إتكأتُ مع وحدتي
أتأبَّطُ الصمتَ مع تنهيدةِ ليلٍ
أسترقُ النظرَ إلى المقهى
طاولةٌ تتكىءُ عليها زهرةُ البيلسان
بكاملِ أناقتِها
ترتوي من نبضِ الماءِ
وقطرةُ ندى ترقصُ على خدِّها الأسيل
عطرٌ سجينٌ في زجاجةٍ يلهثُ من الوحدةِ
شمعةٌ تبكي تُراقصُها شقاوةُ ريحٍ
جريدةٌ مطويةٌ مُطبقةٌ شفتاها
في عمقِها ضجيجٌ
هُناكَ
همساتُ أمواج
تعزفُ أجملَ القصائدِ
تنزعُ منّي غُربتي
شدّتني إليها
سماءٌ في مُقلتيها دموعُ الناياتِ
رموشُها مُبللةٌ بكحلِ الليلِ
في ثغرِها قصيدةٌ وابتسامة
سحابةٌ تهزُّ خصرَها
تَتقطرُ منها جدائلُ عطرٍ
وقمر أطفـأتهُ غيمةٌ مُشاغبةٌ
شجرةٌ مُبللةٌ برذاذٍ من القُبلِ
امتصتْ رحيقَ مُزنِها لهفةُ عاشقٍ
وأوراقٌ خريفيةٌ تسقطُ منها قبلةٌ
تُداعبُها شفاهُ الريحِ
ترسو فوقَ رأسي سحابةُ هدوءٍ
على متنِ التمنّي
تَحطُّ على قلبي فرحاً
أخضرَ الملامحِ
فيُزهرُ المطرُ في ذاكرتي
ياسميناً كَـ بياضِ القمرِ