فك شفرة “سرُّ مِصْر: قضيةُ ردِّ شَرَف” للكاتب محمد جاد هزاع مصر الهوية ورسالة التوحيد الأزلية

بقلم: منال الشربيني

مقدمة

أما قبل،

للوهلة الأولى، حين اطلعت على العنوان: ” هزاع، . (2021)، سرُّ مِصْر: قضية رد شرف”[1] ، رغم ماله من دلالات متعددة تثير فضول القارئ نحو موضوع حساس ومعقد يرتبط بالشرف، وجدتني أردد: «وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ»[2]. أما في سياقٍ مصريٍ خالصٍ. يُوحي هزاع، . (2021), “سرُّ مِصْر” أن هناك لغزًا أو حقيقة مخفية تتعلق بالبلاد، سواء كانت سياسية، اجتماعية، أو ثقافية، وأن الكاتب بصدد الكشف عنها،  أما “قضية رد شرف”، فإن عبر الولوج إلى عالم الكاتب الفكري، نكتشف رويدًا رويًا أنها استعادة كرامة، و عدالة مفقودة، بسبب ما تعرضت له مصر، ولمَّا تزل تتعرَّض له، من غُبن على يد الجهلة، والمرتزقة، والمأجورين، وقراصنة الهوية والتاريخ، الذين يروِّجون، دون طائل، لعكس ما هو مثبت تاريخًا، وجغرافيًا، وتكوينًا، وبدءًا، وإرثًا حضاريًا، ودينيًا

منذ بدء التكوين، أن مصر كانت وثنية، الأمر الذي تُدافع عنه الحفريات، والجِرار وأوراق البردى، وجداريات المعابد، بل وزوارق “رع”[3]، وتعاليم ” توت[4]” التي نقلها عن الرب” آمون[5]” بكل شراسة.

يحمل العنوان دلالات متعددة حول مفهوم “رد الشرف” و سِرّ مصر” على مستويات وطنية، اجتماعية، ورمزية؛ على المستوى الوطني يرتبط بمحاولة استعادة الكرامة الوطنية أو تصحيح صورة مصر أمام العالم بعد فضيحة أو موقف ما أثر على سمعتها. وعلى المستوى الاجتماعي: مفهوم “رد الشرف” قد يشير إلى قضية شرف شخصية أو عائلية، ويعكس حساسية المجتمع المصري تجاه هذه القضايا. أما على المستوى الرمزي: يرمز “سر مصر” إلى تاريخ مصر المليء بالصراعات من أجل الاستقلال والعدالة الاجتماعية، و”رد الشرف” يمثل محاولة لإصلاح ما أفسده التاريخ أو الظروف. هكذا يشي العنوان بثراء الفكرة ويشير إلى أن “الشرف” هنا يتجاوز المستوى الفردي ليشمل الوطن بأسره، مما يعكس التداخل بين القضايا الفردية والوطنية في المجتمع المصري.

 أما بعد،

يتناول كتاب “سرُّ مِصْر” هزاع، . (2021)، مفهوم الهوية المصرية وكيفية ارتباطها بالتراث والتاريخ العريق لمصر، وبشكل حيادي تمامً، يُعتبر هذا الكتاب من الأعمال الأدبية التي تهدف إلى استكشاف الجوانب الفلسفية والوجودية التي تُشكّل الوعي الوطني لدى المصريين.

يهدف الكتاب إلى استكشاف عمق الحضارة المصرية وتحديد العوامل التي ساهمت في استمراريتها عبر العصور. يربط الكاتب بين الماضي والحاضر، مُسْتنِدًا إلى التاريخ والفلسفة والأدب عندما يتعلق الأمر بـ تحليل الهوية المصرية. فهو يرى أن الهوية المصرية ليست ثابتة بل تتشكل باستمرار من خلال تفاعل المصريين مع تاريخهم المتنوع. يعتبر الزمن عنصرًا أساسيًا في تشكيل الهوية المصرية، حيث يربط الكاتب بين الوعي بالماضي وبين البحث عن الخلود والاستمرارية. يتضح لكل باحثٍ محايدٍ للكتاب أن الكاتب يستلهم الكثير من أفكار فلاسفة مثل سارتر(Sartre, J.-P. (1905-1980)[6] وهايدغر[7]، مما يساعده على فهم كيفية تشكيل الأفراد ومعانيهم الخاصة. يتناول الكتاب التحدي المستمر بين الرغبة في التحرر من الماضي وبين تأثيره على الحاضر والمستقبل.

هذا، ويستخدم الكاتب منهجًا متعدد التخصصات يجمع بين التاريخ والفلسفة والأدب. فهو يحلل النصوص التاريخية، ويستعرض الأفكار الفلسفية، ويستخدم الأدب كوسيلة للتعبير عن التجربة الإنسانية. وذلك لأهمية إعادة قراءة التاريخ المصري، إذ يقدم الكتاب قراءة جديدة للتاريخ المصري، بعيدًا عن النظريات التقليدية من ناحية، ومن الأخرى، توثيق ربط الماضي بالحاضر حيث يساهم الكتاب في فهم أعمق للهوية المصرية المعاصرة من خلال استكشاف جذورها التاريخية، وهو يؤسس بكتابه هذا، فتح حوار حول المستقبل، إذ يثير الكتاب أسئلة مهمة حول قدرة المصريين على صناعة مستقبلهم، مع الحفاظ على تراثهم.

ومن هنا، أرى بعين ناقدٍ واعٍ موسوعيً مسئول، أن كتاب “سرُّ مِصْر” عمل أدبي وفلسفي يقدم رؤية شاملة عن الحضارة المصرية. فهو لا يقتصر على سرد الأحداث التاريخية، بل يحاول فهم المعاني العميقة الكامنة وراء هذه الأحداث. من خلال استخدام أدوات متعددة، يقدم الكاتب قراءة جديدة ومثيرة للتاريخ المصري، مما يجعله مرجعًا قيمًا لكل من يهتم بتاريخ وحضارة مصر.

يحمل الإهداء في هذا النص معانٍ عميقة تربط بين الماضي والحاضر، مُظهرًا التضحيات الكبيرة التي قدمها المصريون على مر التاريخ. يشير الكاتب إلى الشهداء والأبطال والحراس الذين دافعوا عن مصر، مؤكدًا أنهم ليسوا فقط أفرادًا من الحاضر، بل يمتد تاريخهم إلى جذور مصر القديمة منذ عهد مينا/ نارمر[8]، وهو ما يعكس الافتخار بالتراث الوطني. يوحي استخدام عبارة “مصر المحروسة” أن مصر تتمتع بحماية إلهية أو دينية، وهو مفهوم له جذور تاريخية في العقل الجمعي المصري. يبرز الكاتب البُعد الروحي للشهادة في سبيل الله والوطن، معتبرًا أن كل نفس زكية تضحي من أجل مصر ترتبط بغاية دينية أسمى، مما يضفي على التضحية قيمة روحانية عميقة. وفي ختام الإهداء، يؤكد الكاتب على ثقته بنصر مصر بإذن الله، معبرًا عن تفاؤله بالمستقبل ورؤيته بأن التضحيات المستمرة تحقق النصر والكرامة للوطن.

يُؤصِّل الكاتب, هزاع، (2021) أن مصر ليست مجرد وطن جغرافي، بل هي رمز للهوية الممتدة عبر الزمن، ويدعو إلى استمرارية التفاني في الدفاع عنها، ليس فقط على المستوى الوطني، بل أيضًا في السياق الديني. يطرح الكاتب رؤية تجمع بين الفخر بالتاريخ المصري القديم والتأكيد على التضحيات الراهنة، مما يعزز الشعور بأن ما قدمه الأجداد وما يقدمه الأحفاد الآن هو جزء من مسار طويل يسعى لحماية مصر ورفعتها. هذه الرؤية تجمع بين الماضي والحاضر، وتخلق رابطًا روحيًا بين الأجيال، حيث تصبح التضحية من أجل مصر عملًا خالدًا يتجاوز الزمن.

مع مفتتح الكتاب يشكك الكاتب في الرؤية التقليدية التي تربط مصر القديمة بالوثنية والعبادة المتعددة للآلهة. يسأل بشكل استنكاري: “هل كان شعب مصر كافراً بالله وبرسله؟” هذا التساؤل يعكس محاولته تفنيد الصورة النمطية التي تم ترويجها عن مصر القديمة بأنها بعيدة عن الإيمان بالله أو بأية قويً عُليا. لكنه، بالطبع، يرفض فكرة الرضوخ الأعمى لسَدَنَة الأديان، سواء كانوا من اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، موجهًا انتقاده للذين يفرضون على المصريين اتِّباع هذه الأديان دون تفكير أو اعتراض. كما يُظهر تفضيلًا للحرية الفكرية والاستقلال الديني للمصريين، مع التركيز على ضرورة عدم قبول الدين كطوق نجاة مفروض من الخارج، بل كنتيجة للاختيار الشخصي والاقتناع الداخلي.

هذا، وينتقد الكاتب التصور الذي يجعل  دخول الأديان الإبراهيمية[9] إلى مصر نوعًا من الخلاص للشعب المصري، موحيًا بأن الشعب المصري لم يكن بحاجة لهذا الخلاص، بل كان لديه نظام معتقداته وقيمه الروحية الخاصة. وبينما يشير الكاتب إلى أن الديانات الثلاث (اليهودية، المسيحية، الإسلام) كانت بمثابة تغييرات متتالية في المنظومة الدينية المصرية، يشكك في فكرة أن المصريين كانوا مضطرين لقبول هذه التغييرات دون التفكير في ملاءمتها أو القبول بها.

يستخدم الكاتب مصطلح “شعب مصر” لكي يرمز إلى المصريين القدماء، لكنه يرفض فكرة أن الأديان الإبراهيمية كانت “طوق النجاة” لهذا الشعب، مما يعني أنه يرى في الحضارة المصرية القديمة نظامًا متكاملًا لا يحتاج إلى إنقاذ ديني خارجي.

في ص ١٢، تحمل كلمات الكاتب معانٍ فلسفية ودينية عميقة، وتعكس رؤيته حول علاقة مصر والصراع الأبدي بين الخير والشر، والدور الذي تلعبه مصر في هذا السياق إذ يعود بنا إلى صراع ميتافيزيقي كبير  يبدأ من القصة الدينية المعروفة بين آدم والشيطان ويمتد حتى الأحداث المرتبطة بالمسيح الدجال والمهدي المنتظر، ويضع مصر في موقع مركزي في هذا الصراع، حيث يبدأ بالإشارة إلى “سر الصراع” الذي بدأ بين آدم والشيطان، وهو الصراع الأبدي بين الخير والشر الذي تجسده القصص الدينية. هذه الإشارة تضع القصة البشرية في سياق كوني، حيث آدم يمثل البشرية أو النقاء الأول، والشيطان يمثل الفساد والإغواء. ينتقل الصراع عبر العصور، وصولاً إلى شخصيتين محوريتين في نهاية الزمان وفق الرؤية الإسلامية: المهدي[10] والدجال[11]. هنا يستخدم الكاتب هاتين الشخصيتين كرمزين للصراع النهائي بين الخير والشر.والكاتب في طرحه يضع “مصر” في موقع رمزي هام باعتبارها دولة لا تسقط أبدًا، مشيرًا إلى أن مصر، عبر التاريخ، تتصدى لكل المحاولات التي تستهدف القضاء على “، (هزاع، م.ج. ٢٠١٥، الدين المُنزَّل) (أي الأديان السماوية) أو “الحضارة الإنسانية” بمفهومها الأصيل. مصر، وفقًا للكاتب، هي الحامية والمدافعة عن القيم الدينية والحضارية التي يهددها الشر.

وبالإشارة إلى ” هزاع، م. ج. (2015)[12])، و “الحضارة الإنسانية” يدمج الكاتب بين الدين والحضارة، ويشير إلى أن كل محاولة للقضاء على أحدهما تعني محاولة للقضاء على الآخر.

يمثِّل “الدين المُنزَّل” الوحي السماوي الذي يعتبره الكاتب جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحضارة الإنسانية. ومن هنا، يرى أن مصر هي حاملة مشعل هذه الحضارة الدينية والإنسانية معًا. هكذا يجسد الكاتب رؤية عميقة للصراع الأبدي بين الخير والشر من خلال الشخصيات الدينية والأحداث الميتافيزيقية، ويضع مصر في قلب هذا الصراع باعتبارها المدافعة عن الدين والحضارة. مصر، وفقًا لهذا النص، هي الدولة التي تقف دائمًا في مواجهة قوى الظلام، حتى عندما تكون في أضعف حالاتها المادية.

وفي الصفحات من ١٢ -١٣، يتناول الكاتب فكرة عميقة تتعلق بمكانة مصر ليس فقط على المستوى المادي أو التاريخي، بل أيضًا على مستوى ديني وروحي. كما يعبر الكاتب عن رؤية مصر كرمز للحضارة والمدنية، ويضعها في مقابل البداوة والبدون، في سياق يعزز من قيمة مصر كحضارة متجذرة حيث “مصر ليست خزائن الأرض وحسب”، بل يتجاوز الكاتب هذا المفهوم المادي ليشير إلى أن مصر ليست مجرد مصدر للثروات المادية، بل هي الأرض نفسها بمعناها الروحي والتاريخي. و”الأرض المُعرَّفة بالألف واللام”، إذ إن دلالة استخدام الألف واللام هنا للتعريف يدل على خصوصية مصر، وكأن الكاتب يقول إنها ليست مجرد أرض عادية، بل هي “الأرض”بامتياز، التي تكتسب أهمية تتجاوز أي دولة أخرى. وهذا يشير إلى مصر باعتبارها مهد الحضارة ومنبع التاريخ، وربما أيضًا إشارة إلى أن مصر لها مكانة خاصة عند الله. ”

تعزز عبارة “في كل عصر وجنس وملة”، إذ  تعزز فكرة عدم اقتصار التباين بين مصر الحضارية وبين البداوة على زمن معين أو شعب معين، بل هو تباين مستمر عبر العصور والأجيال. وهذا يشير إلى رؤية عميقة للتاريخ حيث تُعتبر مصر ثابتة في مدنيتها وحضارتها.

“قيمة مصر وقامة مصر عند الله لا عند البشر”، حيث تحمل هذه العبارة بُعدًا دينيًا وروحيًا. كما يوحي الكتاب بأن قيمة مصر لا تقاس بآراء البشر أو بالثروات المادية، بل بمكانتها الخاصة عند الله. وهو ما يوحي بأن مصر قد تكون موضع فضل إلهي أو بركة، وهو ما يعزز مكانتها كدولة خاصة ومميزة في التاريخ الديني والروحي.

وفي نهاية مقدمته في ص ١٤، يقول الكاتب وكأنما يقدم ردًا نهائيا يثأر فيه لمصر، ويرد اعتبارها، وينتقم لها:

“… كأولئك (الهكسوس الجدد) الذين يتساءلون، سريةً، وتهكُّمًا: ” إذا كانت مصر أم الدنيا فمن أبوها؟” فأجيبهم:” سؤالكم هذا دليل جهلكم بالله وبأسمائه وبصفاته وبأفعاله التي منها معجزاته، فـ ” أم الدينا” بين الأمم كـ “مريم العذراء”…إلخ”

في نص “عودة زرقاء اليمامة[13]” ص١٥، يتناول الكاتب موضوعًا سياسيًا واجتماعيًا يعكس رؤيته حول واقع مجتمعي مضطرب ومستقبل مليء بالمخاطر. وفيه، يلجأ الكاتب الرمز والأسطورة في إطار حديث عن الفهم الخاطئ للتنبؤات والتحذيرات من الخطر المحدق. “زرقاء اليمامة” هي شخصية أسطورية معروفة بحدة بصرها، وحدسها، مما يمكنها من رؤية الخطر قبل أن يصل، وهي هنا رمز للتحذير والرؤية الواضحة للأحداث المستقبلية، لكن صوتها يُقابَل بالتجاهل والسخرية.

يعتمد الكاتب بشكل كبير على الرمز والتاريخ لإيصال رسالة ذات طابع سياسي وديني؛ يربط بين الأحداث التاريخية والدينية وبين الحاضر، ليشير إلى أن الأخطاء تتكرر بسبب عدم التعلم من الماضي، وهو يبرز الصراع الأبدي بين الحق والباطل، ويضع زرقاء اليمامة في صف الحق، الذي يحذر وينذر، بينما يقف المجتمع في صف الباطل، الذي يرفض التحذيرات.  تمثل زرقاء اليمامة صوت الحكمة والتحذير، وهي التي ترى ما لا يراه الآخرون، وتنبّه للخطر القادم، لكن الآخرين لا يصغون إليها. ويمثل المجتمع طبقة ( المتعالمون و المتثاقفون)، الذين ينكرون رؤية زرقاء اليمامة ويقللون من أهمية التحذيرات، متهمين إياها بالجنون أو التآمر. أما الأعداء فهم المعادل الموضوعي “للجبت[14] والطاغوت[15]“، وهما رمزان للقوى الشريرة والفساد، ويشير إلى أن التهديدات الخارجية حقيقية، لكن المجتمع يغض الطرف عنها..

تقول زرقاء اليمامة تقول: “ليس الوقت وقت الشعر والخمر والجواري”، أي أن هناك أوقاتًا تتطلب الجدية والتحذير من الخطر، لكن المجتمع منشغل باللهو والترفيه. ويمثل ( المتعالمون و المتثاقفون ) الأصوات التي تنكر الحقيقة وتقلل من شأن التحذيرات، متهمين زرقاء اليمامة بالنفاق والتآمر، وهو انعكاس لمواقف السلطة والمجتمع تجاه الأصوات التي تحذر من المخاطر الكبرى.كما يستدعي شخصيات وأحداثًا تاريخية مثل هابيل[16]، وقابيل[17]، وموسى[18]، والسامري[19]، طومان باي[20] وخاير بك[21]، وكلها تمثل صراعات بين الحق والباطل، بين التحذير والإنكار. الكاتب يريد القول إن التاريخ مليء بالدروس والعبر، لكن الناس لا يتعلمون منها.

وفي الصفحات من ص٣٦-٣٩، ينتقد الكاتب بشدة الانفصال بين التقدم المادي والتقدم الإنساني. يرى أن الحضارة الحقيقية تبنى على أساس القيم الأخلاقية والروحانية، وليس على الثروة والتكنولوجيا وحدها. ويؤكد أن المجتمعات الغربية، برغم تقدمها المادي، تعاني من أزمة قيم عميقة، حيث غابت الإنسانية الحقيقية وسيطرت عليها قوى مادية تسعى لتحقيق مصالحها الضيقة على حساب الآخرين.

يعبر الكاتب من خلال استعراض أفكاره عن رؤية شديدة الانتقاد تجاه الغرب ونظامه السياسي والاقتصادي، حيث يرى أن الغرب فقد روحه الإنسانية رغم التقدم التكنولوجي الذي حققه. وهو يربط بين الأحداث العالمية (مثل جائحة كورونا) وتداعياتها على كشف هشاشة هذا النظام المادي الذي يتغافل عن القيم الإنسانية والدينية.

كما يتبنى أيضًا رؤية دينية تؤمن بحقيقة الصراع الأبدي بين الخير والشر، مستخدمًا رموزًا دينية (مثل الدجال وصاحب مصر) لتوضيح موقفه من الأحداث العالمية. هذه الرؤية تشير إلى اعتقاده بأن العالم يعيش في فترة من الصراع الروحي العميق الذي سيستمر حتى نهاية الزمان، وأن النصر في النهاية سيكون للقيم الروحية والإنسانية التي يمثلها المهدي المنتظر.

في الصفحات من ص٧٠-٧٩، يعكس الكاتب مزيجًا من النقد الاجتماعي والسياسي والديني، حيث يوجه الكاتب سهامه نحو الغرب ونظامه المادي الذي يراه فاقدًا للقيم الإنسانية الحقيقية. يعتمد الكاتب على الرموز الدينية والتراث الإسلامي لتوضيح رؤيته للصراع الأبدي بين الخير والشر، مؤكدًا على ضرورة العودة إلى القيم الروحية في مواجهة هذا العالم المادي المشوه.

يتناول الكتاب موضوعات متشابكة تتعلق بمصر، الحضارة، القيم الإنسانية، والمواجهة بين الخير والشر. يبدأ الكاتب من فكرة الصراع الأبدي بين القوى الروحية الشريرة، مستخدمًا رموزًا دينية وتاريخية ليعزز رؤيته أن مصر لم تكن يومًا “أمة وثنية[22]” بل هي أمة التوحيد[23] منذ القدم. يؤكد الكاتب أن مصر لم تكن وثنية، وهذا يتضح من قوله أن مصر كانت دائمًا أمة توحيد منذ القدم. يشير إلى أن الفكرة الشائعة بأن مصر كانت وثنية هي محاولة لتشويه تاريخها. هنا، يعتمد الكاتب على البرديات الفرعونية القديمة، وخاصة تلك التي تتحدث عن إخناتون[24] (أول موحد) الذي دعا إلى عبادة الإله الواحد “آتون[25]“، والذي يعد أحد الأدلة التي يعتمد عليها في تأكيد أن التوحيد كان جزءًا من عقيدة المصريين القدماء.

على صعيد آخر، يربط جائحة كورونا بالكشف عن هشاشة النظام الغربي، الذي يرفع شعارات مثل حقوق الإنسان والديمقراطية، لكنه في الواقع يخدم المصالح المادية على حساب القيم الإنسانية. هنا، النص يبرز أن الإنسانية الحقيقية لا توجد في الغرب المتقدم علميًا، بل في المجتمعات التي ما زالت تحتفظ بقيمها الروحية.

يعتبر الكاتب أن الحرب الحقيقية ليست حربًا بين دول فقط، بل هي حرب روحية بين قوى الخير والشر. يتحدث عن الصراع بين صاحب مصر(الذي يعتبره الكاتب أحد الممهدين لظهور المهدي) النسخة المعاصرة من الدجال، الذي يرمز إلى القُّوَى العالمية الشريرة. هذا يعكس رؤية دينية لصراع نهاية الزمان، ويبرز دور مصر في هذا الصراع.

مقارنةً بالوضع الحالي، تلعب مصر دورًا محوريًا في الشرق الأوسط وعلى الساحة العالمية. مصر كدولة قديمة ذات حضارة عظيمة تؤدي دورًا رئيسيًا في الاستقرار الإقليمي والصراع الديني والسياسي. النظرة التي يتبناها الكاتب تتقاطع مع التصورات السياسية والدينية التي ترى أن مصر أمة رائدة في الدفاع عن القيم الروحية والتوحيد، وهو ما يظهر في العديد من المواقف السياسية لمصر حاليًا سواء في القضية الفلسطينية أو مكافحة التطرف.

تاريخًا، مصر بالفعل أمة توحيد، خاصة مع حكم الملك إخناتون الذي يعد أحد أوائل الموحدين في التاريخ البشري. قد يعتمد الكاتب على البرديات الفرعونية مثل بردية “النصوص التوحيدية لـ أخناتون[26]” التي تؤكد على عبادة الإله الواحد. كما أن فكرة مصر كحامية للتوحيد تجد دعمها في النصوص الدينية، حيث ذكرت مصر في القرآن بأنها “خزائن الأرض”.

في الفقرة الأخيرة من ص ٩٠ يقول الكاتب: ” …نعم. لقد تبني أكثر المصريين… ” وفيه، يشير الكاتب إلى أن اللغة العربية لها علاقة وثيقة بالمدو نتر (اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة[27]). يدعو هذا الربط إلى الاعتقاد بأن التحول من لغة المدونات المصرية القديمة إلى العربية كان جزءًا من تطور طبيعي في مصر، ما يعني أن المصريين لم يتخلوا عن لغتهم الثقافية بالكامل، بل قاموا بدمج العناصر الأساسية في لغتهم الجديدة. يشير هذا إلى عملية استمرارية لغوية بدلاً من انقطاع تام.

يشير النص إلى هاجر[28] المصرية، والدة النبي إسماعيل وجدة العرب، كدليل على الأثر المصري في تأسيس الحضارة الإسلامية المبكرة. هذا يعزز الرؤية التي ترى أن المصريين لم يكونوا مجرد متلقين للدين الإسلامي، بل كانوا جزءًا من تطوره التاريخي والثقافي. الربط بين اسم “كا[29] با” كرمز للطاقة الروحية وهاجر يعزز فكرة أن مصر لديها إرث روحي وثقافي خاص منذ القدم.

ينفي الكاتب فكرة أن المصريين كانوا “أوانٍ فارغة” يمكن ملؤها بحضارة أخرى. هذا يعبر عن رفض لفكرة أن مصر قد تخلت عن هويتها الأصلية مع قدوم الإسلام، بل على أن مصر حافظت على هويتها على الرغم من التغيرات الدينية واللغوية. كما يشير إلى أن حضارتها لم تكن “هشة” لكي تُستبدل بحضارة أخرى، مما يعزز فكرة أن مصر كانت ولا تزال قوة حضارية عريقة لها تأثير عميق ومستمر في الثقافة الإنسانية.

مقارنةً بـ حضارة الهند مثلًا، يمكن، أن نجد تشابهات في المفاهيم المتعلقة بتأثير الحضارات القديمة على الثقافات الدينية الجديدة. على سبيل المثال، عندما وصل الإسلام إلى الهند، تمت عملية تأقلم ديني وثقافي، حيث تم دمج العديد من المعتقدات الهندية مع الإسلام، وظهر نوع من التصوف[30] الإسلامي الذي تأثر بتقاليد روحية هندية. كذلك، في الهند، يمكن رؤية الإسلام الهندي وقد اكتسى بطابع الهندوسية[31] من خلال المزج بين العقائد والممارسات.

في ص ٩١، يقدم الكاتب رؤية نقدية للتاريخ الديني والثقافي في مصر، ويستند إلى عدة مفاهيم ومصطلحات تعكس العمق التاريخي والاجتماعي الذي تتمتع به الهوية المصرية. الكاتب يتناول ثلاثة محاور رئيسية: الدين الإسلامي في مصر، اللغة العربية في مصر، والهوية المصرية في مواجهة الحضارات والدول التي أثرت على مصر. يشير إلى النموذج الوهابي[32] النموذج الإخواني كما لو كانت أطروحات دينية جاءت إلى مصر في فترة السبعينيات من القرن العشرين. يلتصق النموذج الوهابي بالسعودية، وهو تبنٍّ لـ نهج دينيٍّ صارمٍ يركز على التفسير الحرفي للنصوص الإسلامية. أما النموذج الإخواني[33]، فهو يشير إلى فكر جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928، والتي تبنت توجهًا إسلاميًا سياسيًا يهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية.

يشير الكاتب إلى دخول عدة آلاف من الكلمات القبطية في اللغة العربية في مصر، مما يجعلها مختلفة عن اللغة العربية المستخدمة في بلاد أخر، هو هنا يستخدم مصطلح “المدو نترو” وهو إشارة إلى الكتابة الهيروغليفية أو لغة الفراعنة (المصريين القدماء)، والتي تعني “كلام الإله”.

يشير هذا الدمج بين اللغتين إلى أن الثقافة المصرية استطاعت استيعاب التأثيرات المختلفة على مر العصور، بما في ذلك اللغة القبطية التي كانت اللغة الأم للمصريين قبل دخول الإسلام. وتمثِّل  اللغة القبطية هنا التراث الفرعوني والمسيحي لمصر، والذي ما زال جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية.

يظهر الكتاب هنا مصر ككيان حضاري مستقل، قادر على امتصاص التأثيرات الخارجية دون أن يفقد جوهره. رغم تعرضها لحكم أجنبي وتأثيرات دينية وثقافية متعددة، إلا أن مصر لم تتحول إلى جزء من أي من تلك الحضارات، بل حافظت على هويتها المستقلة.

من الجدير بالذكر، أن نرصد أن المصادر التي لم يرصدها الكاتب في هوامش كتابه، على خلاف ما نجد في الرسائل العلمية، والكتابات التي تستند إلى مراجع ومصادر لابد من رصدها بشكل إلزامي على الكاتب أن يتقيد به، تعزز كثيًرًا فهم الخلفية التاريخية والفكرية التي اعتمد عليها الكاتب في نقده لكلٍ من النموذج الوهابي والإخواني، و تحليله للعلاقة بين الهوية الدينية واللغوية في مصر.

في ص ١٠٢ يقول الكاتب: “انظر ياولدي، ها هو ” توت” يقول عن كلمات الإله آمون التي نقلها إلينا، والتي عرف أنها كلمات الإله الواحد الأحد الأول الذي لا بداية له والآخر الذي لا نهاية له: ” كلماته كانت مختلفة، حتى خلق الرب الخالد الكائن الإنساني، المؤهل لفهم حكمته”

هنا، يتضح جليًا أن الكاتب يبدو متأثرًا بمفهوم التوحيد والتجليات الروحية في الديانات المصرية القديمة. النص يُظهر تقديرًا عميقًا للحكمة والروحانية في مصر القديمة، ويركز على أن الإنسان خُلق بفطرته لفهم الإله والتفاعل مع الحكمة الإلهية.

في ص ٢٣٥، نرى مفهومًا فلسفيًا وروحيًا حول الإله “آمون” في المعتقدات المصرية القديمة،. آمون في المعتقدات المصرية هو إله خفي وغير مرئي (ومن هنا جاء اسمه الذي يعني “المخفي”). ولكن رغم كونه غير مرئي، يتجلى وجوده في كل شيء حولنا. وبينما يؤكد الكاتب أن الفكر هو الوسيلة الرئيسية لإدراك الإله، توضح العبارة “لا تستطيع رؤيته هو نفسه، فإن كنت لا ترى فكرك، فهل تأمل أن ترى آمون؟” إن الفكر غير مرئي، ورغم ذلك يمكننا الاعتماد عليه لفهم الحقيقة، وهذا يشبه طبيعة آمون الذي لا يُرى ولكنه موجود ويمكن فهمه من خلال التفكير. يوثق الكاتب أن الكون هو تجسيد مادي لتجليات ” آمون”، وكل شيء في الكون يعكس وجوده. هذه الفكرة ترتبط بفلسفة الخلق في الحضارة المصرية القديمة، حيث أن الخلق نفسه هو تعبير عن إرادة الإله وتجليه في العالم المادي. تؤكد العبارة “فلا شيء أكثر وضوحًا من آمون” أن وجود الإله هو الحقيقة الكبرى التي يمكن للإنسان أن يدركها من خلال التفكير العميق.

يستند (هزاع، م. ج، ٢٠٢١م)، (سرُّ مِصْر)، يستند الكاتب إلى مجموعة من الرموز الدينية والثقافية للتعبير عن رؤيته لمكانة مصر في السياق التاريخي والروحي. هذه الرموز تتداخل مع مفاهيم الخير والشر، الصراع الحضاري، ودور مصر في الدفاع عن القيم الإنسانية والدينية.

من خلال هذه الرموز، يظهر الكاتب أن مصر تلعب دورًا مركزيًا في الحفاظ على القيم الحضارية والدينية، وأنها تقف في مواجهة قوى الفساد والشر، سواء في الماضي أو في المستقبل. يستند الكاتب أيًضًا إلى نظرية أن مصر عرفت التوحيد منذ العصور القديمة، من خلال عبادة “آتون” أو التوحيد الآموني. هذا الفكر التوحيدي استمر حتى مع دخول الإسلام إلى مصر، مما يعزز فكرة أن مصر كانت مركزًا لفكرة التوحيد على مر العصور، كما إنه قد يعتمد على النظريات الصوفية التي تركز على وجود الله في الكون وإمكانية معرفة الله من خلال التأمل في خلقه. هذه الفكرة ترتبط أيضًا بما جاء في النصوص المقدسة عن قدرة الإنسان على رؤية تجليات الله في الطبيعة. يتبنى الكاتب أيضًا نظرية جيوسياسية ترى أن العداء لمصر نابع من دورها الحيوي في المنطقة العربية والإسلامية، وموقعها الاستراتيجي كقلب العالم العربي.

من خلال العناوين، يؤكد الكاتب على أن مصر كانت دائمًا أرض التوحيد، وأنها رغم كل محاولات التحريف أو الاحتلال، ظلت محافظة على إيمانها بالله الواحد. يعزز الكاتب هذه الفكرة من خلال ربط الأحداث التاريخية والنصوص القرآنية والمفاهيم الدينية بمصر. ثم تتوالى عناوين تحمل رمزية عالية حتى آخر صفحات الكتاب تدور جميعها في تحقيق فحوى ” قضية رد شرف”، من أقوال الحق سبحانه وتعالى، ولقد لفت انتباهنا أن الكاتب لم يذكر القرآن الكريم صراحةً، حتى لا يعتقد أحدهم أنه يفرض رأيًا ما أو يتحيز لعقيدته، وإنما يترك للقاريء الواعي بغض النظر عن معتقده و انتمائه إلى الوقوف أمام مسئوليته دون أدنى تدخل لفرض رأيه، ولكنه تحدث بكفاءة من باب مقولة:” .. ومن فمك أدينك”

جاءت العناوين حتى آخر باب في كتاب “سر مصر” على النحو التالي:

الشيطان الرجيم في القرآن

الجبت والطاغوت في القرآن

المهدي عليه السلام في السُّنة

الدجال في السُّنّة

لماذا العداء لمصر المحروسة؟

مصر في القرآن

الوطن في القرآن.

يرمز الشيطان في القرآن إلى التمرد على أمر الله. يمثل قوى الشر والمعصية، ويعادي الإنسان منذ خلق آدم. دوره يتمثل في الإغواء وتحريض البشر على الفساد. إذ يصف القرآن الشيطان بأنه عدو مبين للإنسان، كما في الآية: “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا” (فاطر: 6). يقول الكاتب إن مصر لم تقع في فخ الشيطان، بمعنى أنها رغم التحديات التاريخية والسياسية، حافظت على هويتها الدينية ووحدتها الروحية. ويؤكد أن الجبت والطاغوت رمزان للكفر والضلال. الجبت يشير إلى الشعوذة والباطل، بينما الطاغوت يمثل كل ما يُعبد من دون الله أو أي قوة طاغية تضطهد الآخرين. ورد ذكر الجبت والطاغوت هي: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ” (النساء: 51). يصر الكاتب على رفض مصر لعبادة الأوثان أو أي نظام ظلم طاغ، مما يعزز فكرة أن مصر كانت دائمًا أرضًا متمسكة بالتوحيد.

المهدي هو الشخصية المنتظرة في العقيدة الإسلامية، والذي يأتي في آخر الزمان ليعيد العدل والحق. الحديث عن المهدي مرتبط بأمل ظهور قائد يعيد التوازن في العالم وينقذ البشرية من الظلم. يشير الكاتب إلى أن مصر، بما تمتلكه من إرث حضاري وديني، يمكن أن تكون جزءًا مهمًا من التحولات الكبرى المرتبطة بظهور المهدي.

الدجال هو الشخصية التي تمثل الكذب والخداع في السُّنّة، ويظهر في آخر الزمان لنشر الفتن، قبل أن يهزمه المهدي وعيسى بن مريم. يرى الكاتب أن مصر، عبر تاريخها، كانت قادرة على مقاومة الفتن والخداع الذي تمثله شخصيات مثل الدجال، وأنها احتفظت بتوحيدها وبصيرتها الروحية.

أما لماذا العداء لمصر؟ يناقش الكاتب العداء التاريخي لمصر، وهو عداء يمكن تفسيره من خلال النظريات الجيوسياسية والدينية. مصر تتميز بموقع استراتيجي، وثقافة قديمة موحدة حول فكرة التوحيد.

مصر في القرآن، لا يختلف على مكانتها اثنان، مصر لها مكانة خاصة في القرآن الكريم، فهي الأرض التي عاش فيها العديد من الأنبياء وذُكرت في مواضع متعددة. كما ورد في الآية: “ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف: 99). هنا يشير الكاتب إلى أن مصر، عبر تاريخها الطويل، كانت دائمًا محمية من الله وحافظت على تعاليم التوحيد.

مفهوم الوطن في القرآن يتعلق بمكان الإنسان الذي يجد فيه الأمان والراحة، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا” (النمل: 91). الوطن في القرآن يُفهم على أنه المكان الذي يرتبط فيه الإنسان بدينه وأمنه، مما قد يربط بين فكرة الوطن ومصر كأرض آمنة تمتاز بالعلاقة القوية مع الله منذ العصور القديمة.

 

الخلاصة:

يمثل كتاب “سرُّ مِصْر” أُنموذجًا بارزًا للتأثر بالنظريات النقدية الحديثة. فمن خلال اعتماده على التناص[34] والرمزية[35]، يس[36]تحضر الكاتب عمق التراث المصري ويقيمه في ضوء نظريات مثل جوليا كريستيفا. كما تتجسد رؤية الكاتب للزمن والسرد في بنية روايته غير التقليدية، مستلهماً بذلك رواد النقد السردي مثل رولان بارت. أما اللجوء إلى الأسطورة فيعكس تأثر الكاتب بالبنيوية، حيث يستخدم الرموز والأساطير لبناء فهم شامل للهوية المصرية، مما يجعل النص يتجاوز كونه مجرد سرد تاريخي ليصبح تجربة معرفية متكاملة.

يمكن القول إن محمد جاد هزاع قد نجح في تقديم قراءة جديدة للتاريخ المصري من خلال مرشح النقد الأدبي الحديث. إذ إن دمجه الأدوات النقدية والتراث المصري، يقدم لنا الكتاب رؤية متعددة الأوجه للهوية المصرية، حيث تتداخل التاريخية بكلٍ من الأسطورية، والواقعية[37] بالرمزية. هذا الأسلوب يجعل القارئ شريكًا في رحلة البحث عن “سر مصر”، ويحفزه على إعادة التفكير في هويته وتاريخه.

يُشكّل كتاب “”سرُّ مِصْر” نقطة تحول في المشهد الثقافي والأدبي المصري، فهو يطرح حوارًا وطنيًا حول الهوية والتاريخ. فمن خلال ربطه العميق بين الماضي والحاضر، واستعانته بالنظريات الفلسفية والأدبية، قدم الكتاب رؤية جديدة ومبتكرة للهوية المصرية، وهذا من شأنه أن يلهم العديد من الكتاب والفنانين لاستكشاف الجذور التاريخية والثقافية لمصر.

أثق أن الكتاب يترك انعكاسات إيجابية على الوعي الوطني، حيث يساهم في تعزيز الاعتزاز بالتراث المصري والحضارة الفرعونية، ويشجع أصحاب الرؤى السويَّة، والأقلام الحقيقية، من أبناء النور، على إعادة قراءة التاريخ المصري من منظور جديد.

وبالله التوفيق.

[1]هزاع، . (2021). سرُّ مِصْر: قضية رد شرف. مكتبة مدبولي.

[2] سورة النور، الآية: ١٥

[3]  رَع هو إله الشمس لدى المصريين القدماء، وقد كان رع إلها رئيسا في الدين المصري القديم في عصر الأسرة الخامسة خلال القرنين 24 و 25 قبل الميلاد، وكان يرمز إليه بقرص الشمس وقت الظهيرة. يُنظر:

Collier, M., & Manley, B. (n.d.). Hiéroglyphe. (p. 29).

[4] Schemm, P. (2010, February 16). Boy-king Tut died from malaria, broken leg. Associated Press. Archived on March 17, 2020, on Wayback Machine.

[5] آمون، إله الشمس والريح والخصوبة؛ أحد الآلهة الرئيسيين في الميثولوجيا المصرية القديمة (ديانة قدماء المصريين)، ومعنى اسمه الخفيّ.

 ta.sandrart.net. (2019, December 8). Information about Amun. Archived from the original at ta.sandrart.net.

 

[6]سارتر، جان-بول (1905-1980)، فيلسوف وكاتب فرنسي بارز، يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في حركة الوجودية. امتدت مساهماته الفكرية لتشمل مجالات الرواية والمسرح والنقد الأدبي والسياسة. أثرت كتاباته بشكل كبير على الفكر الفلسفي والأدبي في القرن العشرين.

Dreyfus, F.-G. (2004). Histoire de Vichy. Paris : Fallois.

Sartre, J.-P. (1983). Lettres au Castor et à quelques autres, tome 2 : 1940-1963. Paris : Gallimard. P. 312.

Galster, I. (2001). Le théâtre de Jean-Paul Sartre devant ses premiers critiques. Paris : L’Harmattan. P. 195.

Elkaïm-Sartre, A. (1996). « Situation de la conférence », introduction à L’Existentialisme est un humanisme. Paris : Gallimard, pp. 15-17. Citation de Elsa Triolet : « Vous êtes philosophe, donc antimarxiste ».

[7] مارتن هايدغر (بالألمانية: Martin Heidegger)‏ (26 سبتمبر 188926 مايو 1976) فيلسُوف أَلَمَّانِي. يُنظر:

Dreyfus, H. L. (2018). Heidegger, Martin. Grove Art Online. doi:10.1093/GAO/9781884446054.ARTICLE.T037220

 

[8]الملك مينا (المصرية: ماني؛ اليونانية القديمة: Μήνης؛ الإنجليزية: Menes) هو فرعون مصري قديم من عصر الأسرات المبكرة، ويعتبر أحد الفراعنة الذين ينسب إليهم توحيد مصر العليا والسفلى. يُعد مينا مؤسس الأسرة الأولى، ومع ذلك، هويته موضع جدل بين علماء المصريات. بعض العلماء يرون أن مينا هو الفرعون حور عحا، بينما يعتبره آخرون الفرعون نارمر. يُنسب الفضل إلى كل من الفرعين في توحيد مصر بدرجات مختلفة..

Beck, R. et al. (1999).

 

[9] اليهودية والمسيحية والإسلام هي الديانات الإبراهيمية السماوية التي تضم أكبر عدد من الأتباع في العالم، حيث تُعَد من أبرز الديانات التي تعود جذورها إلى النبي إبراهيم وتشترك في العديد من المعتقدات والتقاليد.

Derrida, J. (2002).(p. 3).

 

[10] في آخر الزمان يخرج رجل من أهل البيت يدعى محمد بن عبد الله الحَسَني القرشي، من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب، حيث يحكم لمدة سبع سنوات وينشر العدل في الأرض كما كانت مملوءة بالجور والظلم. ستعيش الأمة في زمنه في رفاهية لم يسبق لها مثيل، وستنبت الأرض نباتها، وتمطر السماء بغزارة، ويُوزع المال بغير حساب. وقد وصفه ابن كثير بأن زمنه سيكون مليئًا بالخيرات، حيث تكون الثمار والزروع وفيرة، والمال متوفر، والسلطان قوي، والدين مستمر، والعدو مذلول. ينظر: ابن كثير. (بدون تاريخ). البداية والنهاية/الفتن والملاحم (الجزء 31، الصفحة 1). وينظر أيضًا: الوابل، ي. (بدون تاريخ). أشراط الساعة (الصفحة 215).

 

[11] المسيح الدجال هو شخصية تظهر في آخر الزمان، يُمنح قدرات خارقة من الله بهدف اختبار الناس. يظهر في مدينة أصفهان في قرية يهودية، ويتبعه 70 ألف من يهود الطيالسة. في البداية، يدعي أنه رجل صالح، ثم يدّعي أنه ملك، ثم نبي، وأخيرًا يدعي الألوهية. يهدف الدجال إلى الوصول إلى القدس، ولكنه يُقتل في النهاية على يد النبي عيسى بن مريم في مدينة اللد.

“المسيح الدجال ورد ذكره بالوحي النبوي – إسلام ويب – مركز الفتوى”. (2019). مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2019. تم الاطلاع عليه في 9 يوليو 2020، من https://www.islamweb.net

 

[12] هزاع، م. ج. (2015). بين الدين المنزل والدين المبدل. القاهرة: دار مدبولى للنشر والتوزيع.

[13] زرقاء اليمامة هي شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة كانت مضربًا للمثل في حدِّة النظر وجودة البصر، إذ قيل أنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام وبهذه القدرة أنذرت قومها بأن وفود حسان بن تبع الحميري ومجموعة قادمة إليهم مستترة بالأشجار تريد غزوهم، ولكنهم اتهموها بالخرف ولم يصدقوها فاجتاحهم الأخير وقضى عليهم.

يُنظر: ابن سعيد الأندلسي. (تاريخ غير محدد). نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب. عمان، الأردن: مكتبة الأقصى. ص. 52. مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2022.

[14] شرعًا: تعددت وتنوعت أقوال علماء المسلمين في مفهوم الجبت، فقد نقل ابن الجوزي في زاد المسير أن في معاني الجبت سبعة أقوال: «أحدها: أنه السّحر، قاله عمر بن الخطاب، ومجاهد، والشعبي. والثاني: الأصنام، رواه عطية، عن ابن عباس، وقال عكرمة: الجبت: صنم. والثالث: حيي بن أخطب، رواه ابن أبي طلحة، عن ابن عباس، وبه قال الضحاك، والفراء. والرابع: كعب بن الأشرف، رواه الضحاك، عن ابن عباس، وليث عن مجاهد. والخامس: الكاهن، روي عن ابن عباس، وبه قال ابن سيرين، ومكحول. والسادس: الشيطان، قاله سعيد بن جبير في رواية، وقتادة، والسدي، والسابع: الساحر، قاله أبو العالية، وابن زيد. وروى أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: الجبت: الساحرُ بلسان الحبشة».

– عبد الرحمن الجوزي. (تاريخ غير محدد). زاد المسير في علم التفسير (ص. 419).

[15] الطاغوت هو كل ذي طغيان على الله فكل ما عبد من دون الله، ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله، فهو طاغوت.  يُنظر: ابن جرير الطبري. (تاريخ غير محدد). التفسير (الجزء 3، ص. 21).

 

[16] هابيل أو هابل ( بالعبرية הבל) واحدة من أهم الشخصيات التي ذُكرت في سفر التكوين والكتب المقدسة للأديان الإبراهيمية. فذُكر بأنه الشقيق الأصغر لـ قابيل، والابن الأصغر لأول زوجين في تاريخ البشرية كما قيل في الكتب المقدسة ألا وهما آدم وحواء.

Crossway Bibles. (2016). The Holy Bible (English Standard Version, pp. Genesis 1:26–27, Genesis 2:20–24).

[17] قابيل أو قايين (بالعبرية: קַיִן، قايين) (باليونانية: Κάϊν، كاين)‏ هو شخصية ذكرت في سفر التكوين و الأديان الإبراهيمية، هو الشقيق الأكبر لهابيل، وأول ابن لأبي البشر آدم وحواء.

Schwartz, J., Loebel-Fried, M., & Ginsburg, S. (2004). Title of the Work (p. 447).

[18] مُوسَى (بالعبرية: מֹשֶׁה، نقحرة: مۆشيه، نطق: /moʃe(h)/) هو نبي وقائد في التقاليد الدينية اليهودية، ويعتبر شخصية مركزية في التوراة، التي تُعد أقدم مرجع معروف عنه. قاد موسى بني إسرائيل في خروجهم من مصر، المعروفة بـ”أرض العبودية”.

يُنظر: كنيسة لبنان. (2013، 28 أبريل). من أرض العبودية إلى أرض الحرية. نسخة محفوظة 29 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.

 

[19] السَّامِرِيّ شخصية إسرائيلية. وهو الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة طه، وهو الذي أغوى بني إسرائيل بعد أن ذهب موسى لميقات ربه فأخرج السامري عجلًا جسدًا له خوار، فأضلَّ كثيرا من بني إسرائيل، ودعا عليه موسى

[قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا] (سورة طه، الآية: ٩٧).

 

[20]الأشرف أبو النصر طومان باي هو آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، وهو السابع والأربعون من سلاطين الترك في الديار المصرية، والحادي والعشرون من السلاطين الشراكسة. يُعتبر السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة. تولى الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري في معركة مرج دابق عام 922 هجري/1516 ميلادي، بعد أن عينه نائباً له قبل الخروج لقتال العثمانيين. بعد مقتل الغوري، اجتمع الأمراء على اختياره سلطاناً لمصر، ولكنه امتنع عن قبول المنصب في البداية بحجة ضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء ووجود فتنة من بعض المماليك، حيث تم نهب خان الخليلي وقتل جميع التجار بدعوى أصولهم العثمانية. إلا أنه عاد إلى المنصب بعد إلحاح، حيث أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة. وقد حضر البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول، نظراً لوجود ابنه الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث أسيراً لدى العثمانيين في حلب. في النهاية، انهزم طومان باي في معركة الريدانية في 29 ذي الحجة 923 هجري/1517 ميلادي، وانضمت مصر تحت الخلافة العثمانية. يُنظر:  التونجي، م (٢٠٠٤م). بلاد الشام في العهد العثماني (ص. 3).

 

[21] الأمير خاير بك الجركسي هو أحد أمراء المماليك الجراكسة، ويُعتبر أول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية وآخر وال مملوكي في حلب. وُلِد خاير بك لأب يدعى ملباي الجركسي من أصل أبخازي. بدأت مسيرته عندما قدّمه والده إلى السلطان الأشرف قايتباي، حيث تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة حاجب الحجاب في عهد السلطان قانصوه الغوري. عُيِّن نائبا له في حلب عام 1504م (901 هجري)، وظل في هذا المنصب حتى عام 1516م (922 هجري). يُنظر: التونجي، م. (2004). بلاد الشام إبان العهد العثماني (ص. 96). دار المعرفة. ISBN 9953-429-79-0.

 

[22] الوثنية (بالإنجليزية: Paganism) هي مصطلح اشتُق من الكلمة اللاتينية الكلاسيكية “pāgānus” التي تعني “ريفية” أو “مدنية”. استخدم هذا المصطلح لأول مرة في القرن الرابع من قبل المسيحيين الأوائل للإشارة إلى الأشخاص في الإمبراطورية الرومانية الذين كانوا يمارسون عبادة تعدد الآلهة. يُعزى ذلك إما إلى كون هؤلاء الأشخاص ريفيين ومحافظين بالمقارنة مع السكان المسيحيين أو لأنهم لم يكونوا من “جنود المسيح”.

يُنظر: O’Donnell, J. J. (1977). Paganus: Evolution and Use. Classical Folia, 31, 163–69. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2019 على موقع واي باك مشين. انظر أيضًا: Augustine, Divers. Quaest. 83.

 

[23] التوحيد هو الاعتقاد بوجود إله واحد فقط، أسمى من كل شيء، يسمَّى الله.

 

Encyclopaedia Britannica. (n.d.). Monotheism | Definition, types, examples, & facts. Retrieved September 20, 2023, from https://www.britannica.com/topic/monotheismArchived from the original on October 12, 2023.

 

[24] أخناتون (أيضًا تَهَجَّى إخناتون؛ ويعني «الروح الحية لآتون») عرف أيضًا قبل العام الخامس من ملكه بـ امنحوتب الرابع. كان فرعون من الأسرة الثامنة عشرة حكم مصر لمدة 17 عاماً وتوفي ربمَّا في 1336 ق.م أو 1334 ق.م. يُشتهر بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية التقليدية وإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون، التي توصف أحيانًا بأنها ديانة توحيدية أو هينوثية. تمثل نقوش مبكرة آتون بالشمس، بِالمُقارَنَةِ مَع النجوم، ولاحقًا جنبت اللغة الرسمية تسمية آتون بالإله، مُعطية إياه الإِلَوهِيَّة الشمسية مكانة أعلى من مجرد كونه إله. يُنظر:

Dodson, A. (2009). Amarna Sunset: Nefertiti, Tutankhamun, Ay, Horemheb, and the Egyptian Counter-Reformation. The American University in Cairo Press. ISBN 978-977-416-304-3.

 

[25] آتون (بالإنجليزية: Aten) هو الإله الذي أعلنه الملك إخناتون كإله الشمس الموحد الذي لا شريك له. يمثل آتون بشكل قرص الشمس، بأشعته التي تنتهي بأيد بشرية، حيث يمنح الحياة والرخاء للأسرة الملكية. بعد وفاة إخناتون، استعاد آمون مكانته كأحد الآلهة الرئيسيين في مصر.

مصر الخالدة. (n.d.). آتون. Archived from the original on November 15, 2016. Retrieved from https://www.misrelkhaleeda.com

 

 

[26]أخناتون، الذي يُهجى أيضًا إخناتون ويعني “الروح الحية لآتون”، هو فرعون من الأسرة الثامنة عشرة، حكم مصر لمدة 17 عامًا وتوفي ربما في عام 1336 ق.م أو 1334 ق.م. يُعرف بتخليه عن تعدد الآلهة التقليدية في مصر وإدخال عبادة جديدة تُركز على آتون، والتي تُعتبر أحيانًا ديانة توحيدية أو هينوثية. تمثل النقوش المبكرة آتون كشمس مقارنةً بالنجوم، وفيما بعد، تجنبت اللغة الرسمية تسمية آتون بالإله، مُعطية إياه مرتبة الإلهية الشمسية.

Dodson, A., & Hilton, D. (2004). The Complete Royal Families of Ancient Egypt. Thames & Hudson. p. 157.

[27]الهيروغليفية، التي تُشتق من الكلمة الإغريقية ἱερογλύφος (تُعني “النقش المقدس”)، تُعرف أيضًا بالميدو نتروا في اللغة المصرية القديمة، وتعني “العلامات الروحانية”. تُستخدم الكلمة من قبل دارسي نظام الكتابة للإشارة إلى نوع من الكتابة التصويرية، التي تشمل الكتابة الهيروغليفية المصرية بالإضافة إلى نظم كتابة أخرى مثل الكتابة المايا والكتابة الصينية في بداياتها. كان يُنظر إلى كلمة “إله” عند المصريين القدماء على أنها “mdw nṯr” يُشير إلى أن “المسوبوتاميين اخترعوا الكتابة حوالي 3200 قبل الميلاد دون أي سابقة ترشدهم، كما فعل المصريون بشكل مستقل في نفس الفترة تقريبًا”

Jones, A. B., & Smith, J. A. (2011). The Oxford History of Historical Writing: Volume 1: Beginnings to AD 600. Oxford University Press.

يُنظر أيضًا: نور الدين، ع. ح. (1998). اللغة المصرية القديمة (الطبعة الثانية). الخليج العربي للطباعة والنشر: القاهرة.

[28] هاجر هي شخصية دينية بارزة ورد ذكرها في التوراة والإسلام والقرآن. تُعتبر أم إسماعيل النبي في الإسلام، وهي شخصية محورية في قصص الأنبياء. وفقًا للسرد التاريخي الديني، كانت هاجر جارية مصرية لسارة زوجة إبراهيم، وقد ولدت إسماعيل في الصحراء. تختلف التفسيرات حول شخصية هاجر وأهميتها بين الديانات الثلاث، حيث تحتل مكانة خاصة في الإسلام، بينما توجد آراء مختلفة حولها في اليهودية والمسيحية. سورة مريم آية 54 :”واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا”، ويُنظر:

Bruce, K. (2016). Genesis: A Commentary (Enhanced ed.). Zondervan Academic.

[29] الكا كما يعتقد قدماء المصريين هي نفس الميت التي تبقى بعده كما كان يظن المصريين القدامى، أما الروح فهي تسمى عند قدماء المصريين بامعلومات عن كا على موقع discogs.com. discogs.com. مؤرشف من الأصل في 2021-03-20.

[30] الصُّوفِيَّة أو التَّصَوُّف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإنَّ التصوُّف اهتم بتحقيق مقام الإحسان، مقام التربية والسلوك، مقام تربية النفس والقلب وتطهيرها من الرذائل وتحليتها بالفضائل، الذي هو المرتبة الثالثة من مراتب الدين الإسلامي الكامل بعد مرتبتي الإسلام والإيمان، وقد جمعها حديث جبريل، وذكرها ابن عاشر في منظومته (المرشد المعين على الضروري من علوم الدين)، وحثَّ أكثر على مقام الإحسان؛ لما له من عظيم القدر والشأن في الإسلام.

العمراني الخالدي، عبد السلام. (2018). الأقمار المشرقة لأهل الشريعة والطريقة والحقيقة (ص. 50). دار الكتب العلمية.

[31] الهندوسيّة أو الهندوكية وتُسَمَّى أيضاً البراهمية، هي ديانة دارمية قومية غير تبشيرية تُشكل معتقدات وثقافة الشعب الهندي، وهي ثالث أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية و‌الإسلام، مع أكثر من 1.2-1.35 مليار مُتبع، أو 15-16٪ من سكان العالم، المعروفين باسم الهندوس أو البراهمة. Pew Forum on Religion & Public Life. (2013). Global religious landscape table – Number of population. مؤرشف من الأصل في 2013-02-01، اطلع عليه بتاريخ 2023-02-08.

[32] جاءت تسمية «الوهابية» بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسسها الإمام محمد بن عبد الوهاب، والتسمية بحدّ ذاتها يرفضها أتباعها لاعتقادهم بأنها دعوة إسلامية. انظر: رسالة الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية لابن سحمان، وأثر الدعوة الوهابية لمحمد حامد الفقي، و الوهابيون والحجاز لمحمد رشيد رضا، والثورة الوهابية والفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم للقصيمي، وحقيقة المذهب الوهابي لسليمان الدخيل.

يُنظر: الجزيرة نت. (2024). الإخوان المسلمون.. تاريخ الحظر والمشروعية. مؤرشف من الأصل في 2024-04-01، اطلع عليه بتاريخ 2024-04-01.

[33] الإخوان المسلمون هي حركة إسلامية سياسية تصف نفسها بأنها “إصلاحية شاملة”، أسسها حسن البنا في مصر في 22 مارس 1928م، عقب تخرجه من دار العلوم – انتشرت تعاليم البنا إلى ما هو أبعد من مصر، حيث أثرت اليوم على مجموعة متنوعة من الحركات الإسلامية من المنظمات الخيرية والدعوية إلى الأحزاب السياسية – وليس جميعها تستخدم نفس الاسم.

ينظر: الجزيرة نت. (2024). الإخوان المسلمون.. تاريخ الحظر والمشروعية. مؤرشف من الأصل في 2024-04-01، اطلع عليه بتاريخ 2024-04-01.

 [34] التَّنَاصُّ، أو التعالق النصي (بالإنجليزية: Intertextuality)‏ في الأدب العربي هو مصطلح نقدي يقصد به وجود تشابه بين نص وآخر أو بين عدة نصوص. التناص هو ظاهرة أساسية في الأدب، فهو يجعل النص الأدبي جزءًا من حوار ثقافي متواصل. من خلال التناص، يستطيع القارئ اكتشاف طبقات جديدة من المعنى في النص الأدبي، وفهم كيفية تطور الأفكار والأساليب الأدبية عبر الزمن. يُنظر: المعجم الغني.

يُنظر: وهبة، م.، & المهندس، ك. (1984). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (الطبعة 2). بيروت: مكتبة لبنان ناشرون.

[35] الرمزية (بالإنجليزية: Symbolism)‏ حركة في الأدب والفن ظهرت في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل لكلٍ من المدرسة الواقعية والطبيعية، وهدفت إلى التعبير عن سر الوجود عبر الرمز. يُنظر:

وهبة، م.، & المهندس، ك. (1984). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (الطبعة 2). بيروت: مكتبة لبنان ناشرون.

[36] جوليا كريستيفا هي شخصية بارزة في مجال النقد الأدبي، حيث قدمت قراءات جديدة لأعمال كلاسيكية وحديثة. كما ساهمت في تطوير التحليل النفسي، لا سيما من خلال دراستها لمفاهيم مثل “الأنا” و”الآخر” و”اللاوعي”.

Kauppi, N. (2010). Radicalism in French Culture: A Sociology of French Theory in the 1960s. Ashgate Publishing.

[37] الواقعية الأدبية محاولة تصوير الحياة تصويراً واقعياً دون إغراق في المثاليات، أو جنوح صوب الخيال. يُنظر:

Kvas, K. (2019). The Boundaries of Realism in World Literature. Lexington Books.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!