مساء الخير جدًا ياشغف..
أين أنت؟
أأنتَ أيضًا وليتَ بركابِكَ عنـي!؟ أم أنك أوجستَ خيفةً من سكاكينِ القدر؟
وأنا المترقبةُ حضورك على عرشِ الٱنتظار؟
لمن ياشغفي تدعُني؟
أما حنّ قلبُكَ عليّ أم أن سيارتك ظلت طريقها إلى جُبُ أياميّ؟
بأي ثمنٍ بخسٍ تركتني وبأي دلوٍ لشكوك رميتني؟
سبعٌ عجاف عبثنَ بي, فهل لسبعٍ من عطاكَ تقترب؟!
هاأنذا ياشغف, أعصرُ قلبَ وجعي بالذكريات، أرممُ ماتبقى مني ببضعٍ من “الصبر”
نعم الصبر ياشغف ..
صبري الذي حاولَ النفاذُ مرارًا من روحي
صبري الذي لطالما ٱنتحبَ في زاوية الوحدة
صبري الذي ركلته الخيبات الملعونة مراتٍ عدة حتى قرر الفرار مني ..
صبري الزاهقةُ روحه الباقي فيّ كالعدم
الراحلُ المدثور المهددُ بالٱنقراض..
صبري الصبورُ حد لاصبرَ له..
حتى هو قرر النفاذ…
أتذكرُ ياشغف كم لكَ في روحي من ضياء
وكم لكَ في ذاتي من حب..
نعم حب, أحبك ياشغف أحبك بالقدر الذي أتعبتني به بالقدر الذي تركتني وبالقدر الذي ماعدت أعلم أي قدرٍ ألقاكَ به..
إياك أن تفهم الأمر خطأ في تلك الحادثة الشؤومة في ذاك اليوم الاكثرُ شؤمٍ ومهزلة, إياك أن يُسيطر عليك التبلدُ والٱنهزام، ماكنا عرجى يومًا حتى نتكئ عليهم، ماكنا بائسون حد الٱنطفاء لننتظر نورهم,
ماكنا وحيدون ونحنُ معًا حتى نستند إليهم
ماهم إلا سراب, بل فزاعة القش في وادي حُلمنا
فزاعة لا عمل لها غير إخافة الغربان، ولاحاجة لي بفزاعةٍ حتى الغرابُ أكثرُ حكمةٍ منها، ليتهُم فقط يتعلمون من الغربان كيفية الدفنعلهم كانوا يتكرمون بدفن ذكرياتهم النتنة قبل مجيء رياح الغياب إلى حيث لاعودةَ لهم ولو أتوا يجرون قلوبهم بسلاسل الندم..
ـ شغف، دعكَ من كل هذه التفاصيل العابثة بعمرنا, دعك من هزيمِ الخراب في دواخلنا،
دعكَ من الذكريات المندثرة فينا, دعكَ منهم ومن الماضي ومن كل مايُبعدك عني..
وتعالَ إليّ أو خذني إليك
وأني والله لأشمُ رائحةَ بقائِك فيّ من بين ألف من الحرائق داخلي, أثقُ بأن صبريَّ الواثقُ بالله لن يبورَ في سماء الدعاء،
أثقُ بالله الذي ماكلفني حملَ العناء إلا وهو يُدرك حجمَ يقيني باللقاء..
فحيثُ الأماني سنلتقي, وحيث سبع سمانٍ من الخير سنرتقي ونسعد ونحققُ كل ماعرقلنا الماضي عن تحقيقه, سنكون نحن من أردنا أن نكون
فقط عدّ إليّ لنلتقي, وٱرمِ قميص الهمة عليّ ليرتد إليّ شغفي والله لايخذل الصابرين..