صدئت خوّذ الجنود
صدئت بنادقهم العتيقة
والشموس التي لبسوها معاطف
صدئت و الوطن جنين
أحلامنا الصدئة بعثرها الضياع
والريح حبلى بمخاض عسير
وحدها تلال الوطن
كانت ترانا زينة للعام الجديد
الوقت كان قبيل الرصاصة بطلقة
كان الضباب يمشي دون ظل
يلتحف براياته
وينادي……
الظل الذي إلتحف الضباب برايته
كان همجي الطبع مشرقي العادة
إنتظر لحظة إلتقاط الكاميرا لصورنا
وحولنا إلى سراب
صفارة الإنذار ماملت ُبكايَّ
ضوئها الخافت زاد خوفي من وميضها
حين مرت سحابة الموت
أيادي الأبرياء كانت تصفق بشهوة الموت
البلد الذي تقوقع حول جرحه
كان أبي وهو يبكي
بإنتظار راتبه المؤجل
والدار ماملكت إلا رغيف خبز
الحكومة التي رفعت سقف الضرائب
كانت توبخ مواطنيها بخبزهم
كانت تدّعي بأن المال حق
لأرباب البلاد المحتلة…
البلاد التي فتحت أراضيها لنا
كانت ترانا بطاقات مصرفية
كانت تدخرنا لوقت ما
ليوم لشهرٍ ربما لسنين
الوقت في الحرب يمر ثقيلاً
على من تعودوا التسكع
خلف الصبايا الجميلات
يمر ثقيلاً كليلة سلم
أمي الجميلة لا زالت تعاملني كطفل
تلاحقني كلما خرجت لتشد إزار بنطالي
وتطوي ياقة قميصي الأزرق
قميصي الذي لا املك غيره
أمي وعدتني أن يكون قميصي الجديد
هدية السلام …بأول العام
وأمي لا تكذب
الوطن الذي حلم بالسلام
زرع الزيتون قبل عام
سقاه من دم الشهداء
من دموع المبعدين المهجرين
كي يكون سلامه أبيضاً