اللحظة/ بقلم:صلاح الحقب

لطالما آمنت بقصر اللحظة السعيدة التي لا تلبث أن تمضي بعد انتهاء حدثها دون أن تبقي أيما أثر يمكن الاحتفاظ به لعقود من الزمن، أو ربما لأسابيع وأيام، لا تبقي شيء سوى ذكرى الحدث وحسب، ولأن طبيعة الذكرى حنين وفقد، تتبدل صورة الفرح بعد انقضائه، هنا يمكن لنا فهم طبيعة الفرح كم أنه هزل عابر تكره الأيام أن تبقيه وتحتفظ به كشعور إنما تجسيد ذكرى بصورة متناقضة وتشخيصها فراغ دون ذاك المعنى الذي يقصده الفرح بطبيعته.
على عكس اللحظة التعيسة والمؤلمة، فإنها مقرونة بالزمن، وهي وجهه الآخر.
الزمن بطبيعته موحش وكارثي وكئيب، لهذا يمضي الحزن بطبيعة الألم مع الزمن بشكل متوافق ومتوازٍ ، فكلما تقدم الزمن ومر بك طيف من الذكرى القديمة يمر هذا الطيف كما كان عليه بذات الشعور وذات الانطباع، كما لو أن الزمن يعيد خلق تلك اللحظة مرة أخرى بكل ثقلها أو بالأصح يظهر نفسه بذات المعنى دون أن يتبدل بأي صورة أخرى.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!