شِتاءٌ يَجِيءُ
ويَمْضِي الشِّتاءْ
يَمُوتُ الصِّغَارُ
لِيَبْقَى الصَّغَار
تَسِيلُ الدِّماءُ
لِتَبْقَى دِماء
ليُشْرِقَ بالحُزْنِ
وَجْهُ المَدِينَةِ
والكِبْرِياء
تَقِفُ عَلَى شُرْفَةِ الرَّوحِ
كأنَّما عَناقِيدُ حُزْنٍ
تَلَظَّى عَليها
اصْطِبارُ المَسَاء
تَقُولُ غَداً يَجِئُ الَّذِي ..
يَسْتَبيحُ الرُّقادَ سَيفُهُ
والأَدْعِياء
تَقُولُ غَداً يَجِئُ الَّذِي
يَمْنَحُ المَهْدَ قُبْلَةً مَجْدَلِيَّةً
ويَمْنَحُ العَائِدِينَ
صَكَّ اللِّقاء
تَقُولُ غَداً
سَيَطْرُقُ بَابَ المَدِينَةِ
فَارِسٌ مَشْرِقِيٌّ
يُطْلِقُ مِنْ رِبْقَةِ الأطْلَسِّي
قُيودَ اليَمَامَةِ الزَّرْقاءْ
غَداً يَجِيءُ الَّذي يَمْنَعُ الخَنْسَاءَ
خِصْيانَ القَبِيلَةِ
يَمْنَحُ النَّخْلَ طَلْعَهُ
فِي ثَرَى “أُوصْرينَ ”
فِي رُبَى “الزَّهْراء ”
تَمَهَّلِي أَمِيرَتِي
فَلا فَارِسٌ سَوْفَ يأْتِي
ولا أَوْلِياء
هَذا زَمانُ الزَّيْفِ والدَجَّالِ
والتَورِيثِ والتَّدْليسِ
والخُطَبِ البَلِيغَةِ
والبِغَاء
لا تَرْقُبِي الثَّأرَ فِي أُمَّةٍ
تُفاخِرُ البِغَالَ الفُحُولَةَ
أُمَّةٌ تَدَّعِي البُطُولَةَ
مِثْلَما يَدَّعِي البُطُولَةَ
البَبْغاء
حَيَاتُنا مُتَلْفَزَةٌ
سِيوفُنا مُتَلْفَزَةٌ
سِهامُنا العَرْجَاءُ
مَعْقُوفَةٌ صَوبَ خَصْرِنا
رِمَاحُنا شَمْعٌ ومَاء
خَلْفَنا يَرْكُضُ الجُنْدُ
ودُونَنا السَّامريُّ
يَبِيعُنا عِجْلَ الخُرافةِ
والخَواء
سَبْعُونَ عَامَاً
تَأكُلُ الجُرْذانُ أقْوَاتَنا
يَلْعَقُ الذِّئْبُ أَعْراضَنا
لا قُدْرَةَ فِينَا
تَرُدُّ اسْتِلابَ الذُّبَابِ
وتَمْنَعُ الجُبَنَاء
أَىُّ الوَصَايا سَوفَ تُجْدِي ؟
والوُلاةُ تآمَروا
أنْ يَرْهَنُوكِ ويَمْنَحُوكِ
لِقَاءَ بَعْضٍ مِنْ بَقاء
أىُّ الوَصَايا سَوفَ تُجْدِي ؟
والحَمَاقَةُ فِي لِحَى الغِلْمانِ
تَسْتَاكُ الشَّرِيعَةَ بِالدِّمَاء
مَلَّ القَمِيصُ “المَقْدِسِيُّ” وِصَايَةً
مِنْ صِبْيَةِ الصَّفَقَاتِ
والأَزَماتِ
والعُهْرِ المُقَنَّعِ
والدِياثَةِ والرِّياء
كَمْ كَذَبْنا فِي هَواكِ وادَّعَيْنا
كَمْ قَتَلْنا بَعْضُنا بَعْضَاً
كَمْ كَتَبْنا أَلْفَ شِعْرٍ
أَلْفَ نَثْرٍ
وخِطَاباتِ رَثَاءْ
كَمْ ذَرَفْنا مِنْ دُمُوعٍ
زَائِفَاتٍ
خَادِعَاتٍ
وقَبَضْنا .. فَبَسَطْنا
وارْتَهَنَّا شُهَداء
كَمْ يَهُوذا بَاعَ عَهْدَكِ؟
وارْتَضَىَ بَعْضَ الدَّراهِمِ
والمَناصِبِ
والإِماء
يا جَنَّةَ الفِردَوسِ
يا أَيقُونَةَ المَلَكُوتِ
والنُـوُّارِ
يا أَجْمَلَ المُدِنِ الحَزِينَةِ
يا دُموعَ الأنْبِياء
آهِ يا كُلَّ الضَّحايا
والدَّمِ المَسْفُوحِ مِنْ أَكْبَادِنا
لَيْتَ شِعْرِيِ
ما الَّذِي يُجْدِيهِ شِعْرِيِ؟!
فِي زَمانِ الإنْحِناء
فَتَبَرَّأى مِنَّا
وأنْكِرِيِ أنْسَابَنا إذْ نَدَّعِيِ
ولِتَقْطَعِيِ حَبْلَ الرَّجاء
حَتَّى تَعُودَ كَرامَةٌ
بِيعَتْ بِلَيلِ خِيامِنا
بِيعَتْ بِنَزْفِ كِلامِنا
حَتَّى تَعُودَ الكِبْرِياء
اليَومَ أُعْلِنُ يأسَنا
اليَومَ أُعْلِنُ عَجْزَنا
اليَومَ أُعْلِنُ مَوتَنا
فتَقَبَّلِي فِينا العَزَاء
…………………
” أُوصّرِين ” و ” الزَّهّراء ” قرى فلسطينية