إلى درويش النهر ….بقلم الشاعر محمد بن سالم

ذات احتفاء بالشعر والجمال.. بالأمير الرائع جوب

إلى درويش النّهر

… قبلَ التّنهّد للـ” باوْبابِ”
ما وجدَا مخاضُ “فستقةٍ” نخلاً
لِكيْ يلدا

لم ينبئِ الهدهدُ الضوئيّ
نملتَنا الطينيّةَ الصّوتِ
أن العرشَ مَدَّ يَدَا

ولم تَقفْ خلفَ
“ليليّاتِ” ١ حارسنا
قيثارةُ الرّوحِ
كيلاَ تنخر الجسدا

في منطق الطّير
كان “الضّادُ” مائدةً
لينتقوا بينها ما يشبعُ الكبدا

كانوا كما بدْئِهم:
كوخاً/مدىً/أثرَ النّاموسِ
“بالفونةً مّا”
تخرِقُ الأبدا

تُرى الأغاني حفاةً في حناجرهم
حرّى تقول: هنا نمشي لنبتردا

تصوّفوا في امتدادِ الظّلّ
وانغرسوا توهّجاً
وتناموا أينما غَرِدا

وأينما حملَ الإفريقيَةْ
مطراً من الجمالِ/
كماناً يُرقِصُ البِدَدَا

مرّ “الخليلُ” رماداً
غير أنّ له “خمراً” ونادلةً
تسقيهِ متّقدا

تحكي ابتسامتُه للنّهر
ذات مساً
أن الممرّض للسّمراء لن يئدا..

أنّ “ابن نوحٍ” هنا ظِلٌّ
وَ”قصّتُه أخرىً”
ستمنحهُ ما ينقص الجَلدا

أن البلاغةَ
قد عرّت أنوثتَها للنابغينَ
كما اختارتهُ كيف بدا

أنّ الإمارةَ ما كانتْ تصافحُه
لولا المجازاتُ
إذْ تهفوهُ منفردا

“أمينُ دهشتنا”
بوّابةٌ فرشتْ ذراعَها
قبلةً تستقبلُ الوتدا

عروسةُ الحوْضِ تبكي
حين تهمس لي: فسّر دموعي..
وقل للنّاس صرتُ صدى

بين فينو (bienvenu)
يا حروفٌ حلّقت بدمي
“هَايُّو” (hayyo) وَ
“يكسلْ (yeksil)
كمجدٍ لوّنَ البلَدا ٢

١٣ – شعبان – ١٤٤٠
١٨ – نيسان – ٢٠١٩

١: ليليّات: nocturnes من أشهر أعمال الشّاعر السّنغالي العالميّ الذي كان أول من رُشِّحَ لحراسة الأمّ باوباب من المزعجات: ليبولد سدار سينغور…

٢: كلمات من أكثر اللغات استعمالاً في السنغال: الفرنسية، الفلانية، الولوفية؛ وكلها تعني الاستقبال والترحيب..

عن نوار الشاطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!