لأنَّكِ أستاذٌ وقلبيَ طالبٌ
على مَقْعَدِي مازلتُ طفلا أشاغبُ
فلا تسأليني عن شفاه تأهَّلتْ
لترويض نايٍ دَوْزَنَتْهُ الغياهبُ
أتابع إسناد الأحاديث عندما
تبين أن الضعف بالجرح كاذب
وتبدو متون الشوق للقلب مرجعا
وأما أحاديثي روتها الأقارب
روايات طفلي أخرجت من صحيحه
أسانيد شيخٍ لم يجرِّحْهُ كاتبُ
وما أحدثت في مسند العشق ردة
وكل روايات الصبايا تجارب
على مفرق الأوهام حطت أصابعي
وعادت بموفور الخطايا المناقب
أعيد امتحان الحب فصلا أرى به
قصورا وفي الثاني لعشقي مراتب
فهل ينجح الماضي بتحفيز نظرتي
إلى الطين إن عاثت بشكلي القوالب؟
فؤاديَ لبَّى صرخةَ العشق فاستوى
نشيدا على تقسيمه الصبحُ غالبُ
وأحلى ادعاء كان ضدي مسجلا
بأن الهوى العذري للشعر صاحب
***
أنا مجرمٌ بالحبِّ، هذي براءتي
بعينيك، والأحكامُ فيها تَلاعبُ
لَئِنْ كان جرمي غَيْرَ كافٍ لكي أرى
بلادي، فهلْ بالعفوِ عنِّي أُطَالِبُ؟
وَإِنْ صار جرمي عن هوى الشَّام قاصراً
فإنِّ ارتكابي ألفَ حبٍّ لَواجِبُ
***
سلاحي بعرف الحرب عشق مذخرٌ
بقلب ونصف، والغرامُ المحارب
لهذا بقانون التنانير قاصر
خيالي وطول الظن بالكعب ذاهب
تغزلت بالفستان حين استفزني
وعذري إذا ما قِيْسَ بالساق عازبُ
كأني بأخطائي أتاني مزخرفا
قميصٌ على بوابة الحلم حاجب
أنافس مرآتي لترميم حاضري
فيكسرُ تصميمي على الأمسِ قَالبُ
وكل اختبار بين أنثى ومثلها
على أقرب التشويق لا بد صائب
أعيدي كتاب الشوق – حورانُ – واقرئي
بكفَّيَ ما لم تستطعه الصواحبُ
نتائجُ عامِ العشق لاحتْ، وقبلَهُ
بعينيَ عامُ الهجر بالوصل راسب
وهذا غدي يمتد من معقل الهوى
إلى ذكريات حولها القلب ضارب
تركنا بأقصى الهمِّ بيتا وقصة
وفنجانُ أوجاعي شرودي يراقب
فأعثر في صمتي على جرح شاعر
تضمِّده من جانبيه المواهب
***
إذا استسلمت عيناك للحب، فاعلمي
بأن قيودي عن يديك تُعَاقَبُ
أتمِّي اختبار النار، ما بين آهتي
وصدري رماد تحته الحزن سائب
وأغفو وميعادُ الحكاياتِ أغلقتْ
عليهِ شبابيكَ النساءِ المتاعبُ
دعوني، فإن العشق للعشق سدرةٌ
وأدناه في سفر المحبين طالب
لقد أحسنت عيناك تمريرَ غمزة
لها الرمش مجداف ودمعك قارب
أرتِّب أوقاتي على سرعة الصدى
إذا حاولت تسميم وقتي العقارب
وليست وراء الدرب تبدو محطة
لترتاح من طول اغترابي الحقائب
وما جئت استرضي الصحارى بجدول
ولكن لتروى من هطولي المشارب
يفك سراب الأبجديات صمتها
ومن دمعها الرملي تجري العجائب
أعيدي لوجهي مسحة الطفل فالنوى
سرابٌ تعيه بالحداء الركائب
***
إلى جبهة التقبيل كادت تجرني
أنامل أنثى عن حماها أحارب
وأول خط لانهياري أناملي
إذا حصنتها من هجومي العواقبُ
فآثرت أن أبقى على بعد قبلة
وإن حاصرتني بالسيوف الحواجب
لعلي بحلوى الوعد أجري إلى غدي
وطفلي بمعسول الأماسي يطالب
ولولا امتلاكي جرأة الهمس لانتهى
جنوني إلى ثغر به الجهر ذاهب
وجنبي ينام الحلم طفلا بعينه
تنام الأغاني والدمى والكواكب
***
عرضتُ على موتي حلولا صديقة
لنعشي، ولم يأت العزاء المناسب
وأغدو شهيدا، من دمي أعشب الهوى
ربيعا، له من ثورة الحب جانب
ولكن لدى عينيك حلا مناسبا
تذكرتُ،والتأبينُ بالوصل راغب
أخاف إذا لفَّقتِ للدفن مرقدا
جميلا ، عروس الشعر طفلي تراقب
وأنسى يدي في أخمص الشك دونما
حساب، وهل قلبي سواها يحاسب؟
لديك احتمالاتٌ لنسيان شاعر
وأي قرار منك، لا بد، خائبُ
فإن كان تأبيني مع الغيم مكلفا
فموتي وحيدا تشتهيه السحائب
أنام قرير الناي في حضن غيمة
سماوية في مائها ذاب راهب
لمن هيأت كفاك صفحا وجيشت
مناديلها للجاهلين المخالبُ ؟؟
تعلمت أن المستحيل ثلاثة
لماذا الثعالي بالمحالِ تطالب
توحَّد معي يا نورس الشعر وانطلق
بنا في فضاء لم تطأه الثعالب