‐ النقابة بيتي سأبقى أدافع عن مصالحها وعن مصالح الصحفيين أيضا.
‐ على الصحف رفع سقف وهامش الحرية.
‐ الصورة الصحفية لا تُستخدم في صحفنا ومواقعنا الإلكترونية بالشكل المطلوب.
‐ قانون الجرائم الإلكترونية أساء لصورة الأردن.
‐ الصحف الأردنية غطت الجرائم وحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في غزة بمهنية عالية، وتماهت مع الحس الشعبي.
المقدمة:
الليل العّماني، اندفع كقارب صيد مدبب بين طرفين، المحاور سليم النجار والمتحاور معه الصحفي جمال العلوي.
أحسست مع أول كلمات نطقها اتجاه أسئلتي بإحساس جديد من الزهو ينهض في أعماقه ستغدو، الآن، في حال تحقيق مشروعه المهني في فوزه برئاسة النقابة.
يتلخص مشروع العلوي في كلمات بسيطة، لكنها معبرة في الوقت ذاته، صحفي يعيش بكرامة، صحفي معرفي يواكب العصر.
لجمال العلوي صوت هادئ، يبتعد عن الشعارات، استمعت له جيدًا، وهو يتحدث عن مشاريعه التي يسعى إلى تحقيقها في النقابة، ومن أهمها: العمل على أرشفة تاريخ الصحافة الأردنية، وتشجيع رواد الصحافة الأردنية وشيوخها على كتابة سيرهم الذاتية، للاستفادة منها.
في هذا الحوار نحاول الاقتراب من محيط الصحافة، ومن واقع وتجارب الصحفي جمال العلوي، الذي يَعُدُّ الصحافة بيته الذي يدافع عنه حتى آخر قطرة زرقاء.
حاوره سليم النجار:
في أحد فنادق عمّان الأنيقة ذات الأسماء الأجنبية التي امتلأت بها شوارع العاصمة، جلست إلى منضدة وأمامي جمال العلوي، الذي كان ينتظرني لإجراء لقاء صحفي معه، أمسكت قلمي وكأني أوشك على أن أخط شيئًا ما على الأوراق التي تناثرت أمامي، لكن لم أفعل، بل أخذت أحك جلدة رأسي -التي غزا الشيب أكثرها- كأني أفكر في شيء ما، والذي جاء على الشكل التالي:
**ما هي أسباب أزمة الصحافة الورقية؟
قال العلوي بصوت هادئ يحمل احترامًا للسؤال وألمًا لما آلت إليه الصحافة الورقية، بدأت ملامح الأزمة بظهور شبكات التواصل الاجتماعي، أصبح القارئ يجد ضالته في هذه التقنية الجديدة التي غزت العالم، سقف هذه المواقع عالٍ، في الوقت التي بقيت الصحافة الورقية مكانها راوح، مما أدى تراجع الطلب عليها، وهذا انعكس على التوزيع الذي انخفض بشكل كبير، فعلى سبيل المثال كانت جريدة الرأي تطبع يوميًّا (٨٠) ألف نسخة يوميًّا، والدستور تطبع ما بين (٥٠‐٦٠) ألف نسخة يومية، اليوم الصحف اليومية مجتمعة لا يطبعون (٢٠) ألف نسخة، وهذا التراجع يعني بلغة الصحافة تراجع الإعلانات. الأمر الذي يؤثر على الوضع المالي للصحف، بالتالي ينعكس على عمل الجريدة. كما أن الصحف لم تواكب تطورات العصر، وبقيت تعتمد على الخبر الذي أصبح ينشر على وسائل شبكات التواصل؛ أي الخبر أصبح في خبر كان. اعتقد أنه على الصحافة تطوير المحتوى الصحفي، ومتابعة الأحداث من خلق التحقيقات التي تعالج هموم القارئ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
** لا يوجد عندنا صحافة استقصائية جادة إلى الآن؟
التحقيق الصحفي يحتاج إلى وقت ومتابعة يومية، إضافةً إلى التعامل مع معطيات التحقيق، سأذكر مثالًا على ذلك، قبل (٢٥) عامًا وفي صحافة الدستور أجريت تحقيقًا استقصائيًّا أخذ مني ستة شهور، وكان الموضوع “حول الشاورما”، وقتها أذكر ذهبت لأكثر من مدينة كالزرقاء وعمان والسلط، وزرت محلات بيع الدواجن، وأخذت جزءًا من مخلفات الدواجن وأرسلتها لمختبرات الأمانة والجمعية العلمية، وجاءت نتائج الفحوصات سلبية، وهذا التحقيق ساهم في تغيير شروط إعطاء رخص مطاعم الشاورما، على الصحف استحداث دوائر متخصصة بالتحقيقات الاستقصائية، لأن هذه الدوائر تقدم أكثر من تحقيق، وهذا يساهم في إعادة انتشار الصحف.
** هناك مقولة: “صحافة دون حريات لا تجدي” ما رأيك بها؟
على الصحف أن ترفع سقف وهامش الحرية، في المعالجات اليومية من تحقيقات مقالات، ومتابعات إخبارية.
**يُقال إن الصورة الصحفية بألف كلمة، وهل الصورة في صحافتنا تواكب هذه المقولة؟
الصورة الصحفية في صُحفنا ومواقعنا الإلكترونية لا تُستخدم بالشكل المطلوب، وبالتالي يجب إعادة الاعتبار للصورة في: المادة الإخبارية.
خلال عملي في جريدة الدستور، أذكر على سبيل المثال صورة المرحوم طه ياسين رمضان، وكذلك صورة وزير الخارجية طارق عزيز، ومشيل عون عندما كان قائدًا للجيش، كانت تعابير وجهوهم تعكس طبيعة إجاباتهم. وعلى الصعيد المحلي أذكر صورة دولة الرئيس طاهر المصري ودولة الرئيس أبو الراغب، وكانت تعابير صورهم ردة فعل على السؤال الموجه له.
** ما رأيك بقانون الجرائم الإلكترونية؟
هذا القانون أساء لصورة الأردن الحضارية؛ لأن نتج عن هذا القانون توقيفات إدارية للصحفيين وكل صاحب رأي، علينا أن نقاتل من أجل تعديل هذا القانون، الذي أصبح سيفًا مسلطًا على كل صاحب رأي، الذي تم تمريره في غفلة من الزمن. وكان هناك تواطؤ آنذاك بين الحكومة ومجلس الأمة، ولم يعد هذا القانون صالحًا لهذه المرحلة، ولا يعقل أن يتم التوغل في: الغرامات الواردة في هذا القانون، لتصل في بعض الحالات لمبالغ عشرات الآلف من الدنانير، هذا القانون الذي تم تمريره خلال نصف ساعة، ولم يُعرض على اللجنة القانونية لمجلس النواب.
** تردد بين الفينة والأخرى أنه خلال السنوات القادمة ستزول مهنة الصحافة، ما رأيك؟
أنا شخصيًّا أخالف هذا الرأي، وأرى عكس ذلك تمامًا؛ فالصحافة مهنة تطور بشكل دائم، لكن المطلوب عندنا تطوير هذه الصحافة، من خلال منصات إلكترونية متخصصة، كمنصة المرأة والطفل، والثقافة والاقتصاد، وتكون لكل جريدة يومية منصة، التي تستطيع جلب انتباه القارئ ما دامت تُخاطب احتياجاته، وهذا يؤدي إلى ارتفاع أرقام المتابعة الأمر الذي يؤدي زيادة الاشتراك الإلكتروني عبر الدخول للموقع.
بالمناسبة أنوه لنقطة مهمة وهي أنّ المواقع الإلكترونية للجرائد اليومية عليها الانتباه وضع الخبر في مواقعها، وتعلق في اليوم التالي سيتم معالجة الخبر: ومتابعته، وهذا يضع هذه المواقع في موقع المنافسة لشبكات التواصل الاجتماعي.
**ما هي المعوقات التي تواجه مهنة الصحافة؟
باختصار شديد، تحسين الوضع المالي والمعنوي للصحفي وتوفير كل الضمانات الإنسانية له ولعائلته، كتوفير منح دراسية في الجامعات الأردنية لأولادهم، الضمان الصحي، وتوفير مناخ ملائم للعمل، وتوفير فرص للتدريب الرقمي لهم، مثل: إنتاج الفيديو وإعداده، وهذا يتطلب دورات متقدمة تساعد على الدمج بين المحتوى الخبري والمحتوى الرقمي ليواكب العصر. كما أنه المطلوب أيضًا عمل دورات لتدريب الصحفيين على صحافة الموبايل وصحافة الفيديو التي تخدم المنصات الإلكترونية.
** يلاحظ عزوف رواد الصحافة الأردنية وشيوخها عن توثيق تجاربهم الصحفية، لماذا هذا العزوف؟
أولاً: خشية التعرض للمساءلة القانونية.
ثانيًا: يحتاج الزميل الصحفي من جيل الرواد لزمن الأمر الذي يتطلب دعمه، لكتابة سيرته الصحفية، وضمان في كتابة تجربته الصحفية نشرها في كتاب، لا أن تبقى حبيسة الأدراج.
ثالثًا: مطلوب من نقابة الصحفيين تبني هذا المشروع، وإظهاره لحيز الوجود من خلال سلسلة، وأنت سأسعى تبني هذا المشروع، في حال فوزي في منصب نقيب الصحفيين، وعدّ هذا المشروع من الأولويات إلى جانب العمل على أرشفة الصحافة الأردنية منذ نشأتها حتى يومنا هذا.
كيف تُعلق تغطية صحافتنا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على شعبنا في غزة؟
الصحافة الأردنية تميزت في تغطيتها للجرائم التي يرتكبها الكيان اللقيط بحقّ شعبنا في غزة والضفة الغربية، وتعاملت بمنهية عالية، ولسبب بسيط جدًا أنهن جزء من الشعب وشعبنا منحاز للدفاع عن أهلنا في غزة. ولم تتردد أي صحيفة في التغطية الصحفية لهذا الحدث الجلل. كما أن هناك تطابقًا، بل تماهيًا بين الموقف الشعبي والرسمي اتجاه العدوان على أهلنا في غزة، لذا أسجل التقدير العالي لكل من كتب حرفًا أو نشر صورة أو عنوانا عن رفضه للإبادة الجماعية الجارية على مرأى المشاهد عبر محطات التلفزة.
*جمال العلوي:40 عامًا في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة، كان فيها عاملاً في صحيفة الدستور مستشارًا للتحرير، كما عمل رئيسًا للتحرير في مواقع إخبارية عدة ومراسلًا لصحف القبس والوطن القطرية والتضامن اللندنية، ومستشارًا لعدد من المؤسسات المحلية والدولية. وعمل في السنوات الأخيرة مديرًا عامًا لحزب التيار الوطني، وعضوًا في المكتب التنفيذي وأمينا لسر المجلس التنفيذي وعضوًا في المجلس المركزي في عهد الراحل الكبير عبد الهادي المجالي، وعضوًا في مجلس إدارة المنتدى العربي لدورات عدة، وعضوًا في مجلس إدارة جمعية الشفافية لدورات عدة، واحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية، وعضوًا في الهيئة العامة لنادي أسرة القلم في محافظة الزرقاء، إلى جانب رئيس اللجنة الثقافية لنقابة الصحفيين، ورئيسًا للتحقيق في ملف التأمين الصحي، التي استقال منها عندما عزم على خوض الانتخابات لموقع النقيب.