص.
•وننتقل الى السؤال الأخير من الاستاذة فكرية بن عيسى مكانة المرأة العربيه ودورها فى الأدب من وجهة نظر الشاعر؟
•للمرأة العربية مكانة في الأدب العربي منذ الخنساء وحتى عصرنا الحاضر، وأدت دورها على أكمل وجه، لا سيما إذا أتيحت لها الفرصة وافسح لها المجال، وبرزت في العصر الحاضر شاعرات كن ملء السمع والبصر، اذكر منهن :نور نافع، سامية عبد السلام، روحية القليني، سعاد الصباح، قمر صبري جاسم، روضة الحاج، وملك عبد العزيز، والقائمة تطول، ومن وجهه نظري لا فرق بين المرأة والرجل في الإبداع، فالإحساس لا علاقة له بالجنس ولا بالموهبة، على عكس ما قال نزار والعقاد من قبله فكلاهما وكلامهما في هذا المجال لا يعتد به.
•الى هنا نصل إلى ختام أمسيتنا الغنية بالفائدة والثقافة ،شكرا جزيلا للاستاذ ناصر على وقته الثمين وشكرا لكل من تابعنا وعذرا لمن لم يسمح لنا الوقت بإدراج أسئلتهم..
نستودعكم الله على أمل اللقاء مجددا مع ضيف جديد ،مع أمنياتنا دائما بقضاء أوقاتا ممتعه برفقة فقرات مرافئ الحنين…
: