لو تَمَرَّدَ النهارُ وغاربا
لن يُخفي بالأظلالِ المُواربا
كـم تَعاقبَ وقد توالى
وإن قَفـلَ فَلـنْ يُساهبا
في إضمِحلالِ مَعالمِ الكَدِّ
ترتادُ الأقطابُ المَشاربا
تَعصُفُ بين طيَّاتِ الأمواجِ
تُقاومُ بالهَزيعِ المَعاصِبا
والقمَرُ يَقوى بالمدِّ والجَذرِ
يَحنَقُ يُضيءُ الليلَ الراعبا
ويَحٌ أيها النَهارُ أتَحفَلُ
تُرودُ مَخاطِرَ العَصرِ غاضبا
أما لسَعيكَ وِفْرةٌ بالعَيشِ
أتَعصي بَدْءَ التكوينِ والواهِبا
تَلوحُ الطُّلولُ بفَوحِ الجَنَّاتِ
تَحضُنُ وَطيسَ الشمسِ اللاَّهِبا
أتُراكَ في طَورِ التَّغييرِ لا
تُدرِكُ دِيَّةَ الكَمالِ والمَآربا
لكنَّ إعتصارَكَ بالعَتمةِ
مِنْ مَفعولِ أمرِكَ يَبقى شَاحبا
يَنفَلِشَ أذاهيباً بالأفلاكِ
لـذاتِ نَفسِهِ يَبقـى مُعَاتِبا
يَشلَحُ ذاكَ الدَّمَسُ بالغَفَوةِ
فجرا من بطونِ الحلكة واثبا