ضَحِــكْنا/بقلم:يحي الحمادي

ضَحِــكْنا، وجُـرحٌ ما.. بأَعماقِنـا بَكَـى
فَقُلنا: غَدًا نَبكِي قَليلًا لِيَضحَـكا

ولكنَّنا نِمنا طَويــــــــلًا.. وحينما
أَفَقنا، بَدا كُلٌّ وَحيدًا، مُـ.فَـ.كَّـ.كـ.ا

فَقُلنا: غَدًا نأتِـي جَميعًا.. فصَفُّـنا
مِن الشَّجبِ والتَّندِيدِ ما زالَ مُنهَكا

ولكنَّهـا مَـرَّت عُقــودٌ.. وبَعضُـنا
على بَعضِنا يَسطُو إِذا ما تَحَكّكا

فقُلنا: غَدًا يا جُرحُ.. لِلثأرِ عَـودةٌ
فلا يَسفِكُ المُحتَـلُّ إلَّا لِيُسفَـكا

ونِمـنا.. إِلى أَنْ ماتَ حتى حَيـاؤُنا
وحتى (صلاحُ الدِّينِ) فينا تَأَمـرَكا

نَما جُرحُـنا الأَدنَى، فأَعمَى سِلاحَنا
وسال الـدَّمُ الأَقصَى، فَأَبكَى، وأَربَكا

وهذي الحُروبُ الطائفيّاتُ لم تَـدَع
لنا، أَو لها، دِينًـا، ولم تُبـقِ مَنسَكا

فماذا نَقولُ الآنَ، والعـارُ جاثِــمٌ
علينا، وقُرصانُ الأَساطِيلِ حَرَّكا؟!

على مَجلسِ الأَمنِ اتّـكَأنا.. وخَصمُنا
على صَخرةِ التّلمُودِ والقُـبَّةِ اتّـكا

ولم نَجْنِ بالتّطـبيعِ إلَّا شتيمةً
إذا مَسَّتِ الشّيطانَ يَومًا.. تَسَوَّكا

ولم نُنصِفِ الشّعبَ الذي ضاع حَقُّهُ
ولكنْ مَنَحنا الحَقَّ شَعـبًا مُفَبركا

***

هَوَت خَلفَ عَينِ الشَّمسِ حُرِيَّةُ الخُطى
وحادِي اللّحَى خلف الزنـانيرِ تَكتَكا

ومَن كان في “بلفورَ” لِصًّا مطارَدًا
دَفَعنا له في “صَفقةِ القرنِ” جُمرُكا

فيا رَبَّنا أَمطِر علينا رجولةً
وإلَّا فـبترولًا رَخيصًا، ونَيزكا

ولا تُبقِنا لِلمَوتِ في كُلِّ غارةٍ
نَراها ولا نَلقى إلى الموتِ مَسلَكا

ويا ثأرُ، باضَ السّيفُ، والنخلةُ انثَنَت
على فَرشِ “بِنيامِـينَ” والأَرزُ دَلَّكا

ومَن عاش يُردِينا -لِأنّـا نُعِيقُهُ
عن المَسجـدِ الأقـصى- رَأَى البَيتَ أَبرَكا

ومَن قال إِنَّ اللهَ أعطاهُ صفحةً
لكي يَكتبَ التاريخَ.. باللهِ أَشرَكا

هو الـذُّلُّ.. مقياسُ العَمالاتِ كلِّها
فسُبحان مَن بالذُّلِّ أعطى وأمسَكا

يَقُولُونَ: (كالبُنيانِ..) إِن ثَرثَرُوا، وهُم
إِذا ما اشتَكَى عُضوٌ.. إِلى عُضوِهِ اشتَكَى

لقد أَصبَحَ (التنديدُ والشجبُ) مُنيَةً
و(نَفدِيكَ) صارت (عَظّمَ اللهُ أَجرَكا)

***

يَرى الأذكياءُ الجَهلَ عُذرًا لِأَهلِهِ
ولكنّ أَهلَ الجَهلِ يَدعُونَهُ الذَّكا!

متى يُدرِكُ الأعرابُ أنّ انحِيازَهم
إلى السّلمِ -عند الحربِ- يُدعَى تَهَتُّكا؟!

فقد لا يكون السّلمِ إلّا خديعةً
ومَن سالَمَ المُحتَلَّ.. بالحَقِّ شَكَّكا

وهل أَمّـةٌ في الأرضِ تُهدي عدوّها
بلادًا.. وتستجديهِ بابًا ومَسلَكا!

وتَرضَى بتَجويعِ المُعِـزّينَ قدرَها
إِذا “رَبُّـها الغالي عليها” تَصَعلَكا

عَدُوُّ الفلسطينيّ خُـذلانُ أَهلِهِ
وليس الذي لِلحَرثِ والنّسلِ أَهلَكا

فيا صاحِبَ الطّوفانِ دَع عنك لَومَها
فمَن لم يكن حُرًّا رأى الحُرَّ أَنوَكا*

يهـو ديـةٌ هذي القياداتُ.. كلُّها
ولو شعبُها والجيشُ هَبَّا لَأَدرَكا

وبالشعبِ.. أو بالجيشِ.. ما أنتَ صانعٌ
إذا أنتَ لم تُرزَق زعيمًا مُحنّكا!

ومِن أين تُجلِي الغَزوَ؟! لم يَبقَ موطنٌ
لدى العُربِ لم يَمنَحهُ سَقفًا ومَبرَكا

فلسطينُ في أَطلالِها باتَ أهلُها
جياعًا.. ومخذولِينَ.. والموتُ أوشَكا

فلا المَعبرُ البَرِّيُّ أَلقَى طَحِينَهُ
ولا البَحرُ مِن رُعبِ الصّواريخِ أَسمَكا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!