إلى ما وراءِ الـتِّـيهِ..
أَشـرعتِ حَـدسَـهُ
بَعـيـدًا.. بـلا أُفْـقٍ،
وراودّتِ نفسـَه
إلى حيـثُ تهفـو الشمـسُ..
طَيِّـرتِ قَلبَـهُ!
إلـى غَـدِكِ الأسمـى
الّـذي اغتـالَ أمسَـهُ
تَفتَّحتِ عِطـرًا
في أَساريرِ روحِـهِ
وأسدَلـتِ رَمشًـا..
فابتنـى مَنـهُ رَمسَـهُ
بَزَغـتِ علـى دُنياهُ..
حتى تَكشّفَـتَ..
وهـا أَنـتِ فـي الدّلمـاءِ مـا زِلـتِ شَمسَـهُ..
أَرَقْـتِ لـهُ
مِـن بَـرْقِ عينيـكِ لَمحـةً
أَصَابَتـهُ في النِّصـفِ الّـذي اللَّيـلُ مَسَّــهُ
هطـولاً
سَكبـتِ اللّحـنَ في رَمـلِ صدرِهِ..
وقبلَ انبجـاسِ الصَّـوتِ سَجَّـرتِ جِرْسَـهُ
..
على هامِـشِ التّـأويـلِ..
ما زالَ شـارِدًا..
فلا شدَّهُ عصفٌ.. ولا هـزَّ رأسَـهُ
يسافـرُ فـي خديـكِ..
يَقطـفُ غَيمـةً..
يَعـبُّ بها -رُغمًـا عنِ الرِّيـحِ- كـأسَـهُ
يفـرُّ إلـى عينيـكِ..
لم يَتِّسـعْ لـهُ فضـاءٌ،
ودونَهمـا يَـرى الكـونَ حَبسَـهُ..
فكونـي لـه:
نَهـرًا..
وحَقـلًا
ونَسمـةً
فمن يـنسَ غمـرَ الـوردِ بالحـبِّ يَنسَـهُ..