لآفاق حرة خيطُ الضوءِ الأبيضِ راحَ يتَّسعُ وينتشرُ إيذانًا لميلادِ يومٍ جديدٍ، وإبراهيم باشا ينتصبُ في وسطِ الميدانِ منذُ عقودٍ، يُشيرُ بسبابتهِ إلى مجهولٍ. يشقُّ جرسُ الترامِ رقم اثنين سكونَ صمتِ الصباحِ، عربةُ رشِّ الماءِ قادمةٌ من شارعِ فؤادَ، في اتجاهِ ميدانِ الأوبرا الذي بدأ يتثاءبُ ويلفظُ السياراتِ إلى نهرِ الشارعِ على استحياءٍ. الطريقُ يخلو من المارَّةِ إلا من عزوزَ …
أكمل القراءة »رواق القصة القصيرة
أحب معاشرة الغربان/ بقلم:صالح العطفي
رميت كسرة خبز للغراب الذي حط على جدار منزلي … لم يتأفف منها ! ولم يجر سريعا كي يلتهمها ! فجلست أراقبه طويلا ..وبعد حين اقترب منها وأخذها بعزة نفس أذهلتني كثيرا ، وتسألت : ما هذه الروح العظيمة التي سكنت روح هذا الغراب ؛ وهذه الكبرياء الطافحة ، وهذه الروح المرتفعة الشامخة ! وحين أخبرت جدتي عن هذا الموقف …
أكمل القراءة »كتبت ثريا السيد علي. مسافات أرضية. قصة قصيرة
لآفاق حرة مسافات أرضية قصة : ثريا السيد علي. مصر فى منزلها البلوري الفخم ، جلست سمية تقرأ رسائلهما المتبادلة على الشاشة الكوكبية الكبيرة ، وهى تشرب القهوة ببطء ومتعة ، وتبتسم كلما تذكرت انبهارها بذكائه ، ودهشته من دقة وصفها للحياة على كوكب الأرض قديماً ، وقصة حبهما النادرة ، والمستحيلة على كواكب مختلفة ، تحولت إلى الضحك بصوت …
أكمل القراءة »وادي نخلة/ بقلم:المحامي مراد علايه
يحكى في القرون الأولى أن هناك سيل في مأرب أخذ جنتين عن يمينٍ وشمالٍ كانت لتبع يكفر بأنعم الله، فأرسل الله عليه سيل العرم، وادي نخلة هو سيل عرم هذا الزمان، بمجرد أن تحكي عن هذا الودي أو تتحدث عنه يتبادر إلى أذهان الناس عن موت فلان فيه، وسحب سيارة فلان فيه، كأنك تتحدث عن عزرائيل وشبح الموت والجرف في …
أكمل القراءة »محطةُ عابرةٌ/بقلم: فاطمة حرفوش (سوريا)
. منذُ سنواتٍ عديدةٍ ارتدى لباسَ الوحدةِ ، وجلسَ على سريرِ الأمنياتِ ، يدغدغُ أحلامًا طارت به بعيدًا عن الوطنِ وعادَ ثانيةً بعدَ أن لوّنَ البياضُ شعره ورسمَ الزمنُ خطوطًا بوجهه ، فرشاةُ الأيامِ تركت أيضًا ألوانها . وحيدًا في منزله بين كتبه ، وذكرى حياةٍ عائليةٍ لم يبق منها إلا الفتات ينعشُ بها ذاكرته وعقلّ لا يهدأ يعملُ بأقصى …
أكمل القراءة »نفاق وقصص قصيرة جدا اخرى/ بقلم:كمال محمود علي اليماني
نفاق قرأت خبر وفاة الأخ الأصغر لصديقي في الفيسبوك . كنت منشغلا بمهام كثيرة ؛ فتجاهلت الخبر وتكاسلت عن الذهاب لتعزيته كواجب محتوم بين الأصدقاء. حين قابلته مصادفة بعد أسبوع ، أخذته بالأحضان وسألته عن أخباره. أنبأني بموت أخيه . ألبست وجهي أمارات الدهشة ، ورسمت عليه ملامح الحزن وكأنني سمعت الخبر لتوي ،واحتضنته معزياً ، وأظننني قد أتقنت الدور …
أكمل القراءة »متابعة واهتمام./بقلم:مصطفى الحاج حسين
في الصّفّ الرّابع الابتدائي، شدّد علينا أستاذنا، (المعرّاوي) الخناق، بحجّة أن مستوانا التّعليمي هابط، فأخذ يحاسبنا، ويعاقبنا، ويضربنا، ضرباً مبرحاً، على تقصيرنا، لعدم حفظنا لدروسنا، أو لإهمالنا كتابة وظائفنا، الكثيرة، التي لا ترحم. وخطرت له.. فكرة أن يراقبنا، خارج المدرسة.. فكلّف ثلاثة، من زملائنا الكسالى، بمراقبتنا، فهم أشدّ منّا طولاً، في الحارات والسّوق، وطلب منهم، أن يكتبوا له، اسم كلْ …
أكمل القراءة »سيدي الجنرال: لقد إغتصبني كلــب/:بقلم عيسى قراقع
سيدي الجنرال لقد إغتصبني كلب في سجن سديه تيمان الصهيوني ، هذا السجن السري الدموي ، فأين أنت؟ أين العدالة العمياء؟ كل ما حولي غوغاء متعطشة للدماء، إنها أكثر من كراهية وأكثر من عنصرية، أكثر من سادية وسلبطة، كلاب مذعورة تزرع ذعرها في داخلي، ويا ليتك معنا يا سيدي لترى الكلاب تمارس الجنس في أجسادنا، كيف ترقص من حولنا، تقفز …
أكمل القراءة »و تظن أنك قد نسيت/ بقلم:مصعب تقي الدين (الجزائر)
و تظن أنك قد نسيت… تدير مفتاح المواسم واثقا متخففا من معطف الذكرى… من المطر العتيق… من الشوارع… من حكايات الصبا… من هالة القمر المحدق بالبيوت… من الرفاق… و بحة الفجر المطل من المآذن.. منك صافحت الرياح منحتها أنفاس رحلتك .. اصطفيت من الحقائب ما يليق بشاطئ النسيان.. أحرقت السفائن…لا مفر من التنكر للحنين… متحررا من كل وجه قد يعيد …
أكمل القراءة »الأستاذ” في شقتي!/بقلم: محمد عمربحاح
دق الجرس وفتحتُ الباب،، كانت مُفأجاة كبيرة جدا لي ، أن وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام الأستاذ …! ياإلهي هل يعقل انه هو … عبدالله باذيب شخصياً بلحمه ودمه ؟!! هل يعقل انه صعد كل تلك السلالم حتى الدور الرابع حيث شقتي في عمارة كوريا موريا ، الشارع الرئيسي بالمعلا.. لم يكن كبيراً في العمر ، ( 1931- 1976) لكنه …
أكمل القراءة »مقهى الشّام/مصطفى الحاج حسين(اسطنبول)
لآفاق حرة عند مدخل مقهى الشّام، الكائن في ساحة (الجابري)، قرب الفندق (السّياحي)، التقيت صديقي (لقمان) صدفة، فدخلنا المقهى، وطلبنا قهوة (الإكسبريس)، وجلسنا بعد أن طلبنا من النّادل، إحضار الشّطرنج، وبدأنا اللعب، بقصد التّسلية. كان عليَّ أن أمضي ساعة، ريثما يجهّز لي، بائع القطع الكهربائيٍة، فاتورتي. على الطّاولة المجاورة لنا، كان صديقنا الممثّل المسرحي (طراد خليل)، مع صديق له، لا …
أكمل القراءة »عندما اختطفت الدانة الضاحك دوما النور السباك(2)/
بقلم: ياسر الزمراوي (السودان ) يمشي سريعا , هميما, يمد يديه الطويلتين متارحجتين بين تقدم وتاخر الاخري , تماما كمشية عسكرية , لولا ان يديه تملئان المكان كله , وقدميه كذلك تخطوان الخطو اكبره , هكذا كان النور السباك , وهكذا كان الناس يعرفونه , ضحكته كانت اكثر ما يميزه , ضحكة كبيرة مجلجلة تخترق النوافذ والابواب فيسمعها من هم …
أكمل القراءة »