إلى محمود الأزهري
كانَ يُخَبِّئُ أباً
في حقيبةِ العسلِ الطائرِ للصعيدِ
في الصُّرَةِ المعلَّقةِ في سماءِ القريةِ
من أيامِ الطوفانِ …
وأُمًّا لا تزال تصطادُ النظراتِ
من وراء الدار
وتحطها تحتَ الصندوقِ
فلا يشرُدَ الولدُ الذي هربَ
في الصباحاتِ البِكْر.
الجلبابُ ثقيلٌ على القلب
والشتاءُ ساخرٌ من عصبيةِ الأصابع
ومن صبوةِ الركضِ
خلفَ ضحكةِ الأصدقاءِ
المخفيةِ في المقابرِ…
ثم إن تلكَ الأغاني
لم تعد تكفي بنتًا تُلوِّحُ وتقوى
على نحتِ صقرٍ
وبعثرتهِ في الملابسِ الصلبةِ …
أو على سكَّةِ المقاهي
وغديرِ التنهيدةِ الحَرَّى …
……….
الوقتُ حانَ إذن
لصبِّ مقاسِ الأحزانِ
واللفِّ والدورانِ على طرفٍ
مُحَنَّكٍ
الأشباحُ ترتدُّ خارجهُ
كلما رشقناها
بقلبٍ
أو قلبَيْنِ
في حالةٍ
عَصِيَّةٍ،
تعلو فوقَ البكاءِ
قليلاً…