أحاطني تغريدٌ عذبٌ فحواهُ
ثمّ لاذ بالقلبِ ناشداً حناياهُ
تسرّبَ منهُ طيفٌ طاف حولي
فطاف قلبي حولهُ ليرعاهُ
أعاد تغاريدهُ بكلام منمّقٍ
كأنّهُ يمدُّ لي من فصيحهِ نُعماهُ
فدنا قابَ قوسينِ من قلبي
ووهبني عيشاً كنْتُ أخشاهُ
ثمَّ رمى بسهمه القلبَ فاتحاً
فبات قلبي متيّماً بسناهُ
قال إنّهُ أسكنني قلبَهُ
وحرسَ مدخلَهُ جفناهُ
صار يلهفُ لرؤية طيفي
ويمدّني بحبٍّ راقَ مُجلّاهُ
لكنّي أحارُ فلا أغرُّ نفسي بأملٍ
كي لا أتيهَ في مسكهِ وريّاهُ
كلُّ طريقٍ أسلكُهُ وجهتي اللهُ
ما طلعَ نورٌ في الظّلامِ لولاهُ
يرضى القلبُ منهُ القضاءَ
لهُ يسجدُ ويخشعُ في مصلّاهُ
استودعْتُهُ حبّي ليحرسَهُ
ومن نعمِهِ عليَّ أنّهُ رقّاهُ
صارَ من خالص الحبِّ وأحلاهُ
فجعلْتُ قلبي موطنَهُ ومرساهُ