بين نجدين/ بقلم: فتحي احمدعبدالرحمن(عدن _ اليمن )

في ذكرى انغلاق باب دوني كان يفتح لي حين أقف عند قدميها فأتفيأ ظلال الجنة من خلاله .

 

يا نجمةً أفِلت والشوقُ مستعِرُ
زاغ الفؤادُ كأنَّ المنحنَى وعِرُ

القلبُ مضطرِبٌ يُبدي تمرُّدَهُ
سُخطاً فنجأرُ بالشكوى فنعتذِرُ

ونخطبُ الوصلَ إطناباً نلاطفهُ
لعلَّنا في رِحابِ القربِ ننهمِرُ

لكننا حين لانلقى ارتدادَ صدىً
في النفسِ نكبُتُ لهجَ البوحِ نختصِرُ

نُزجي على همِّنا وهماً نلوذُ بهِ
مِن غُصةِ البعدِ ، والآهاتُ تستعِرُ !!

القربُ والبعدُ تمحيصٌ بفيضِهما
تُجلى الحقيقةُ تشخيصاً فَنذَّكِرُ

بِأنَّ كل برايا الكون مُجبَرةٌ
ونحن نختارُ مانهوى ونختبِرُ !!

ففي السماءِ مقاديرٌ مُدبَّرةٌ
إن حادَ برجٌ عن الناموسِ يندثِرُ

والشمسُ تسجدُ تحت العرشِ شاكِرةً
لأنها بهدى ” الجبارِ ” تأتمِرُ

والزهرُ والنارُ والأنعامُ طائعةٌ
والقفرُ من أدمُعِ الأمزانِ يمتطِرُ

والأرضَ يحفظُها من مورِها وَتَدٌ
منذ الخليقةِ والأوتادُ تصطبِرُ

وأنتَ .. يا أيها الإنسان مختلِفٌ
حُرٌ ، بِرأيك تستكفي وتنبهِرُ

مُخيَّرٌ تجتبي ماشئتَ من عملٍ
تزهو بِعقلِك بالإبداعِ تفتخِرُ

صحيفةُ المرءِ فيها كل شارِدةٍ
فافعل بنفسِكَ ما ترجو وتنتظِرُ

إصدَع أو امنَع فأنَّى تحتوي فَطِناً
رجاحةٌ ، وهو مفتون الهوى بطِرُ

نجدانِ بينهما تمضي إلى أجلٍ
ترافِقُ اليُسرَ أو بالعُسرِ تعتكِرُ

إن تُلقِمِ القلبَ تقوى اللهِ معتصماً
فبالنَّعيمينِ في الدارين تعتَمِرُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!