يا هاجسي اليوم دوّن أجمل القيفان
واسرد لنا من علومك ما يفيد الروح
واسجع لنا من لحونك أعذب الألحان
اللي تداوي عليل القلب والمجروح
هوجس عن الحب وانصح معشر الفتيان
واسرد نصايح عساها تنفع المنصوح
فكم رأينا الذئاب تلعب مع الغزلان
تسرح مع بعضها بين الملا وتروح
وكم فتى قد رأيناه للظبى عشقان
وصار من بعدها بين الأسى مرضوح
يشرب كؤوس العناء من دلة الخلِّان
من بعدما كان يشرب من دِلال الدَّوح
ويذوق طعم المهانة والعذاب الوان
من بعد ما كان صدره بالهنا مشروح
فالحب نعمة كبيرة صاغها الرحمن
وافشاه بين البشر في حده المسموح
لكن بعضه مصيبة تهلك الانسان
وتجعله بين ربعه والملا مفضوح
بالذات لو كان حبه يغضب الديّان
او كان مبني على زيف الهوى والبوح
فكم ضحايا نشاهد له من النسوان
اللي بدا عشقهن في عصرنا بيلوح
وكم فتاة قد تملّك عقلها شيطان
وصار نفح الهوى من فكرها بيفوح
غرر عليها بباقة ورد او ريحان
واهدر قواها بنبرة صوته المبحوح
واقسم لها ما يخون العهد مهما كان
لو خيروه بعدها باجمل قمر ممدوح
حتى وصل غايته وتلاقت الاحضان
وارخص شرفها وخلف دمها مسفوح
من بعدها يبتعد عنها بلا استئذان
ويسيبها ترتجف كالطائر المذبوح
والدمع في عينها قد أغرق الأوجان
تبكي على حالها طول الحياة وتنوح
والعار فوق أهلها يبقى مدى الأزمان
والعرِض زي الزجاج ما يقبل التصلوح
ومن خلى بامرأة ثالثهم الشيطان
هذا حديث النبي في سنته مشروح
فكم فتى نحسبه من صورته إنسان
لكنّهُ ذِئب في هيئة بشر منسوخ
مهمته في الحياة يتصنع الإحسان
حتى يصل غايته ويسيبها ويروح
فمن يبا البنت ما ياتي من الطيقان
والباب ذي شرّعه رب السما مفتوح
ومن يجيز الهوى في شرعنا غلطان
وإن كان عنده دليل جابه لنا بوضوح
ما حب إلا الذي بعد الزواج قد بان
ذي كان من ربنا في مُحكمه ممدوح
اما الذي يمدحونه بالطرب والدان
لا خير في معظمه مهما تباه الروح
فمن يبا العز يسبح في هدى القرآن
ومن يبا الفوز يركب في سفينة نوح
ويحتزم في سلاح العلم والايمان
والصبر يتعلمه من وائل الدحدوح
ويبتعد عن دروب العشق والادمان
ذي تاه في دربهن كم من فتى طحطوح
ثم الصلاة تبلغه ما شنت الأمزان
واعداد ما الطير فوق اغصانها بينوح