بقلم :مهند النابلسي
ملخص معرفي مركز (بقيمة مضافة) يغني عن قراءة الكتاب الشيق (242 صفحة) الصادر عن دار التكوين السورية/2018:
* تعلم فن كتابة الرواية الشيقة التي تشد القارىء وتمتعه وتفتح آفاق خياله وتفكيره وربما تستفزه وتستحق القراءة بجدارة بلا ندم… وليست مجرد تكرار واجترار لهواجس شخصية نرجسية ونمطية انشائية سردية مملة كمعظم الروايات العربية الحديثة المنهمرة كالسيل الجارف والتي لا تواجه نقدا صارما موضوعيا وكاشفا: صرخة نقدية لايقاظ الابداع الحقيقي وكشف الجوهر ووضع حد للهراء الانشائي السردي الكاسح السائد!
*ان زائر اليابان في اواخر القرن العشرين يفاجأ بأن العملة الورقية من ذات الألف ين، تحمل صورة الروائي الشهير “”سوسكي” صاحب رواية “وسادة العشب”.
*تتمتع الرواية اليابانية الحديثة بخصائص تميزها عن نظيرتها في الغرب: مثل الايجاز والتكثيف والغموض، فهي لا تصرح بكل شيء بل تترك للقارىء الفطن أن يستخلص لنفسه اكثر مما يعطيه النص المكتوب، فالكاتب يرصد رغباته بدقة ويكمح تماديها فلا يسمح بالانفلات، ولا يعلن الحقيقة كاملة، وبذلك يزداد التاثير الشعري غموضا وجمالا وامتاعا.
*ربما لم تكن الكتابة ضرورية الا حين لا يحدث اي شيء!
*وفي نصوص السرد الياباني، نجد احيانا اشارات الى رموز واماكن وشخصيات معينة مثل: رجال الساموراي، فتيات الجيشا، جبل فوجي، الساكورا، أو مقامات الشنتو والمعابد البوذية…
*قالت له زهرة مدارية “يمكنك ان تأكلني اذا احببت”!
*انهم أبطال راحلون، لكن اطيافهم ومآثرهم ما زالت حاضرة ومشرقة في ذاكرة “تشوكو”.
*حيث اضطر أحد الجنود المشردين في أدغال الفيلبين الى اقتناص زملاءه مدعيا انه يقتات بلحم القرود!
*ان طائر الكركي او الغرنوق يعيش ألف سنة حسب اعتقادهم (الروائي الخيالي)، فيما تعيش السلحفاة عشرة آلاف سنة!
*فكرة الانتحار تعني لدى اليابانيين شيئا من الأمل، بالوصول الى حالة أسمى، الى تغيير وتجربة روحية جديدة، الى فضاءآت أبعد، وان كان ذلك يبدو احيانا كدرب من الهروب!
*كذلك من خصائص الرواية اليابانية تحاشي التوتر الدرامي حتى في اكثر المواقف التي تستدعي ذلك، فالقارىء يحس برغبة الكاتب بتفكيك تلك المواقف المتوترة: فالرواية اليابانية تعبر تعبر غالبا عن الصراع الداخلي الذي يعانيه الفرد في مواجهة المشكلات، التي يقف عاجزا عن حلها، حيث قد يكون الانتحار أحيانا هو الحل!
*فقد درس الكاتب الفذ “علي كنعان” تجربة أكثر من اثني عشر مبدعا يابانيا، وقد بدا بأولهم سوسكي كرائد للرواية اليابانية الحديثة، ثم كاوباتا كأول روائي ياباني يحصل على نوبل في العام 1968، ثم يليه رائد القصة القصيرة “آكوتانمارا”: الذي لمح لقصص الجنس وغشيان المحارم في الرواية اليابانية…
*انه فن التقاط نقاط السرد المبهرة والغريبة والمدهشة “الخيالية” والواقعية الصبغة في أي عمل روائي والتركيز على مناحي الابداع فيها: ليس كمثل القاصة الساذجة التي أتحفتنا بقصة “دفن النهر” كمجاز سياسي- سيريالي بلا تفاصيل ولا مغزى ولا دلالة او كالميت الذي تلقى مكالمة هاتفية خلوية واعتذر لأنه “ميت” والتي صفق لها النقاد المجاملين بحماس كاذب، أو كالقصة المصطنعة الاخرى التي سمع فيها ماسح أحذية فقير تاجر سلاح وهو يعقد “خلسة” صفقة (بالموبايل) فهدده بالفضيحة والابتزاز لاعطائة 20 الف دينار على الفور… فهلل نفس النقاد لهذا الهراء اللاواقعي فانهالوا بالثناء على الكاتب الذي صدق نفسه وانتفخ غرورا!
*ليس غريبا أن كثيرا من اليابانيين يعتقدون ان هنك أرواح حيوانات معينة تحرسهم وتجنبهم المكاره والأخطار، لكنهم يتحاشون الاعلان عنها!
*اتهم سوسكي بالجنون لأن الكتاب كان صديقه الوحيد (وهذا شيء غريب) ولأنه كذلك لم يكن متعاطفا مع المرأة، وقدعاش محروما حنان الوالدين وهو في بيتهما: فالصبية (في روايته الشهيرة) تود أن تعيد اسطورة عذراء ناغارا التي هامت بعشق اثنين، ولما عجزت عن اختيار آثرت ان تلقي بنفسها في نهر فوتشي، بعد ان تركت خمسة أبيات شعرية تقول فيها:
-من اوراق خريفية تتورد متوهجة بالحب/لؤلؤة من الندى تترنح طليقة/ثم تهوى لتتناثر على الأرض/وهذا ما يتبقى لي أيضا/فعلي أن انسحب من العالم…لكي أفر من أشراك الحب الخانقة!
*ومن صفات بعوضة الساعة (يويكاتشيا) هذه أنها تدور في مكانها وتتجه في حركتها دائما نحو الشمس، لأنها بلا قوائم، لكن الغريب انها تقتات على ما تفرزه هي من فضلات، وتغري فتاة صديقها لشراءها لأنها فال خير: ثم يتبين انه شبيه بتلك الحشرة، فهو يعمل سرا مع صديقه في تصريف فضلات المقلع والمتاجرة بها…(ص.205).
*…لكن المراة الجميلة التي اختارها الطاغية وقام باحراقها هي ابنة الرسام ذاته، حيث يرسم الفنان المغرور اللوحة غير مكترث بهول الجريمة، ولما انجز عمله السادي في رسم لوحة الجحيم لم يكن امامه الا ان ينتحر! (ص.37).
*ان “وسادة العشب” تعني أن تبتعد عن كل ما يشغل البال ويعكر المزاج، وان تضع رأسك في حضن الطبيعة/الام الاولى بدعة وطمانينة وأمان. (ص.59).
*ان فكرة “الخواء” البوذية تبدو جلية في نسيج هذا العمل الرائع: انها السكينة الكونية والانشراح الوجودي المطلق الذي يشعر به الرحالة الذي ازمع على التخلي عن شتى هموم الدنيا ومشاغلها، والمتخلي بحزم وتجرد عن مسراتها واحزانها واعبائها كافة…وهي قريبة من مفهوم الوجد والذوبان والفناء في محبة الله بالمفهوم البوذي الصوفي…(ص.60).
*انه الخوف من الاخرين وايثار الانطواء على الذات، بعيدا عن الناس وأهوائهم الطفيلية وعيونهم المترصدة وألسنتهم اللاذعة، ثم الاستغراق في عالم الكتب وجمال التراث وروعة الابداع. (ص.80).
*كاواباتا: الحاصل على جائزة نوبل وسيد المراثي والأناشيد الجنائزية: كان يتميز بعادة السكوت والنظر في وجوه الناس وكأنه يقرأ في كتاب جعلت كثيرين ينفرون منه: لأنه لم يكن يتفوه مع زائريه بكلمة، بل يكتفي بالنظر في وجوههم وكأنه يتصفح ملامح تلك الوجوه مستطلعا ما وراءها. (ص.91).
*الادباء في الغرب يمكن ان يعودوا بجذورهم الى الاغريق والرومان، وفي ميسور الكتاب العرب أن يرجعوا الى التراثين العباسي والأموي، وصولا الى شعراء المعلقات، وربما أوغلوا الى ملحمة جلجامش السومرية-البابلية، أما كاواباتا فسيعود الى تراثه القديم مستمتعا باستلهامه، وهو يولي هنا اهتماما خاصا ب”حكاية غنجي للسيدة موراساكي”، فهذه هي اول نص سردي مكتوب في الفضاء الروائي الياباني…كما أن القارىء هو عنصر مهم في استكمال العمل الروائي او ما يدعوه النقد الحديث “اعادة انتاج العمل الفني” (وهذا عادة ما يتم تجاهله “كعنصر مثقف شغوف” كليا في منهجية الأدب العربي الحديث عموما). (ص.98/99).
*والليالي الخمس التي أمضاها ايغوتشي، في جوار الجميلات العاريات، لم تكن ساعاتها كلها سارة ممتعة تماما، ولكنها مرت حافلة باسترجاع خليط من الذكريات العائلية والمغامرات الجنسية والاستغراق في خضم مضطرب من الأحلام والكوابيس…(ص.116).
*آبيه كوبو: كيف تحول المعلم، جامع الحشرات الى حشرة محبوسة في قفص من رمال!
*ان دولة اسرائيل اختراع حديث: فالشعب اليهودي هو شعب غيتو يحب العزلة بالفطرة ، ويكرهون الزراعة أساسا…لذا فاسرائيل الغاصبة تقيم الأسوار، مثل جدار الفصل العنصري، ويسعون بسعار لاتلاف كروم الزيتون وتخريب سهول فلسطين الخصبة/حسب طرح الكاتب “آبيه كوبو”! (ص.212/211).
*وحين يلحق بها ويضع يده على كتفها الأيمن محاولا اجتذابها نحوه بوقاحة فظة، تلتفت اليه فيرى الجانب الأيمن من وجهها مشوها تشوها مرعبا بفعل كارثة هيروشيما. (ص.199).
*لن أكون قادرا على ان اعيش حياتي مرة ثانية، لكننا نستطيع ان نستدعي احداث حيواتنا من جديد.
*يزداد الرجل تازما لأن صديقه الذي يعاني من اضطراب عصبي شنق نفسه بطريقة غريبة كمشهد من كوميديا سوداء، بعد ان دهن وجهه بلون قرمزي وشك “خيارة” في مؤخرته.(ص.174).
*كما أن تعامله مع الجثث اكسبه وعيا مدهشا، اذا يرى ان هذه الأجسام التي فقدت الحياة بلغت في هدوئها وطيبتها ومعاملتها الموضوعية حد الكمال، خلافا للأحياء المشحونين بالحقد والأنانية والغطرسة! (ص.165).
*حين يسمع المضيف ماء الابريق وقد بلغ درجة الغليان (تمهيدا لعمل الشاي)، يؤخذ بغتة كمن سمع الريح تتنهد في غابة صنوبر خرافية! (ص.145)
*ويمر الفتى بتجربة رهيبة قاسية حيث تقوده احدى النساء خفية بعد انتصاف الليل، في سراديب القلعة المحجوز فيها، ليرى نساء يغسلن رؤوسا مقطوعة من جنود الأعداء القتلى، ثم يعود في الليلة التالية، ليشاهد الفتيات يغسلن رؤوس القتلى ويسرحن شعورهم، ويرى فتاة جميلة تمسك برأس مجدوع الأنف…(ص.138).
*…وبدت كتلة وراء كتلة ترتفع وتتهاوى (تأثرا بزلزال ماحق)، كنت أضغط وجهي على امي، فانحسر الكيمونوو عن العنق، وحجب بياض ثدييها المشهد المخيف أمامي…فجاة أدركت ان يدي اليمنى تمسك بفرشاة كتابة…فبدات أحرك الفرشاة راسما خطوطا بالحبر الأسود على صدر امي. (ص.122).
مهند النابلسي / كاتب وناقد وملخص كتب وروايات (سمة خاصة في الكتابة النقدية)
هوامش لافتة ذات علاقة:
*انهيت قبل مدة قراءة رواية جورج اورويل “متشردا في باريس ولندن” الذي يتحدث فيها عن معاناته كمتشرد فقير في المدينتين في ثلاثينات القرن المنصرم كاشفا خفايا التشرد والمعاناة أثناء وجوده مع رفاقه مسلطا الأضواء على تفاصيل غسل الصحون في المطاعم الباريسية القذرة وحياة التشرد البائسة بلندن القديمة ولا مجال لمقارنة متعة القراءة التفاعلية الطريفة الصريحة الفريدة هنا مع ملل وتصنع قراءة معظم الرويات العربية التي تحفل باللاواقعي والمفتعل والسماجة والرسائل الباطنية المضللة …فتبا لأي كاتب يتجرأ وينشر رواية بلا مهارة سردية ولا موهبة وصفية وصراحة كاشفة وامتاع للقارىء…
*سبحان الله للمفارقة فقد تحسرت روائية شهيرة لعدم فوز روايتها عن القدس بالرغم من فوز روايتها العادية عن كابول بجائزة “كاتارا” المرموقة وهي التي لم تزر أفغانستان في حياتها فكيف تتجرأ وتكتب رواية مستمدة من الخيال الافتراضي…ثم تقدم شهادة ابداعية تحفل بالتحسر والاستغراب بينما قدم زميلها المبتدىء في الكتابة الروائية شهادة ابداعية آخاذة تدل على نبوغه واستحقاقه للجائزة الشهيرة: فيا للمفارقة بين ناس متعالية بطرانة وناس مبدعة متواضعة فيها اشراقة! حيث يبدو لي أن معظم لجان الجوائز العربية لا يتعمقون كثيرا بتفاصيل الروايات المرشحة للفوز والله اعلم!
* أنهيت تقريبا قراءة رواية جورج اورويل في الهواء الطلق حيث أنصح معظم الروائيين العرب بقراءتها ليتعلموا الانسيابية والشفافية وبلاغة الوصف العميق اللافت للاشخاص والأمكنة والأهم كيف تتجنب أن تكون مملا وثقيل الظل… كذلك يقودك “جورج اورويل” لروعة الصدق والصراحة بسرده الخلاب لانطباعاته وعلاقاته بدون تزييف وتجميل وادعاء وتصنع!
*على فكرة الغرب وفي خضم الحرب الباردة سلط الاضواء بقصد على نمط روايات محدد لارويل لمقارعة الاتحاد السوفيتي ونظامه الشمولي ونسي او تناسى بقصد رواياته اليسارية الممتعة الفاضحة للنظام الرأسمالي المتعفن وانجررنا كعرب وراء ذلك كالعادة!
*أكاد انهي رواية الطلياني (التونسية) الفائزة بالبوكر، ولم اجد فيها الا مشاهد جنسية سافرة لا تنتهي على خلفية تواترات ونقاشات سياسية وقمع من فترة بورقيبة وابن علي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وأساس الرواية غير مقنع يتحدث عن شاب وسيم متمرد وشقيقه الأكاديمي الطموح ومسار حياتهما المتناقض، كما يتحدث عن فتاة ريفية جميلة جامحة تتعرض للاغتصاب معا من قبل والدها وشقيقها بطريقة همجية غير مفهومة…اذا كانت هذه الرواية واقعية لحد ما فيكمن لنا أن نفهم اذن أسباب تذبذب المجتمع التونسي الصارخ ما بين الداعشية السلفية والفلتان الأخلاقي، حيث يبدو انعدام الحلول الوسط …والله اعلم
*سمعت طرفة واقعية تتحدث عن روائي غربي بحث عن قارئة انتقدت روايته الأخيرة بشدة ثم قام بضربها…ورفعت عليه قضية…هذه ما اسميه “الضرب الانفعالي بمواجهة النقد الموضوعي”، وعند العرب لا يحدث هذا الا قليلا مع كثرة السحيجة والنقاد “المنافقين الغير- موضوعيين” ومع كثرة عقد النرجسية والانتفاخ التي يعاني منها معظم الروائيين العرب!
*أما اسلوبي في التلخيص الفريد الجديد (القديم) للكتب والروايات فيستند في وضع أهم الفقرات والجمل المعبرة الوصفية المدهشة والفريدة بلا تدخل وتعليق وتحليل (من وجهة نظري طبعا وكما فعلت أعلاه بتلخيصي للكتاب)…تاركا للقارىء النبيه الفرصة ليطلع ويبدي رأيه وفضوله ان وجد وليوفر على نفسه قراءة رواية مكونة أحيانا من حوالي ال300 صفحة واكثر وربما تزيد رغبته بقراءة الكتاب عندئذ، وخاصة وأن معظم العرب “لا يقرأون” كما هو معلوم احصائيا …وهذا الاسلوب “الريادي – المبتكر” الخاص قد لا يلقى أحيانا الرواج لدى بعض النقاد والكتاب والمحررين في الصحف وبعض المواقع الألكترونية والناشرين بالتأكيد وهم على اي حال قلة محدودة وهم أحرار فهذا اسلوبي من من منطلق “قل كلمتك وامشي”…او “ضع ملخصك وامشي”…ولكم خالص تحياتي و “قراءة سعيدة تفاعلية”، وقد فوجئت بروائيين مشهورين يعجبهم هذا الاسلوب الريادي فيضعون مقالتي الملخصة لروايته على صدر صفحتهم في الفيسبوك مما سرني كثيرا…
*بصراحة فخلال حولي الخمس سنوات لخصت وكتبت عن خمسة روايات عربية ولا احد من هؤلاء يستحق (من وجهة نظري الخاصة) ان يقضي المرء الساعات الطوال لقراءة روايته المليئة بالملل والتكرار والاجترار والاقتباس والتطويل واللاواقعية مع خيال “متواضع-واهن”… ومقابلها يحصد الجحود والنكران من هؤلاء الكتاب المتعالين “المغرورين” بمعظمهم، وربما اختياري لهذه الروايات لم يكن موفقا من أصل تشكيلة ضخمة فيها “الغث والسمبن” بالتأكيد…لذا لن اكرر ذلك لرواية انسان عربي الا نادرا، علما بأني لخصت رواية خيال علمي لكاتب مصري يعيش في المهجر وقدر ذلك كثيرا مع اني انتقدت بعض الطروحات بكتابته، وكذلك فعل الروائي الجزائري المبدع “واسيني الأعرج” صاحب رواية العربي الأخير (وهي كذلك خيال علمي رائع) فهو يستحق التقدير والتبجيل لابداعه وعمق كتابته التي تحمل نفسا روائيا عالميا لافتا: حيث عنده رأي لافت يبرر فيه ضعف السرد والحبكة في الرواية العربية وينسبه لما يسمى النص “الأملس”: الذي يقول كل شيء، الا ما يجب قوله: لهذا يعاني النص الروائي العربي اليوم من كثير من المعضلات الثقافية والاجتماعية التي لا يملك لها حلولا: وهذا ما اكتشفته بالبديهة وبالذائقة الأدبية والحس الجمالي تجاه النصوص الروائية والقصصية!
*يمكن القول بسهولة إن قراء الأدب يمتلكون حسًا راقيًا وقدرة على فهم شعور الآخرين، وقدرًا من الذكاء، لكن ولفترة طويلة لم يتمكن العلماء من حسم الإجابة حول السؤال عما إذا كان الأذكياء يجدون شغفًا بقراءة الأدب أم أن قراءته هي التي تزيد معدّل ذكائهم، وعما إذا كانت قراءة الروايات مثلًا تزيد قدرة الأشخاص على التعاطف مع الآخرين أم أن الأشخاص الذين يميلون للتعاطف مع الآخرين في الأصل، هم من يحبون قراءة الشعر والأدب كثيًرا!