آفــــــــاق حـــــــرة
****************
الشاعر السوري الدكتور حسَّان أحمد قمحية
- مَواليد سوريَّة، حمص، 1968 م.
- شَهادة الدِّراسَة الثانوية عام 1986 م.
- شَهادَة الدكتوراه في الطب البشري بجامعة دمشق عام 1992 م.
- إقامة للاختصاص في الطبِّ الباطني من عام 1993-1997 م في مستشفيات جامعة دمشق.
- طَبيبُ طوارئ مع هيئة الهلال الأحمر السعودي من عام 2000 حتى 2006 م.
- مديرٌ طبِّي للهِلالِ الأحمر السعودي بمنطقة المدينة المنوَّرة، ومدير للدِّراسات منذ عام 2002 وحتى 2006 م.
- مُتَرجِمٌ طبِّي في مركز تَعْريب العُلوم الصحية (أكملز) منذ عام 1999 م حتّى 2011 م.
- كبير الـمحرِّرين الطبِّيين وعضو مجلس الإدارة فـي موسوعة الملك عبد الله العربية للمحتوى الصحِّي، بجامعة الملك سعود للعلوم الصحِّية بالحرس الوطني، منذ عام 2011 م وحتَّى تاريخه (العمل الحالي).
- مترجم ومحرِّر طبِّي في منظَّمة الصحَّة العالمية منذ عام 1997 م وحتّى 2014 م، وعضوٌ مؤسِّس في شبكةِ تعريب العلوم الصحِّية التابعة للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحَّة العالمية.
- إِصْدارُ عَددٍ من الكتب الطبِّية، ترجمةً وتأليفًا، بعضها نال جوائزَ عربيَّة؛ وكتاب جديد عن الترجمة بعنوان “معالم في الترجمة الطبِّية”
- فـي الـمجال الأدبـي، صدر لـي أربع مَجْموعات شِعْريَّة؛ وبعض الدراسات عن شعراء الأدب الـمهجري.
نشرت له العديد من الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ..
نال الكثير من الجوائز وشهادات التقدير ..
كان لنا معه هذا الحوار القيم الثري …
مقابلة
** متى اكتشفت موهبتك الشعرية؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها فـي ظهور هذه الموهبة؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟
كنتُ منذ الابتدائيَّة أطربُ للشعر، وأحفظ قصائدَ الـمدرسة كاملة، وما زلتُ أحفظ الكثيرَ منها رغم مُضيٍّ عمرٍ طويل على ذلك الزمان. لكن، عندما أصبحتُ فـي الإعداديَّة، وأصبحَ مستوى القصائد أعلى وأعمق، أخذتُ أحاول تقليدَها وكتابةَ ما يُشْبهها، إلى أن أصبحتُ فـي الأوَّل الثانوي واطلعتُ على علوم البلاغة والعَروض والبيان، فازداد شَغَفي بالشعر وازدادَ حفظي له واحتِفائي به، غيرَ أنِّي لم أنظم شيئًا ذا بال إلَّا عندما كنتُ أحضِّر للتخرُّج فـي السنة السادسة من كلّية الطبّ، حيث نظمتُ عشرات القصائد. وتابعتُ ذلك عبرَ السنوات اللاحقة بشكلٍ متباعد ومتفرِّق، إلى أن زاد نظمي للشعر خلال السنوات القليلة الـماضية. كان نظمي للشعر وليدَ مواقفَ معيَّنة مررتُ بها، ولم يكن مقصودًا بذاته. ولم يكتشف أحدٌ هذا الـميلَ لديَّ، لكن كان من حولـي يعجبهم ما أكتب فيُشجِّعونـي عليه.
** الشعرُ الحقيقي هو انعكاس لـموهبة، ولكنّ ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع. ما هي العواملُ التي تسهم فـي تشكيل هذه التجربة؟
فـي أيِّ تجارب فنِّية، والشعرُ واحدٌ منها، لابدَّ كي تنمو وتعلو أن تُشفَعَ بالـمزيد من القراءة والاطلاع والـمُدارَسة؛ وهذا ما حصل لديَّ.
**كثيرٌ من الشعراء لديهم الحظ، ولكن ليس لديهم الـمعجم اللغوي، كيف تفسِّر ذلك؟
التفسيرُ الوحيد هو قلَّةُ الاطلاع على تجارب الآخرين، والقراءة لهم، فضلًا على أنَّ التنشئةَ الثقافية والعلميَّة الباكرة هي عاملٌ مهمِّ فـي تعميق اللغة وزيادة مُفْرداتها وتوسيع مُعْجمها لدى الشاعر والكاتب والأديب.
** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليًا، خاصَّة بعدَ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي السَّريعة؟
رغم أنَّ هذه الحركةَ قد ينتابها الكثيرُ من الأعمال الأدبيَّة الرَّديئة أو الضعيفة، لكنَّها ستفرز أدباء وشعراء لهم وزنٌ كبير فـي الـمِيزان الإبداعي. وأضيف إلى ذلك أنَّ سهولةَ النشر اليومَ على وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت فـي تنشيط حركة النَّقْد التي يُعوَّل عليها فـي فرزِ الغَثِّ من السَّمين.
هل يمكن القول إنَّ الـمعلِّم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبيَّة؟ وهل يستطيع الـمعلِّم أن يختصر على الـموهوبين سنواتٍ طويلةً يحتاج إليها الـمَوْهوب لتطوير ذاته؟
يُفترَض أن يكونَ ذلك، ولكن ليس بالضرورة أن يكتشفَ الـمدرِّسون تلك الـمواهب؛ غيرَ أنَّ وجودَ معلِّم لـمَّاح يمكن أن يوفِّرَ على النابغين والـمبدعين جهدًا وعناءً طويلًا قبلَ أن ترى موهبتُهم النور؛ مع الإشارة إلى أنَّ دورَ الـمعلِّم قد انحسرَ كثيرًا هذه الأيَّام.
ما رأيك بالنقد؟
النقدُ موجودٌ ومفيد بلا شكَّ، لكنَّ الكثيرَ من أهله ينتقدون بدوافع شخصيَّة أو انفعاليَّة، والعديدُ منهم لا يملكون أدوات النقد، بل ولا يَقْدرون عليه، حتَّى الشعراء يقتصر نقُدهم لبعضهم بعضًا على الـمُجامَلات فـي معظم الأحيان.
هل ترى أنَّ الشعرَ العربـي حاليًا يمرُّ بحالة تقهقر؟
رُوَّادُ الشعر قلائلُ اليوم، وكانوا كذلك بالأمس وإن بدرجة أقلّ، بل ربَّما أنَّ الـمَحْسوبين على أهل الشعر أكثر من الجمهور نفسه. ومع ذلك، ما زال هناك من يهتمُّ بالتجارب الشعريَّة ويدرسها ويحلِّلها ويصدر كتبًا عنها.
ألا تشعر بأنَّ هناك تباينًا بين الشعر الـمعاصر والشعر القديم؟
لكلِّ عصرٍ أهله ورجاله، فـي كلِّ شيء، ليس فـي الشعر وحسب. ولكن، يبقى للشعر القديم منزلتُه وروَّاده.
ما نوع الشعر الـمفضَّل لديك؟ وهل الشعرُ هو تعبير عن الإحساس؟
إذا كان الـمقصودُ بالشعر الـمفضَّل لديّ السؤالَ عن الشعر العمودي أو شعر التفعيلة، فكلاهما لا مشكلة لـي معه، ولا أعدُّ غيرُهما شعرًا. وإذا كان الـمقصودُ الأغراضَ الشعريَّة، فإنِّي أميلُ إلى شعر الرِّثاء. وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ الشعرَ إحساسٌ وشعور، وما سِواه نَظْم، وبعضُ النَّظْم جميل.
قال : في الرثاء:
خَفِّفِ الوَطْءَ عَنْ ثَرَاها
فـي جِوارِ الرَّدَى غَدَتْ واستَنامَتْ
أَيُّ هَــوْلٍ هذا الذي قَدْ عَرانـي؟
خَفِّفِ الوَطْءَ عَنْ ثَرَاها .. رُوَيْدًا
كَيْفَ تَمْشِي على جَنانٍ سَبَانـي؟
رَغْمَ بَرْدٍ طَوَى دُرُوبَ العَرايا
يَسْكُنُ الدِّفْءُ فـي قُلوبِ الغَوانِـي
لا تَقُلْ: ماتَتْ واسْتَناءَتْ فَإنـِّي
مُبْصِرٌ قَدَّها على غُصْنِ بانِ
فـي عَبْيرِ الأَزْهارِ فـي قَطْرِ عُمْرٍ
ليلاس قام بالإرسال اليوم، الساعة 2:17 م
مُثْقَلٍ بالهَوَى ووَقْعِ الـمَعانـي
لَـمْ يَزلْ وَجْهُها يُغازِلُ عَيْني
فـي صَباحِ الـمُنَى وفَجْرِ الأُقْحُوانِ
يَطْرُقُ السَّمْعَ باتِّئادٍ صَدَاها
مُرْسِلًا صَوْتًا مِنْ بَديعِ الأَغانـي
هذهِ شَتْلاتٌ نَمتْ كَيْ تُنادِي:
إنَّ عِطْري يَفوحُ شَذا فـي الـمَغانِـي
فَوْقَ قَبْري أَمْسَتْ تُواسِي دُمُوعي
حينَ لَـمْ أَلْقَ فـي الزَّمانِ أَمانـي
أُلْقِيَتْ أَكْوامُ الحِجارةِ فَوْقِي
وبَكانـي مِنْ بَيْنِها ما بَكانـي
دُفِنَتْ نَكْهَةُ السُّرورِ ووَلَّتْ
عِنْدما ناءَ عَنْ حِماكَ مَكانـي
**هل الشعر صناعة؟
الصناعةُ فـي الشعر هي امتلاكُ أدواتُه من عَروضٍ وأوزان وقَوافٍ وبلاغة ومَعانٍ؛ أمَّا أن يكونَ عملًا مهنيًا فذاك هو النَّظْم.
**ما رأيك بقصيدة النثر التي تحرَّرت من القافية والتفعيلة والوزن، وزاحمت القصيدةَ التقليدية؟ وهل أنت مع تصنيفها تحت خانة الشعر؟
لا شعرَ عِنْدي إلَّا ما كان بوزنٍ وقافية، ثم تأتـي البقيَّة.
** كيف ترى الوطن فـي شعرك؟
تحتلُّ قضيَّةُ الوطن بمعناها الواسع جزءًا كبيرًا ممَّا كتبت، ومن الوطن عندي مَراتعُ الطفولة والصِّبا، والأهل والأصحاب.
قال: في الوطن:
أَلْقَى عَلَيْها تِبْرَهُ اليَاقوتُ
فَمَضَتْ تَغارُ نِسَاؤُها وتَموتُ
التُّوتُ يَسْكُنُ فـي رُبـى وَجْناتِـها
فمَتى يَفوزُ بتُوتِها مَكْبُوتُ؟
أُمَوِيَّةٌ والـمَجْـدُ بَعْضُ فَخارِها
وإذا نَعَتَّ فلَيْسَ ثَمَّ نُعُوتُ
فـي كَفِّها يَغْفُو النَّسيمُ مَوادِعًا
هِيَ أُمُّهُ وحَضينُها كَتْكُوتُ
كَمْ بِـتُّ أَرْسُـــمُ طَيْفَهـا فـــي خـاطِـري
لكنَّ رَسْمي غالَهُ الكِبْريتُ!
اليَوْمَ تَبْكي جِلَّقٌ مَكْسُورَةً
ويُريقُ دَمْعَةَ طُهْرِها التَّفْتيتُ
وتَقولُ: عَقَّ مَحاسِني أَهْلي الذيـ
ـنَ أُذِقْتُ مِنْهُمْ ما يَذُوقُ شَتيتُ
مَظْلومَةٌ والظُّلْمُ قَعَّرَ أَضْلُعِي
ويَكادُ يَنْطِقُ مِنْ فَمِي الـمَسْكُوتُ
قُوتـي غَدا شَوْكًا أَلُوكُ هَراسَهُ
وإِذا بَكِيـتُ .. عَــنِ البُكـــاءِ نُـهيتُ
ويُقالُ لـي: إِنَّ العَفافَ بصَمْتِنا
والغانِياتُ يَزينهُنَّ سُكُوتُ
سُبْحانَ ربـِّي كَمْ تُشاهُ مَناطِقٌ
ويَزورُها التَّحْريفُ والتَّشْتيتُ!
حَوْلـي مِنَ الخُوَّانِ كَدْسَةُ أَذْرُعٍ
وعَويلُها فـي الحارِقاتِ زُيُوتُ
نَبَتَ الخَريفُ على مَطارِفِ قَلْعَتِي
وبَدَا رَبيعي ما لَهُ تَوْقيتُ
**ما هي العواملُ التي أدَّت إلى الحدِّ من انتشار الكتاب الورقي فـي عالـمنا العربـي؟ وهل تعتقد بأنَّ وسائلَ الاتصال الحديثة التي سهَّلت الحصولَ على النسخ الـمجانية إحدى هذه العوامل؟
بعضُ الإجابة عن سؤالك تكمن فـي شطره الثانـي، كما أنَّ التكنولوجيا الحديثة وقلَّة القرَّاء وتشتُّت الجيل الجديد ضمن موجة وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة الـمُلْهِيات كلُّ ذلك أسهمَ فـي ضعف انتشار الكتاب الورقي.
** كيف تنظر للمرأة فـي شعرك؟ وكيف تجد الـمرأة كشاعرة؟
كتبتُ كثيرًا فـي الغزل، والغزلُ لا يكون إلَّا للمرأة فـي معناه الـمعروف، ولا أدلَّ من هذا الاهتمام لديَّ من أنَّني أصدرتُ منذ فترة قريبة جدًّا ديوانًا بعنوان: «وعاد القمر» كلّه تقريبًا فـي النَّسيب. كما كتبتُ أحيانًا عن معاناة بعض النساء فـي ظلِّ الأحداث الـمؤسفة التي يشهدها الوطن العربـي.
رغم أنَّ النساءَ الشاعرات أقلُّ من الرِّجال الشعراء بكثير، على مرِّ العصور، لكن لشعر الـمرأة نكهة مختلفة يطيب لي أن أحفلَ بها.
قال : في الغزل (شعر تفعيلة):
أنا ما هَجَرْت
قالت: هَجَرتْ؟
وترَكْتَ قَلْبِي … ثمَّ ابْتَعَدتْ؟
ماذا وَجَدتْ؟
أَتُراكَ تَدْري أَنَّني فـي الشَّوْقِ أَطْرقُ كُلَّ بابْ
أَمْضي بهِ حتَّى يَعودَ عَنِ الغِيابْ
وأَزيدُهُ … ما هَمَّني بُعْدُ الثَّرى تَحْتَ السَّحابْ
قالَتْ: هَجَرتْ؟
كَيْفَ الرَّحيقُ يُغادِرَ الزَّهْرَ الجَميلْ!؟
كَيْفَ الغَديرُ تَعُقُّهُ ظَمْأَى الحُقولْ!؟
هَلْ لِليَمامِ – إذا صَبَا – غَيْرُ الهَديلْ؟
قالَتْ: هَجَرتْ؟
ليتَ الفِراقَ مُلازمٌ دُنْيا الزَّوالْ
وحَديثَ أَهْلِ العِشْقِ عَنْ وَهْجِ الوِصالْ
يَتَخاطَفُ الـمَعْنى، ويُغْرِقُ فـي الخَيالْ
ما أَضْيقَ القَلْبَ الذي فَقَدَ الجَمالْ
قالَتْ: هَجَرتْ؟
أنا ما هَجَرْت … لكنَّني مِثْلُ الرَّبيعْ
قَدْ أَخْتَفي خَلْفَ الشَّتاءِ، وأَنْثَني خَوْفَ الصَّقيعْ
تَغْفو بَراعِمُ طَلْعَتي خَلْفَ النَّدَى … والفَجْرُ يَنْتَظِرُ الرُّجُوعْ
وأَعودُ مَمْلوءًا بأَزْهارِ الرُّبى … وفَراشِها .. وقَصائِدي وَحُلَى البَديعْ
**هل توافق على مقولة: إنَّ إصدار الدواوين هو إثبات للذات أوَّلًا وأخيرًا؟
إصدارُ الدواوين أو الـمجموعات الشعريَّة مهمٌّ للتَّوثيق وللتاريخ، فمن تركوا شعرًا لا دواوينَ له ضاع معظمُ شعرهم. ولـي فـي تجربتي مع جمع شعر بعض أدباء الـمهجر خيرُ دليلٍ وبيِّنة.
**ما سرُّ نجاح الشاعر؟
فضلًا على الدور الذي يمارسُه امتلاكُ الشاعر لفنون البلاغة والبيان والـمعانـي فـي نجاحه وتفوُّقه، فهو يحتاج كي يستكملَ إبداعَه إلى بلوغِ ناصية الإدهاش والقدرة على الانزياح الأسلوبـي واللغوي والدَّلالـي، ومن ذلك خلقُ صورٍ جديدة لم يسبقه إليها أحدٌ من قبل.
**لـمن تودع أَسرارَك وآراءاك الشخصيَّة؟
لقلَّةٍ قليلة ممَّن يمتلكون سَعةَ الأفق وصِدْقَ الحديث ورحابةَ الصَّدْر.
** لو جلست وتساءلت حولَ ما أنجزته فماذا تقول؟
ما زال طموحي حيًّا، رغم أنَّني أخرجتُ إلى النور – بفضل الله تعالى – نحو 100 كتاب فـي الطبِّ والأدب والعِلْم حتَّى الآن.
** ما هيَ كلمتُك الجيل اليوم؟
لا غِنَى عن العلم الصَّحيح والـمعرفة الهادفة وبَذْل الجهد فـي التحصيل والدراسة، ولا يُؤخَذ ذلك إلَّا من مصادره، وليس من وسائل التواصُل الاجتماعي وصفحات الإنترنت غير الـموثوقة.
** كلمة تحب توجيهها إلى القرَّاء
فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِه أَبَدا … النَّاسُ مَوْتَى وأَهلُ العِلْمِ أَحْيَاءُ.